اغلق القائمة

السبت 2024-04-27

القاهره 02:47 م

مقاهى القاهرة القديمة

أسرار القاهرة بالأبيض والأسود..الحانات والمقاهى القديمة بوسط البلد شاهدة على تاريخ مصر

محمد غنيم الخميس، 16 مارس 2023 11:35 ص

كانت الحانات فى عصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك تقع فى قلب القاهرة لوجود معاصر الخمر، إذ افتتحت حانات كثيرة فى عدة حوار وأحياء مثل حارة الروم، وحارة النصارى، وقنطرة الوز، وبركة الأزبكية، وبركة الحبش فى طريق المعادى وبركة الفيل القريبة من السيدة زينب وكان يديرها غير المسلمين من الأقباط واليهود، إلا أن معظم الحانات القديمة قد غدر به الزمن وأطاح بها من فوق خريطة القاهرة سواء الفاطمية أو الخديوية.

عرفت القاهرة الخدوية بانتشار البارات نظرا لتواجد الأجانب الذين ساهموا فى انتشارها بداية من تأسيسها وتطويرها طيلة فترة غقامتهم فى مصر، ويعتبر "بار دير أكاتوس" الذي كان يقع فى شارع "وش البركة" المعروف حاليا بنجيب الريحانى حيث أنشئت نافورة جميلة بجواره، ومن أهم رواده الملك فؤاد الذى كان يهوى البار لوجود الصميت المملح  الذي يعشقه باعتباره مزة فى أثناء تناوله الخمر.

أما "بار أجبسيان" فكان فى شارع نجيب الريحانى عند تقاطعه مع شارع المهدى، وقد امتاز هذا البار بأن كل الخدم من النساء الأجنبيات الجميلات اللاتى يعزفن موسيقى بيتهوفين، ويذكر أن هذا البار يعد أول بار يستعين بالآلات الموسيقية الغربية رغم ارتفاع ثمن خموره وكان من أهم رواده الخديو عباس حلمى الثانى ورجال قصره، وسليم السلحدار أحد أثرياء ذلك الزمان الذى كان يصطحب معه حاشية تبلغ 10 أشخاص.

فى أوائل القرن العشرين افتتح بار سان جيمس بشارع 26 يوليو وبنيت على أنقاضه عمارة الجندول التى كان يمتلكها موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وفى مكان محلات شيكوريل يوجد بار "صولت" الذى كان مميزا بالحضور الكثيف للنساء الأجنبيات الموزعات على الموائد فى انتظار الرجال فيرقصن معهم مقابل إطعامهن، ومن أهم رواد هذا البار أمير الشعراء أحمد شوقى.

أما "بار بافاريا" فكان يقع مكان عمارة الأوقاف الحالية، وقد أنشأه رجل أعمال يهودى متزوج من سيدة رومانية، فى حين يوجد "بار باريزيانا" فى شارع الألفى بك.

تخيل أن النجم العالمى روبرت تايلور جلس فى بار إستوريل عند زيارته إلى القاهرة، وقد افتتح هذا البار فى القرن الماضى بشارع طلعت حرب وبالتحديد فى رقم 12 وما زال أصحابه الحاليون يحافظون على شكله ومواعيده القديمة من حيث الفتح والإغلاق فالساعة 12 مساء هو ميعاد آخر مشروب بحيث تغلق الأبواب فى الثانية عشرة والنصف مساء، اسمه يرجع إلى مدينة إستوريل البرتغالية.

أما النجمة زوزو ماضى فكانت تملك "بار جامايكا" الذى يقع فى شارع البنك الأهلى المتفرع من شارع شريف، واسم البار يرجع لأحد بلدان أمريكا الشمالية التى تتسم بالموسيقى الهادئة، وفى الستينات أغلق البار لفترة من الزمن لخروجه عن سياق الآداب المتبعة.

"بار الكاب دور" يقع فى شارع عبدالخالق ثروت، وقد أنشئ فى ثلاثينيات القرن الماضى، إذ تعود تسميته إلى الترجمة الفرنسية الرأس الذهبية، وهو يمتاز بصالة جميلة مزدانة بنقوش تفوح منها عطر الزمن القديم.

نأتى إلى "بار ستيلا" أحد أشهر البارات القائمة حتى الآن  وقد أنشأه رجل أعمال يونانى بعد أن تزوج من سيدة مصرية عام 1955، وما زالت ابنته إيرينى تديره حتى الآن، وهو يقع بشارع طلعت حرب، لكن المثير أن صاحبه أسسه ليكون مخزنا للبيرة، وسرعان ما حوله إلى بار وما زال يطلق عليه حتى الآن بار المخزن، وتجده مكتظا بالمثقفين والمفكرين والأدباء، ومن أشهر من تعود على ارتياده الشاعر الثائر أمل دنقل والشاعر الرائد محمد عفيفى مطر والناقد فاروق عبدالقادر، أما نجيب سرور فكان يلقى قصائده الفاحشة بصوت هادئ فى أحد أركان هذا البار!

يقع "بار البامبو" فى شارع طلعت حرب أمام الأمريكيين، وكان مركزا لتجمع الإيطاليين، وهو مكون من طابقين، ومعظم رواده من المطربين والراقصات الأجانب، حيث يواصلون بروفاتهم قبل بدء عروضهم الفنية، وكان "بارالبيروكيه" أشهر مرقص وبار فى مصر لوجود الراقصات الغربيات، ولكنه هدم وانتصب على أنقاضه مول طلعت حرب التجارى.

اما "بار الجريون" الذى أنشئ عام 1948 بشارع قصر النيل رقم 8 وما زال محتلا فئة البارات خمس نجوم ومعروف بتقديمه المأكولات الغربية و"بار الأنجلو" الذى كان مشهورًا بشرابه المعتق ذى الرائحة المميزة، إضافة إلى جودة الخدمة المقدمة من أصحابه، وهو بار أنيق مكون من طابقين كان من أشهر رواده الشاعر كامل الشناوى والممثل توفيق الدقن، وقد أغلق عام 2009

اما المقاهى القديمة فى القاهرة الخديوية كان لها نصيب كبير لعامة الشعب من العمال ففى ميدان العتبة، خلف الأوبرا الخديوية كانت تقع  مقهى سانتي في حديقة الأزبكية، كان له نكهته الخاصة، وكذلك مقهى ماتاتيا الأسطوري، الذي سمي على اسم المالك اليوناني كان يُعرف مقهى Mattatia في الأصل باسم Post Café. وكان يتردد عليها شخصيات تاريخية مثل جمال الدين الأفغاني وعبدالله النديم ومحمد عبده ويعقوب صانو وسعد باشا زغلول وعباس العقاد ونجيب محفوظ وغيرهم، وبجانب ماتاتيا كان هناك مكان شهير آخر ، مقهى Mukhtalata. سمي على اسم مبنى المحاكم المختلطة الذي كان موجودًا في الساحة حتى الثلاثينيات، فقبل عصر دور السينما وأجهزة الراديو ، كانت المقاهي التقليدية في الشرق الأوسط تقدم شكلاً من أشكال الترفيه الخفيف. 
في مثل هذه الأماكن ، لم يكن من غير المألوف العثور على خيال الزيل "دمى الظل" ، والغوازي "راقصات الشوارع" والحكواتي "رواة القصص" فيه يروون قصة الصرة الهلالية "ملحمة هلالية الشعبية"، والظاهر بيبرس وعنترة بن شداد "الأسطورة العربية الشعبية" وذلك على الربابة الآلة الموسيقية الشعبية التى كانت تصاحب رواة القصص عادة لتقديم خلفية موسيقية لحكاياتهم.

مقاهى القاهرة عام 1875ميلاية

 


مواطنون على المقهىى سنة 1880ميلادية

 


مقاهى القاهرة عام 1910 ميلادية

 


مواطنون يجلسون على أحد مقاهى القاهرة عام 1880 ميلادية

 


مقهى ريش فى وسط البلد عام 1908ميلادية

 


مقهى سانتى فى الأزبكية

 


مقاهى القاهرة عام 1922ميلادية 

 


مقاهى القاهرة القديمة

 


مقهى الفيشاوي بحى الحسين 

 


المقاهي الشعبية بالقاهرة عام ١٨٩٠.

 


جروبي بطلعت حرب عام 1924
 

مقاهى القاهرة عام 1800 ميلادية


مقهى جروبي فى القاهرة الخديوية
 

جروبي خلال فترة الازدهار

 


أنشأءه جياكومب جروبي عام 1924 ميلادية