اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 03:14 ص

غلاف الرواية

صدر حديثا.. "الفتاة الآلية والأشجار آكلةالبشر" لـ إبراهيم فرغلى

أحمد إبراهيم الشريف الأربعاء، 07 سبتمبر 2022 07:00 ص

صدر حديثا عن منشورات تكوين ضمن سلسلة مرايا رواية "الفتاة الآلية والأشجار آكلة البشر" للكاتب الروائى إبراهيم فرغلى، وذلك ضمن أدب اليافعين. 
 
ومن أجواء الرواية:
لو كان بإمكان أحد أن يرانا لما صدَّق ما يرى، كنَّا نسابق الزمن تقريبًا، وقد ركبنا فى العربة الفرعونية التى يقودها الرجل الذئب، والذى أخذ يتمتم فى أذن حصانه بالتعويذة السحرية، ليبدأ فى العدو كأن الريح تركض بجواره ويريد أن يسبقها. تشبَّثنا أنا وليلى ونينيت بعضنا ببعض، بينما كان شادى يجلس قريبًا من الرجل الذئب وشعر رأسه يطير عاليًا، يكاد لا يصدق السرعة التى نتحرك بها، إذ كان العالم من حولنا بلا ملامح؛ تمامًا كما يكون شأننا حين نركب قطارًا سريعًا جدًّا. كنت قد جرَّبتُ هذه التجربة من قبل، حين عدنا أنا وشادى من زمن الفراعنة إلى زمننا هذا، فلم أدهش كثيرًا، على عكس ليلى التى كانت تصرخ متسائلة كيف يمتلك مثل هذا الفرس كل هذه القوة؟
 
أظلمت الدنيا فجأة، كأننا دخلنا فى نفقٍ معتم، ليست به إضاءة من أى نوع، وأحسسنا جميعًا بالبرد، انقطع صوت قرقعة أقدام الفرس السريعة، وبدأ ضجيج من أصواتٍ غريبة، كأنَّها خليط من أصوات أمواج البحر والرياح وهدير المحركات معًا، يدوّى فى آذاننا.
 
لم أتمكن من معرفة مصدر الصوت الصاخب الذى سرعان ما بدا كأنه صوت محرك طائرة نفاثة عملاقة. شعرتُ بالفزع، ووجدتُ ليلى تُمسك بيدى فى الظلام. كانت يدها شديدة البرودة، وشعرتُ بها ترتجف، ثم بدأنا نسمع أصوات فرقعات غريبة، كان قلبـى ينخلع كلما سمعت واحدة منها. صرخت ليلى وبكت، وحاولتُ أن أتماسك رغم خوفى الشديد. لم أسمع صوتًا لشادى أو لنينيت، وحتى الرجل الذئب لم يقل كلمة، وحتى لو تكلَّموا فمن يمكن له أن يسمع أى شيء آخر بين هذا الصخب المرعب؟