اغلق القائمة

الأحد 2024-04-28

القاهره 07:54 ص

الدكتور عمرو حسن مقرر المجلس القومى للسكان السابق

عمرو حسن: أكثر من نصف الولادات فى مصر "قيصرية".. وهذه الأسباب والحلول

الجمعة، 15 يوليو 2022 01:03 ص

قال الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالى القائم بأعمال وزير الصحة، إن الولادات القيصرية السبب فى دخول الأطفال للحضانات، مضيفا أن عمليات الولادات القيصرية فى مصر ارتفعت بشكل كبير جدا فى الفترة الأخيرة.

وعلق الدكتور عمرو حسن، أستاذ مساعد النساء والتوليد بجامعة القاهرة مقرر المجلس القومى للسكان السابق، على تصريحات الدكتور خالد عبد الغفار، قائلا: "إن نسبة الولادة القيصرية فى مصر طبقا لنتائج المسح السكانى سنة 2000 كانت 10%، وفى عام 2008 أصبحت 27.6%، أما سنة 2014 فصارت 51.8%، وأصبحت مصر تحتل المرتبة الثالثة عالميا بعد جمهورية الدومينيكان والبرازيل فى الولادات القيصرية".


نسب ارتفاع الولادات القيصرية فى مصر

 

وأضاف الدكتور عمرو حسن: "معنى ذلك أن أكثر من نصف الولادات فى مصر هى الولادة قيصرية، وفى يوم الخميس 11 أكتوبر 2018 نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرا عن ارتفاع معدلات الولادة القيصرية فى العالم، وضربت مثلا بمصر بصفتها ضمن أعلى نسبة فى العالم بنتيجة 63%".

وأكد عمرو حسن: "أعلى محافظة فى نسبة الولادة القيصرية فى مصر كانت بورسعيد، وبلغت النسبة فيها 77% وأقل محافظة فى نسبة الولادة القيصرية كانت مرسى مطروح وبلغت النسبة فيها 26%، ونسبة الولادة القيصرية فى المستشفيات الحكومية 45%، بينما بلغت النسبة فى المستشفيات الخاصة 66%، معنى ذلك أنه من بين كل 3 ولادات ولادتان قيصرى".

 

بورسعيد فى المرتبة الأولى فى الولادات القيصرية


نسبة الولادة القيصرية فى محافظات مصر

الولادة القيصرية ومنظمة الصحة العالمية ورحلة 30 سنة

وقال مقرر المجلس القومى للسكان السابق إن أعلنت منظمة الصحة العالمية فى 1985 أعلنت أن معدل الولادة القيصرية من المفترض أن يكون من 5 إلى 15%، وأن النسبة فوق 15% تعتبر غير مبررة طبيا، مضيفا: "بعد 30 سنة اضطرت منظمة الصحة العالمية مراجعة النسبة، حيث إن كل دول العالم تعدت نسبة الـ15%، وفى 2015 أعلنت أنه لا توجد نسبة معينة يمكن تحديدها كنسبة مقبولة ولكن الأهم أن الولادة القيصرية تتم للمريضة التى تحتاجها فقط".

وأضاف عمرو حسن: الأعوام الماضية شهدت زيادة رهيبة فى أعداد الولادات القيصرية، وهذا الأمر لا يقتصر على مصر فقط، بل النسبة ارتفعت عالميا، وهناك عدة عوامل ساهمت فى زيادة معدلات الولادة القيصرية، مثل:

1- عدم ممارسة الرياضة، حيث إن الرياضة تساعد فى توسيع الحوض وتقوية عضلات البطن مما يسهل عملية الولادة، بينما عدم ممارسة الرياضة يجعل الحامل تجد نفسها فى نهاية التسعة أشهر تشعر بآلام بالظهر ناتجة عن ضعف بفقراته، وبالتالى تستعجل الولادة القيصرية للتخلص من ألم الظهر، ومع قلة الحركة واعتماد المرأة على الأجهزة الكهربائية فى تأدية واجباتها المنزلية فقد أثرت سلبا تلك العادات على تكوين عظام وعضلات الحوض وإصابتها بالضيق والضعف، وهو ما صعب بدرجة كبيرة من إتمام عملية الولادة فى صورتها الطبيعة.

2- وجود موروثات قديمة كفيلم الحفيد التى أوضحت معاناة آلام الأم خلال ولادتها، مما يؤدى إلى طلب بعض السيدات إجراء القيصرية تجنبا لذلك المشهد، أو اقتناع الأمهات والحموات أن ما يسمونها بـ"إبرة الظهر" تسبب الشلل، وبالتالى ترفض الأمهات أن تأخذ بناتها هذه الحقنة لتخفيف ألم الولادة، وبالتالى تطلب الحامل الولادة القيصرية.

3- عدم توافر العديد من الجوانب الخاصة بالخدمة الطبية اللازم توصيلها للمرضى أثناء الولادة الطبيعية فى بعض المستشفيات، مما جعل العديد من أصحاب الطبقة الوسطى بالمجتمع لديهم الخوف والرهبة من الدخول فى الولادة الطبيعية وطلب القيصرية مسبقا.

4- أن الولادة القيصرية يكون معدا لها مسبقاً ويتم الانتهاء منها فى خلال نصف ساعة على الأكثر، غير الولادة الطبيعية وفى نفس الوقت كون أن الولادة القيصرية لها ميعاد معد مسبق فإن الأزواج يفضلونها لظروف العمل.

5- عدم تعود الرجل الشرقى على تقديم الدعم النفسى اللازم لزوجته أثناء ساعات الولادة الطبيعية يجعله يستسهل الولادة القيصرية.

6- ضعف الثقافة الطبية عند الزوج والزوجة، مما يترتب عدم معرفتهم بأهمية الولادة الطبيعية وانعكاس طريقة الولادة على نوع الرضاعة.

ومن ضمن هذه المفاهيم الخاطئة أن نسبة متكاثرة من السيدات بدأن يطلبن من أطبائهن أن تكون الولادة قيصرية، نتيجة مفاهيم خاطئة من أن الألم يكون أقل فيها عن الولادة الطبيعية، أو أن الولادة الطبيعية المتكررة تؤدى إلى ضعف عضلات العجان "منطقة أسفل الحوض"، مما يؤثر بعدها على العلاقة الجنسية بالسلب، أو أن الولادة القيصرية تحافظ أكثر على شكل الجسم الخارجي، ولكن هذه المفاهيم فى معظمها مغلوطة، فالألم المترتب على الولادة الطبيعية أقل من ذلك الخاص بالولادة القيصرية، حسب السيدات اللاتى خضن التجربتين، حيث إن أوجاع المخاض الطبيعى هى آلام مؤقتة، يزول معظمها عقب الولادة مباشرة، باستثناء جرح العجان، الذى يلتئم فى خلال أسبوع تقريبا.

أما فى حالة الولادة القيصرية فإن آلام عضلات البطن وجرح الجلد تستمر لعدة أسابيع، كما أن الطبيب الكفء يحافظ قدر الإمكان على قوة عضلات العجان عقب الولادة، عن طريق خياطة هذه العضلات بطريقة علمية سليمة، إلى جانب أن تمرينات ما بعد الولادة تؤدى إلى نتائج ممتازة فى هذا الشأن، وتحافظ فى الوقت ذاته على الشكل العام للجسم، ومن المفاهيم هى أن الحامل تأكل لاثنين، وهذا يؤدى إلى زيادة مفرطة فى الوزن أثناء الحمل قد تتعدى العشرين كيلو، مع أن الوزن الأمثل لزيادة الوزن أثناء فترة الحمل لا يزيد على 12 كيلوجراما، فالسمنة المفرطة يمكن أن تؤدى إلى مشكلات الولادة العسرة.

7- فقدان رعاية الأم الحامل، حيث إن ثلث سيدات مصر لا يجرين الزيارات المفترض إجراؤها للطبيب خلال فترة الحمل، نتيجة للفقر أو صعوبة رعاية الأم فى المستشفيات العامة أو وحدات الرعاية، مما يترتب أن بعض الحالات تعانى من أمراض كتسمم الحمل، مما يستدعى الولادة القيصرية.

8- تقدم سن الزواج لدى الإناث، وبالتالى عمر المرأة عند الإنجاب للمرة الأولى، حتى أن هناك تزايدا فى حالات الإنجاب الأول بعد سن 35، فاللجوء إلى "العملية القيصرية" يكون أكثر أمانا للأم والجنين فى هذه الحالات، كما أن التقدم فى التقنيات الحديثة لعلاج العقم، وتنشيط المبايض أدى إلى ارتفاع نسبة تعدد الأجنة داخل الرحم، وبالتالى الولادة القيصرية.

واقترح الدكتور عمرو حسن بعض الحلول للتقليل من نسبة الولادات القيصرية فى مصر، حيث قال إنه يجب مراقبة وربط تقييم المستشفيات التابعة لوزارة الصحة بعدد الولادات القيصرية التى تتم بها، ومن هنا نستطيع تخفيض هذه النسبة الكبيرة من الولادات القيصرية.