اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 04:56 م

محمد أحمد طنطاوى

فهلوة التجار فى استغلال الحرب الأوكرانية للاحتكار ورفع الأسعار

بقلم محمد أحمد طنطاوى الخميس، 03 مارس 2022 10:49 ص

ارتفاعات غير مبررة شهدتها اللحوم الحمراء والدواجن والعديد من السلع الغذائية خلال الأيام الماضية، دون سبب حقيقي واضح، إلا أن البعض قرر استغلال الحرب الروسية الأوكرانية في تحقيق مكاسب كبيرة، جراء تعطيش الأسواق، والاحتكار وتخزين البضائع، في ظل تحفيز دائم على الطلب، خاصة مع اقتراب شهر رمضان، وسعى التجار لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة، من خلال تقليل حجم المعروض.

ارتفاعات اللحوم على مدار الأسبوع الماضي شهدت ارتفاعات من 25 إلى 30%، فقد قفزت من 120 إلى 150 جنيها في المحافظات، ووصلت إلى 170 جنيها في القاهرة بعدما كانت بـ 140 جنيهاً في المتوسط، وموجة الارتفاعات سببها الرئيسي توقع موجة تضخمية خلال الفترة المقبلة، ضمن تبعات الأزمة الروسية الأوكرانية، وتأثيراتها المباشرة على اقتصاد العالم، إلا أن تجليات هذه الحرب لم تتضح بعد، ولا يمكن الجزم بنتائجها في الوقت الراهن.

الحرب الروسية الأوكرانية بدأت قبل أسبوع واحد، لذلك ما يحدث في الأسواق كرد فعل لهذه الحرب لا يمكن تفسيره إلا في ضوء الممارسات الاحتكارية ومحاولة تعطيش الأسواق، ورفع أسعار السلع والخدمات دون مبرر، لذلك يجب أن تتحرك الأجهزة الرقابية بكل قوة وتواجه عمليات الاحتكار المنظمة التي يمارسها تجار الجملة، لينال هؤلاء عقوبات رادعة، فمن يعبث في الأسواق يستحق عقوبات رادعة.

ويلات الحروب والصراعات الإقليمية والدولية يجب أن تدعونا للاتعاظ والعبرة والتعلم الجيد، واستخلاص الدروس المستفادة لحماية الوطن والمحافظة عليه، ودعم استقرار ومؤسساته، والسير خلف قيادته في طريق التنمية والعمران، دون أن ننجرف إلى ممارسات احتكارية، تؤثر بصورة مباشرة على الاقتصاد، وتضر بالأسواق، وقوانين العرض والطلب، لذلك يجب أن تضرب الدولة بقوة كل من يحاول التلاعب في أقوات المواطنين أو التأثير على السوق بصورة تؤدى إلى ندرة السلع والمنتجات.

الدور الأكبر في قضية الأسعار يعتمد على الموطن، فالوعى هو الملاذ الأول لمواجهة الاحتكار وتقلبات الأسواق، لذلك السلعة التي ترتفع أسعارها يجب أن يمتنع المواطن عن شرائها، ويبحث عن البديل الأوفر والأرخص، والسلع التي تندر وتتناقص عليه التخلي عنها والإحجام عن شرائها، في هذه الحالة سوف يضطر المحتكر لطرح كل ما لديه، والبيع فوراً حتى لو كان بسعر التكلفة، مع التحرك الإيجابي حال اكتشاف أي ممارسات احتكارية بالإبلاغ عنها، والتواصل مع الجهات المعنية، حتى نقضى على تلك الظاهرة، ونتجاوز أسبابها وتأثيراتها السلبية على المجتمع.

ماذا يحدث لو امتنعت هذا العام عن شراء ياميش رمضان؟، أو قررت التخلي عن شراء اللحوم الحمراء لمدة شهر؟، أو قررت الالتزام بنظام غذائي صحي والتخلي عن الزيت والسمن والسكر إلى غير رجعة؟! لن يحدث شيء ولن تتأثر الأسرة في شيء، بل بالعكس ستنخفض الأسعار في أسرع وقت ممكن، ويزيد حجم المعروض بصورة تضمن انتظام حركة الأسواق، وتحافظ على صحتك وأموالك.