اغلق القائمة

الأحد 2024-04-28

القاهره 07:54 م

كارم محمود

وزعوا منشورات ضده.. كيف واجه كارم محمود المتطرفين فى سوريا من 50 سنة؟

كتبت زينب عبداللاه الأربعاء، 16 مارس 2022 05:00 م

يمر اليوم الأربعاء 100 عام على ميلاد الفنان الكبير كارم محمود الذى ولد فى مثل هذا اليوم الموافق 16 مارس عام 1922 ليكون أحد عمالقة الطرب والموسيقى فى عصرها الذهبى مطرباً وملحناً اختار لنفسه مكانة ومكاناً مميزاً بين نجوم الزمن الجميل من كبار المطربين والملحنين ويخلد اسمه فى وجدان الملايين بما تركه من تراث فنى ثرى على مر الأجيال.
 
أمانة عليك ياليل طول..عنانى ياعنابى ياخدود الحليوة ..سمرا ياسمرا دمك خفة وتاج العفة شبكنى معاكى ...والنبى ياجميل حوش عنى هواك..على شط بحر الهوى، وغيرها من أغان تحمل الطابع الشرقى و المصرى الأصيل وتمثل صوت الحارة المصرية والمناطق الشعبية.
 
وقد لا يعرف الكثيرون أن الفنان الكبير كارم محمود تعرض لبعض المضايقات من المتطرفين  تحدث عنها فى حوار نادر ، حيث تحدث عن موقف حدث له عندما سافر إلى سوريا صيف عام 1952 و كان حينها مرتبطاً بعقد للغناء فى عدد من الحفلات. 
 
وقال كارم محمود إنه ذهب فى اليوم التالى من وصوله لسوريا لصلاة الظهر فى أحد المساجد ولاحظ أن الكثيرين يتفحصونه وينظرون إليه، فظن أنهم تعرفوا عليه ويريدون أن يوقع لهم على بعض الأوتوجرافات أو أن يسلموا عليه، ولكن حال بينهم وبينه موعد الصلاة.
 
وأوضح الفنان الكبير أنه بعد الانتهاء من أداء الصلاة وأثناء خروجه من المسجد واعتقاده بأن الكثيرين سيلتفون حوله وجد العيون أيضًا تحدق فيه، وفجأة وجدهم يلتفون حول شخص يوزع عدد من المنشورات.
 
وأشار كارم محمود إلى أن الفضول دفعه ليأخذ أحد هذه المنشورات ويقرأها، فإذا به يفاجئ بأن هذه المنشورات ضده ومكتوب فيها: "حضر المطرب كارم محمود إلى سوريا ومعه 80 راقصة"، ومضى المنشور ليحمل العديد من الشتائم وهو يصف هؤلاء الراقصات ويدعو الجمهور لمقاطعة هذه الحفلات التى وصفها بالماجنة.
 
وشعر كارم محمود بالخطر وبأنه لابد وأن يفعل شيئاً حتى يحمى نفسه ويزيل هذه التهم عنه، مؤكداً أنه لم يكن مع فرقته أى راقصات، وسافر بصحبة زوجته فقط، موضحاً أنه لا يرى شيئًا فى أن يغنى المطرب وبصحبته راقصات ولكن العيب هو ما جاء فى هذه المنشورات من أوصاف.
 
وأضاف المطرب الكبير أنه لم يذهب إلى بيته بعد الصلاة ولكنه اتجه إلى مدير البوليس ومعه المنشورات، وكان ذلك فى نفس ليلة الافتتاح.
 
واستقبل مدير البوليس بسوريا الفنان المصرى الكبير بترحاب، وهو يضحك، وطمأنه مؤكداً أن توزيع المنشورات أمامه لم يكن أمراً مدبراً لتهديده وأن هناك فى كل بلد ومجتمع مجموعة من المتطرفين والمتشددين الذين يحاربون الفنون ويحاولون إقناع الناس بأرائهم بل الطرق ومنها توزرع هذه المنشورات، وأنه لا خطورة عليه منهم.
 
وخرج كارم محمود من مكتب مدير البوليس وقد اطمأن قلبه، وفى المساء وبعد أن غنى للجمهور دون أن تقف ورائه أى راقصة ، تحدث أمامهم عما حدث وعن الشائعات والأكاذيب التى يطلقها المتطرفون لمحاربة الفن، وقوبل كلام كارم محمود بالتصفيق الشديد من الجمهور المحب للفن بصفة عامة وللفن المصرى ونجومه بصفة خاصة، وهكذا ندرك أن التطرف لا يحارب الفن فى العصر الحالى فقط ولكن بدأت هذه الحروب منذ زمن بعيد.