اغلق القائمة

السبت 2024-04-27

القاهره 07:33 م

أميرة خواسك

أزمة حسن شحاتة

أميرة خواسك الإثنين، 12 ديسمبر 2022 07:00 ص

 أعتقد إنه ما من مصرى أو عربى محب لمصر تابع مباريات كأس العالم ٢٠٢٢، الذى تجرى فعالياته على أرض الدوحة، إلا وشعر بحزن كبير لغياب الفريق الوطنى المصرى عن هذا الحدث المهم، خاصة حين رأينا فرق أقل كثيرا من الفريق المصرى فى الإمكانات البشرية والفنية والمادية تتواجد وتقاتل من أجل الاستمرار. 
 
 هذا لا يعنى بالطبع أن فريقنا كان يستحق أو انه قد تعرض لظلم، بل على العكس لقد كان فى حاجة للتوقف مع النفس ومراجعة المستوى غير اللائق الذى وصل إليه بعد سلسلة من التراجعات والإخفاقات، وعدم وجود الائتلاف المطلوب بين اللاعبين، حتى وإن كانوا يلعبون فى فرق دولية كبيرة.
 
 إذن علينا أن نفكر من الآن وحتى سنوات أربعة، وهى ليست مدة كبيرة، بل ستمر سريعا كما مرت مثيلاتها من قبل فى لمح البصر، كيف سنعيد تنظيم وترتيب وتأهيل الفريق الوطنى لكرة القدم، وهو أمر ليس بسيطا أو تافها، بل هو عمل مهم يتصل بملايين المصريين العاشقين لكرة القدم والمتابعين لها فى مصر والعالم، والذين يجدون سعادتهم ومتنفسهم فى كل مباراة مصر أحد أطرافها والذين يعتبرون تشجيع فريقهم الوطنى هو وطنية خالصة لا تنحصر فى حبهم لكرة القدم.
 
 المهم أن تلك المرحلة القادمة تحتاج لكثير من الجدية والعمل الشاق والشفافية وتنمية المهارات، وكلها أشياء قلما تتوفر الآن، وتلك لب مشكلتنا الحقيقية، وهى أننا نحتاج حزم شديد فى هذا الأمر، بينما نشاهد فى الواقع أننا مازلنا فى مرحلة التجريب، تجريب المدرب والفريق الفنى والإدارى، تجريب اللاعبين المشتتين بين النوادى العالمية والمحلية، الانصراف التام عن الكثير من المواهب الكبيرة التى تملأ مصر طولا وعرضا، أشياء كثيرة مازلنا نتغافل عنها، وتحكمنا العشوائية والتخبط والمجاملات، حتى تراجعنا وتراجع وجودنا بكل أسف.
 
 منذ عدة أيام ترددت شائعات أن المدرب المصرى العظيم حسن شحاتة قد تعاقد مع قطر لتدريب فريقها، وقد ثبت عدم صحة الشائعة التى انتشرت لمجرد صورة جمعت بينه وبين أمير قطر، ثم انتشرت أخبار وتصريحات ثبت صحتها هذه المرة عن الحالة النفسية السيئة التى يمر بها الكابت حسن شحاتة، وهو واحد من أكبر من دربوا الفريق الوطنى وحقق نتائج ناجحة للفريق المصرى، ومؤخرا عبر شحاتة عن حالة الإحباط التى يمر بها بسبب شعوره بالظلم الذى تعرض له، بسبب الطريقة التى استبعد بها من تدريب الفريق المصرى، ثم تجاهله تماما والاستعانة بمدربين أجانب ساهموا فيما وصل إليه حالنا ! 
 
 انه أمر مؤسف أن يتم تجنيب هذا الرجل، ثم الاستعانة بمدرب أجنبى أيان كانت الأسباب، والأمر المثير للاستغراب أيضا، هو انه حتى لو كانت هناك أسباب لاستبعاد هذا المدرب الوطنى الكبير، فعلى الأقل يمكنه أن يرشح غيره، أو حتى يؤهل بعض المدربين الوطنيين، لكن هذا التجاهل الغريب يثير الكثير من علامات الاستفهام، ويؤكد أن هناك حلقة مفقودة لا نعلم سببها !
 
 فنحن نسعد جدا إذا ما حققنا فوزا محدودا، ثم نثور مع الهزيمة، ثم نهدأ وننسى، ونعاود نفس الكرة، وتلك مهزلة أخرى، لا تتفق مع احترام هذا الشعب العاشق لهذه الرياضة من الطفل الصغير وحتى الكهل، وهذا ليس فى مصر وحدها، بل كما شاهدنا فى العالم أجمع، نحن لا ينقصنا شيء لنكون فى تلك الدول التى تمثل بلادها، لا ينقصنا سوى الأمانة، وغيما يبدو أنها أصبحت أمرًا مستحيلا.