اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 02:08 ص

دينا شرف الدين

"يوم القيامة "

بقلم دينا شرف الدين الجمعة، 14 أكتوبر 2022 06:16 ص

وما زالت تبعات الحرب الروسية الأوكرانية تضرب اقتصاد العالم بدرجات متفاوتة ما بين تضرر شديد وآخر أقل شدة ، لكن بالنهاية لم  ينجو من السقوط ببراثنها أحد .
 
فهناك إشارات واضحة و أخري مبهمة ، توقعات و استعدادات و تربصات هنا و هناك ، تصريحات متعددة المعاني لقادة و ساسة الدول الغربية علي رأسها أمريكا ، وتكهنات و استنتاجات و ضخ أسلحة و وساطات ، و ما زالت الصورة مشوشة باهتة يشوبها  الغموض ، لتترك العالم يترقب ما هو قادم علي صفيح ساخن"
 
هل تسفر الأحداث التي نشهدها الآن عن خريطة جديدة لموازين القوي العالمية؟
 
فهذا الجدل الدائر هنا وهناك، و هذه التوقعات والإستنتاجات والتنبؤات باحتمالية وقوع حرب عالمية ثالثة نسمع من على بعد دقات طبولها التى تقتحم آذاننا من آنٍ لآخر ولا نعلم هل هى أصوات حقيقية أم أنها أضغاث أحلام! 
 
 
فقد تم رصد إقلاع طائرة يوم القيامة الأمريكية في ظروف التوتر الحالية، في حين قالت مواقع إلكترونية أن طائرة يوم القيامة الروسية من طراز "إليوشين 62- إم" شوهدت تحلق في سماء العاصمة موسكو.
 
 
أما عن طائرة " يوم القيامة"
فهو إسم يطلق على مركز قيادة استراتيجي طائر، 
هذا النوع من الطائرات مخصص لقيادة الوحدات والتشكيلات العسكرية في ظروف النشر العملياتي للقوات وغياب البنية التحتية الأرضية، وكذلك في حال تعطل مراكز القيادة العملياتية البرية وعُقد وخطوط الاتصالات.
 
 
وتتميز هذه الطائرات بأنها حصون طائرة حقيقية لا تؤثر بها الإشعاعات النووية، مع قدرتها على البقاء في الجو لفترة طويلة من أجل إيصال القيادة إلى مكان آمن.
وعادة ما تكون طائرات يوم القيامة جاهزة دائمًا للانطلاق 7 أيام في الأسبوع، 24 ساعة في اليوم، وتستغرق عملية الإقلاع بضع دقائق فقط.
 
و لم يقتصر الأمر علي طائرات يوم القيامة ، بل ظهر أيضاً طوربيد يوم القيامة الروسي (بوسيدون) الذي سيغير تكتيك و استراتيجية الحرب المعاصرة تحت الماء، خاصة بعد أن تأكد لنا أنه لا توجد طوربيدات أمريكية ولا بريطانية قادرة علي إصابته مما سيجعل الأساطيل الغربية بلا حماية من الأسلحة الروسية الجديدة، إذ تحمل غواصتي ( بلجورود، و خاباروفسك ) ٦ طوربيدات من هذا النوع.
 
ولكن :
 
السؤال الأهم هنا والأولى بالطرح قبل أن نستعرض المسببات والدوافع التى قد تودى بالعالم إلى حرب ثالثة 
(هل يحتمل العالم أوزار حرب جديدة؟) 
 
هل سيعيد التاريخ نفسه مرة أخرى قاهرًا كل التعهدات والتأكيدات والالتزام الذى ألزمت به الدول التى نالها من الدمار والخراب بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية نفسها بانقضاء عصر الحروب المباشرة التى تأذت منها البشرية أذى عظيم؟ 
 
فبالرغم من تخلى الدول الكبرى عن فكرة الاستعمار التى كانت مدعاة للتفاخر والتباهى فيما بينهم  والسعى للفوز باستعمار أكبر عدد من الدول من قِبل كل دولة لتتفوق على غيرها بما تمتلك من أراضى وخيرات الغير، إلا أن الهدف ما زال قائمًا متغلغلاً فى النوايا والأنفس ! 
 
 
فما لا يتوقعه هؤلاء المتغطرسين أن التاريخ يعيد نفسه وأن الأيام دول، وها نحن نشاهد بأعيننا ما قرأناه وتعلمناه فى كتب التاريخ دون أن نعاصره ! 
 
هل يتوارى الضمير الإنسانى ويتنحى جانبًا ليترك البشر عرضة للدمار من جديد بعد هيروشيما وناجازاكى وبيرل هاربر وغيرها من تبعات الحروب التى أنهكت العالم؟ 
 
هل يحتمل العالم حربًا جديدة فى ظل كل هذا التقدم والتطور فى كل أشكال وأنواع الأسلحة وعلى رأسها السلاح النووى؟ 
 
هل ستكون منطقتنا العربية مسرحًا لحرب جديدة بين القوى الكبرى التى تصارع بعضها البعض على فرض النفوذ واستعراض العضلات على حساب دول لم تعد تحتمل فقد فاضت بما أصابها من ويلات التفكك والانهيار والحروب الأهلية والطائفية والتنظيمات الإرهابية التى تم تصديرها وتمويلها من تلك الدول الكبرى حسب المخطط المرسوم؟ 
هل سيدفع الوطن العربى مزيدًا من فواتير الدمار لصالح صراعات الدول التى لا يعنيها إلا استنفاد خيراته واللعب بمقدراته؟
 
نهاية :
فطائرتي " يوم القيامة الروسية و الأمريكية ، ما هما إلا نذير حرب ثالثة ، نتمني أن تصاب آذاننا بالصمم قبل أن نسمع دقات طبولها.