اغلق القائمة

الجمعة 2024-05-03

القاهره 05:38 م

الهزيمة الغريبة

قرأت لك.. "الهزيمة الغريبة" مؤرخ فرنسى يتذكر كارثة الحرب العالمية الثانية

كتب أحمد إبراهيم الشريف الخميس، 09 سبتمبر 2021 07:00 ص

نلقى الضوء على كتاب "الهزيمة الغريبة.. شهادة نُظّمت فى عام 1940" تأليف مارك بلوخ، ويمثل وثيقة كتبها مؤرخ كبير من خلال تجربته بوصفه ضابطًا فى الجيش الفرنسى كان فى الميدان عندما اجتاح جيش هتلر بلجيكا واحتل الأراضى الفرنسية، بينما كان الجيش الفرنسى يتراجع من دون خطة، وذلك فى الحرب العالمية الثانية.
 
ويشرح الكتاب أسباب الهزيمة يومًا بيوم وسط الفوضى التى ضربت القيادة العسكرية والضباط، قائلًا إن الهزيمة فكرية فى الأساس لأنها حصيلة مواجهة بين خصمين ينتميان إلى عصرين مختلفين، فالاستراتيجيا الفرنسية العسكرية تنتمى إلى الحرب العالمية الأولى، بينما كان الجيش الألمانى مواكبًا كل التطورات الميدانية والمادية.
 
وفى سياق المقارنة بين الحربين الأولى والثانية، يقول المؤلف إن التاريخ علم التغيير، وإنه يَعلَم ويُعلِّم أنّ أى حدثين لا يتشابهان أبدًا فى ظروف حدوثهما. لكن المشكلة لا تتعلق برجال الحرب فحسب، فالاستهتار تفشّى فى كل المجالات؛ والعيب كان فى النظام الذى كان من المفترض أنه ديمقراطي، إلّا أن النظام البرلمانى كثيرًا ما كان يقوم على الدسائس.
 
ويقول الكتاب تحت عنوان "شهادة مهزوم" إنه لا ينوى هنا كتابة تاريخٍ نقدى للحرب، ولا حتى تاريخ الحملة العسكرية فى الشمال "فأنا لا أملك الوثائق الضرورية، ولا الكفاءة التقنية للقيام بذلك، لكن من الآن فصاعدًا، ستكون ثمّة ملاحظات تتّسم بما يكفى من الوضوح بحيث لا يمكن التردّد فى الإشارة إليها" ويتحدث بلوخ عن أخطاء كثيرة ومختلفة تراكمت آثارُها، "فقادت جيوشنا إلى الكارثة، غير أن ثمة تقصيرًا كبيرًا يهيمن عليها جميعها. فقادتنا، أو الذين تصرفوا باسمهم، لم يجيدوا فهم هذه الحرب. وبعبارة أخرى، كان انتصار الألمان فكريًّا فى الأساس، وذلك ما يشكِّل ربّما أخطر ما فى هذا الانتصار".