اغلق القائمة

السبت 2024-05-04

القاهره 12:10 م

محارب السرطان

من رحم المعاناة يولد الأمل.. حكاية شاب مقاتل رفض الاستسلام وقهر السرطان وتفوق في الثانوية العامة.. إسلام محمد: أصبت بورم في المخ وأجريت عملية في يوم وليلة.. وعشت الثانوية العامة على سرير بالمستشفى.. فيديو وصور

الدقهلية: مرام محمد الثلاثاء، 28 سبتمبر 2021 04:30 م

"من رحم المعاناة يولد الأمل".. فالحياة رحلة مليئة بالعقبات التي تحاول دوما هزيمتنا ودفعنا لرفع راية الاستسلام، ولكن الأمل هو ما يمنحنا القوة والعزيمة على قهر اليأس والضعف، والاستمرار من أجل البقاء وتحقيق التفوق والنجاح.  

فبعزيمة وإرادة وأمل استطاع الشاب إسلام محمد صاحب الـ18 عام، أن يقهر مرض السرطان الشرس بعد رحلة علاج طويلة وصعبة، ويحقق حلمه وينجح في الثانوية العامة أثناء فترة تلقيه لجرعات العلاج الكيميائي.



كانت حياته عادية كحياة أى شاب مقبل على الحياة، يمارس الرياضة، يلهو مع أصدقائه، ويهتم بتعليمه أملا في النجاح في الثانوية العامة بأعلى الدرجات، إلى أن بدت معالم وجهه تتغير، ويشعر بصداع شديد وإرهاق يومي، وإصابته بازدواج في الرؤية، ليخبره الطبيب أنه مصاب بسرطان في المخ من الدرجة الرابعة.

صدمة موجعة أصابت إسلام ابن مدينة بلقاس بمحافظة الدقهلية وأسرته مع قرب امتحانات الثانوية العامة وتحقيق حلمه في التفوق والنجاح والوصول للقمة، فاجعة.. لكنها كانت طاقة نور وأمل لشاب لم يعرف اليأس والاستسلام يوما وكان للإرادة والعزيمة عنوان.



"كنت زي أي شاب".. يقول إسلام محمد لـ"اليوم السابع"،  كنت عايش حياة طبيعية كأي شاب، أمارس الرياضة، أتنزه مع أصدقائي وأهتم بدروسي لأحقق حلمي في النجاح بتفوق في الثانوية العامة، حتى انقلبت حياتي رأسا على عقب بعد علمي بإصابتي بورم في المخ من الدرجة الرابعة.

ويشير إسلام، إلى أنه اكتشف إصابته بالمرض اللعين بعد ملاحظة أصدقائه بتغير معالم وجهه، وإصابته بازدواج في الرؤية، مضيفا أنه لم يبدي اهتماما بالأمر في البداية، ولكن مع الوقت بدأت حالته الصحية تسوء أكثر، فبدأت أسرته في استشارة عدد كبير من الأطباء، حتى أثبتت التحاليل والأشعة إصابته بورم في المخ، وضرورة إجراء عملية لاستئصاله في أسرع وقت ممكن.

ويضيف إسلام، أنه زار العديد من الأطباء، ليحاول فهم وضعه الصحي الذي ساء في يوم وليلة، مشيرا أن أسرته عرضت حالته الصحية على طبيبين أنف وأذن وحنجرة، فوصفوا له مسكنات ودواء للأذن، ثم عرض حالته على طبيبين عيون، حتى اكتشف الأخير وجود ورم في المخ والذي طالبهم بضرورة إجراء عملية جراحية لاستئصال الورم، قبل أن تزداد حالته سوءا.



"حياتي وحياة أسرتي تغيرت تماما بعد اكتشاف المرض"، يقول إسلام إنه توجه وأسرته مباشرة لمدينة القاهرة لإجراء العملية بإحدى مستشفيات الأورام، وأصبحت القاهرة هي موطنهم الجديد بصحبة السرطان.

ويقول إسلام: "أصعب ما سمعته فترة مرضي، قول أحد الأطباء لأسرتي أثناء توصيف حالتي، إنني يجب أن أجري العملية في أسرع وقت ممكن وإلا سيكون مصيري العمى أو الإعاقة أو الموت"، مضيفا أن بالرغم من أن الجملة تسببت له في صدمة كبيرة إلا إنها خلقت بداخله قوة وعزيمة وتحد على مواجهة المرض وقهره.

ويتابع إسلام أنه بعد دخوله المستشفى، كشفت التحاليل والأشعة ضرورة إجراءه لعمليتين لاستئصال الورم، استغرقوا 10 ساعات، ليفيق منهما غير قادرا على الرؤية والحركة، مشيرا أنه لم يكن يشعر بكل ما يجري حوله، بعدها بروتوكول العلاج بجرعات الإشعاع بعد مرور شهر من إجراء العملية، ومن ثم جرعات الكيماوي، مضيفا أنه عانى كثيرا من صعوبة الآلام المصاحبة والتالية للجرعات.

وقال إسلام، إنه بعد مرور عام، استطاع أن ينتصر على الورم بعد استئصاله، مضيفا أنه يتلقى حاليا جرعات الكيماوي الوقائي لمنع تكون وانتشار الورم من جديد.



وعن تخطيه مرحلة الثانوية العامة فترة مرضه بالسرطان، يقول إسلام: أنه أصيب بالمرض منذ عام أي في بداية دخوله للصف الثالث الثانوي، مشيرا أنه عاش عامه المدرسي الأخير خلف أسوار مستشفى الأورام وذاكر دروسه وامتحن أثناء تلقيه لجرعات الإشعاع والكيماوي.

ويضيف، أن حلمه في التفوق كان سببا رئيسيا في اهتمامه بالمذاكرة حتى وهو في شدة مرضه ويعاني الألم، فكان يذاكر عبر المنصة الإلكترونية والدروس الأون لاين، مشيرا أنه كان يتعلم بالسمع فقط لأن قدرته على الرؤية كانت ضعيفة جدا كمضاعفات ما بعد العملية.

ويقول إسلام، إنه لم يهمل تعليمه من أجل مستقبله، والمرض لم يكن عائقا لتحقيق النجاح، مشيرا أنه كان على يقين بأن المرض سيأخذ مرحلته وينتهي وأن ما سيبقى له هو مستقبله، فرفض نصائح من حوله لتأجيل امتحاناته، وقرر أن يجتاز الثانوية العامة وينتصر على المرض في ذات العام.

"كنت أذاكر وقت تلقي جرعات الإشعاع والكيماوي"، يقول إسلام إنه كان يتلقى جلسات الإشعاع يوميا، والوقت كان ضيق جدا ليذاكر دروسه، لهذا كان يذاكر في نفس وقت تلقيه للجرعة وكل ما يشغل تفكيره مستقبله ونجاحه في الثانوية العامة.



وأشار، إلى أن حياته بعد المرض تغيرت تماما، ولم يعد قادرا على الحركة وممارسة حياته الطبيعية كما كانت، ولكنه يرضى بقضاء الله ويثق بأنه سيشفى تماما من هذا المرض ويعود لحياته الطبيعية، مضيفا أن الحياة تصدمنا كل يوم ولكنها تحتاج للإنسان القوي المتفائل الذي يحول نقاط ضعفه لمصدر قوة ينطلق منه للأمام ويصنع به المعجزات.

وقال، إنه عانى كثيرا ومر بظروف صعبة ولكن بإرادته وعزيمته استطاع أن يتخطى مرحلة طويلة من العلاج وينجح في الثانوية العامة، مؤكدا أن الإرادة والعزيمة تقهران المستحيل.