اغلق القائمة

الأحد 2024-04-28

القاهره 01:01 ص

بايدن وترامب

أفغانستان تشعل شرارة الانتخابات الأمريكية 2024.. صحف: الجمهوريون يحاولون الاستفادة من أكبر انتكاسة فى رئاسة بايدن للسيطرة على الكونجرس فى الانتخابات التمهيدية.. ترامب يسعى لغسل يده وبومبيو ينتقد "فشل" الرئيس

كتبت رباب فتحى الثلاثاء، 17 أغسطس 2021 12:33 ص

لم يمر سوى 7 أشهر على رئاسة جو بايدن، ورغم النجاحات التى استطاع تحقيقها فى ملفات مثل وباء كورونا وتمرير حزم الإغاثة ودعم الاقتصاد الأمريكى، إلا أن محاولته للوفاء بتعهده أثناء الحملة الانتخابية بإنهاء أطول حرب خاضتها أمريكا أسفرت عن نشوب أزمة خطيرة متمثلة فى سقوط أفغانستان فى يد حركة طالبان، الأمر الذى ينذر بهيمنة هذه القضية على فترة رئاسته بأكملها بل وعلى مصيره فى الانتخابات المقبلة عام 2024.

وتقول صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن الجمهوريين سعوا بالفعل للاستفادة مما ظهر باعتباره أكبر انتكاسة لرئاسة بايدن مع التركيز على انتخابات العام المقبل التي تتعرض فيها سيطرة الديمقراطيين على الكونجرس للخطر.

وقال ميتش مكونيل ، أكبر جمهوري في مجلس الشيوخ ، يوم الخميس: "قرارات الرئيس بايدن دفعتنا إلى الاندفاع نحو تكملة أسوأ لسقوط سايجون (مدينة فيتنامية حسم تحريرها الحرب الفيتنامية) المهين في عام 1975". وقال مكونيل إن تقدم طالبان أثار شبح احتفال العناصر المتشددة بالذكرى العشرين لأحداث 11 سبتمبر من خلال "حرق سفارتنا في كابول".

وغرد زميله الجمهوري ليندسي جراهام تحذيرًا: "ستكون مسألة وقت فقط قبل أن يتعرض وطننا مرة أخرى للتهديد من أفغانستان".

أما صحيفة نيويورك بوست، أوضحت الأمر بشكل أكثر بساطة وكتبت عنوانها الرئيسى "سايجون بايدن: نحن نتخلى عن النساء لوحشية طالبان"، فى إشارة إلى حرب فيتنام.

ويبدو أن تداعيات قرار سحب القوات الأمريكية من أفغانستان ستكون ورقة رابحة فى المعركة الانتخابية المقبلة، وقال مساعد ديمقراطي إن العديد من الجمهوريين الذين أيدوا الانسحاب في ظل إدارة الرئيس الأمريكى السابق، دونالد ترامب يلعبون الآن السياسة ويحاولون التشويش على الرئيس.

وقالت جين ساكي ، المتحدثة باسم البيت الأبيض: "يركز الرئيس بشدة على كيفية الاستمرار في تنفيذ الانسحاب المنظم وحماية رجالنا ونسائنا العاملين في أفغانستان. إنه لا يندم على قراره".

واعتبرت الصحيفة أن بايدن لم يخسر الدعم السياسي من قبل حزبه بشأن الكارثة ولكن هذا لا يبدو أنه سيستمر طويلا، حيث انتقد بعض الديمقراطيين المؤيدين للأمن القومي القرار، وقالت عضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيو هامبشاير جين شاهين إنها "أصيبت بخيبة أمل كبيرة" بسبب الانسحاب."

وحذفت إحدى مسئولي وزارة الخارجية تغريدة صباح يوم الجمعة تقول فيها إنها استيقظت "بقلب حزين ، وهي تفكر في جميع النساء والفتيات الأفغانيات اللواتي عملت معهن خلال الفترة التي قضيتها في كابول". وقالت إن الولايات المتحدة كانت عاجزة عن حمايتهن وإنهن سيخسرن كل شيء. وقالت وزارة الخارجية لصحيفة فاينانشيال تايمز إنها حذفت التغريدة "بمحض إرادتها".

وتحدثت صحيفة "واشنطن بوست" عن العديد من النقاد ذوي الميول اليسارية فى مقال رأي يوم بعنوان: "الأرواح الأفغانية المدمرة أو المفقودة ستكون جزءًا من إرث بايدن".

واستهدف المنتقدون الإدارة بشأن سرعة انسحابها، ورفضها استخدام كلمة "إخلاء" لوصف إبعاد موظفى السفارة تحت حماية كتائب المشاة التى يقول المسئولون إنها قد تنطوى على رحلات جوية متعددة فى اليوم.

ويقولون أيضًا أن الولايات المتحدة تخاطر بأن تظهر كحليف غير موثوق به، على الرغم من تفاخر بايدن بأن "أمريكا عادت".

قال جون ألين، القائد السابق للقوات الأمريكية فى أفغانستان، فى مقال رأى يوم الجمعة: "قد يحمل التاريخ الرئيس جو بايدن وإدارته المسئولية الشخصية إذا حدث الأسوأ"، وهو ما حدث يوم الأحد عندما تمكنت حركة طالبان من الاستيلاء على الحكم.

ومن جانبها، قالت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية أن لعبة توجيه أصابع الاتهام بشأن سقوط أفغانستان بدأت بين الرئيس بايدن والرئيس السابق ترامب وسط التدافع الفوضوى لإخراج الأفراد الأمريكيين وحلفائهم من البلاد قبل سيطرة طالبان الكاملة.

أكد بايدن، الذى نادراً ما يذكر سلفه، بأن الانسحاب الأمريكى تم التفاوض عليه فى الأصل من قبل إدارة ترامب وسلط الضوء على خطط الرئيس السابق لدعوة قادة طالبان إلى كامب ديفيد فى الذكرى السنوية لهجمات 11 سبتمبر.

بينما قاد ترامب، الذى أشار قبل أشهر فقط إلى أن بايدن لم يخرج من أفغانستان بالسرعة الكافية، اتهامات بين الجمهوريين لمهاجمة إدارة بايدن بسبب تعاملها مع الانسحاب. ذهب ترامب إلى حد دعوة الرئيس إلى الاستقالة فى بيان يوم الأحد.

يلقى هذا التراجع بظلاله على ما يقول الخبراء والمسئولون الحكوميون السابقون إنه وضع فوضوى كان للزعيمين يد فى خلقه.

 

 

ويبدو أن ما حدث فى أفغانستان سيحدد بشكل كبير مجرى الانتخابات الرئاسية المقبلة، كما سيؤثر على الانتخابات التمهيدية فى 2022. ورغم أن ترامب لم يعلن رسميا بعد ما إذا كان سيشارك فى الانتخابات المقبلة، إلا أنه ألمح أكثر من مرة أنه سيفعل ذلك، مما يعنى أن هذا الملف سيكون قضية محورية. وخير دليل على ذلك، كان تصريح وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو ، الذى كثرت التقارير التى تفيد بنيته الترشح باسم الحزب الجمهورى فى الانتخابات المقبلة، حول هذه القضية.

وفي مقابلة تلفزيونية، قال إن على الجيش الأمريكي التدخل لاستعادة العاصمة الأفغانية كابول من سيطرة طالبان باستخدام "القوة الجوية الأمريكية".

وقال بومبيو خلال ظهوره في برنامج "فوكس نيوز صنداي"، الأحد، إن "كل رئيس يواجه التحديات، لكن هذا الرئيس (بايدن) واجه تحديا في أفغانستان وفشل.. لقد فشل تماما في حماية الشعب الأمريكي من هذا التحدي".

وأضاف بومبيو "لو كنت لا أزال وزيرا للخارجية مع قائد أعلى مثل الرئيس السابق دونالد ترامب، لكانت طالبان قد فهمت أن هناك تكاليف حقيقية يجب دفعها إذا كانت هناك مؤامرات ضد أمريكا. تعلم قاسم سليماني هذا الدرس، وكانت طالبان ستتعلمه أيضا".