اغلق القائمة

السبت 2024-04-27

القاهره 07:57 م

جو بايدن

أفغانستان تنتظر المجهول.. بايدن يرصد 100 مليون مساعدات إضافية لتأمين "آثار الانسحاب".. الحكومة الأفغانية: نزوح 14 ألف أسرة فى أسبوعين بسبب الصراع مع طالبان.. واستخبارات واشنطن تحذر من "سقوط النظام" خلال 6 أشهر

كتبت: نهال أبو السعود الإثنين، 26 يوليو 2021 11:00 م

مصير غامض وحالة من الانفلات تشهدها الأراضى الأفغانية بالتزامن مع اقتراب انتهاء انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان بشكل كامل، وسط قلق متصاعد داخل دوائر الولايات المتحدة العسكرية من تداعيات هذا الخروج التى بدأت تظهر بالفعل من توغل متزايد لحركة طالبان.

 

وفى الوقت الذى جدد فيه الرئيس الأمريكى جو بايدن تأكيداته على دعم واشنطن المفتوح للحكومة الأفغانية رغم الانسحاب، كشفت وزارة اللاجئين والعودة فى أفغانستان فى تقرير لها الإثنين أن الصراع المشتعل بين حكومة كابول وحركة طالبان، دفع أكثر من خمسين ألف أسرة إلى مغادرة منازلهم هذا العام وأدى إلى نزوح 14 ألفا من هذه العائلات خلال الـ15 يومًا الماضية فى جميع أنحاء البلاد.

 

وذكرت وسائل إعلام أفغانية أنه منذ أن بدأت الولايات المتحدة إجلاء ما تبقى من الـ2500 جندى قبل أكثر من شهرين، زادت طالبان من حدة هجماتها واستولت على المناطق التى لم تكن تخضع لسيطرتها فى الماضي، مما دفع الحكومة الأفغانية لشن هجمات مضادة تسببت فى اندلاع صراع شديد، وأدت فى نهاية المطاف إلى اضطرار آلاف العائلات لمغادرة منازلهم والبحث عن ملاذ فى أماكن آمنة.

 

وقبل يومين، خصص الرئيس الأمريكى جو بايدن ما يصل إلى 100 مليون دولار كمساعدات إضافية للاجئين الأفغان والمتضررين من العنف المستمر بين طالبان والقوات الأفغانية، حيث أعلن عن المساعدات الخارجية فى مذكرة من البيت الأبيض، مشيرًا إلى الحاجة إلى تلبية احتياجات اللاجئين والهجرة العاجلة غير المتوقعة، وضحايا النزاع، وغيرهم من الأشخاص المعرضين للخطر نتيجة للوضع فى أفغانستان، بما فى ذلك المتقدمون بطلبات الهجرة الخاصة والتأشيرات

 

وأضاف فى مذكرة موجهة إلى الكونجرس: "يمكن تقديم هذه المساعدة على أساس ثنائى أو متعدد الأطراف حسب الاقتضاء، بما فى ذلك من خلال المساهمات فى المنظمات الدولية ومن خلال التمويل للمنظمات غير الحكومية الأخرى والحكومات والإدارات والوكالات الأمريكية".

 

وتأتى هذه الخطوة فى الوقت الذى يحذر فيه المسؤولون من تدهور الوضع الأمنى ​​فى أفغانستان، حيث يبدو أن الولايات المتحدة سترحل جميع القوات المتبقية بحلول 31 أغسطس، قبل الموعد النهائى الأولى لبايدن فى الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية التى أشعلت أطول حرب أمريكية لما يقرب من عقدين.

 

ووفقا لتقرير نشرته شبكة سى إن إن الأمريكية، فر الآلاف من العسكريين الأفغان والمدنيين إلى الدول المجاورة مع استمرار تحقيق طالبان لمكاسبها الإقليمية، حيث صرح رئيس الأركان المشتركة مارك ميلى للصحفيين خلال مؤتمر صحفى بأن طالبان سيطرت على نصف مراكز المقاطعات فى أفغانستان.

 

فى وقت سابق، من هذا الشهر، أطلقت إدارة بايدن رسميًا عملية "ملجأ الحلفاء" لإجلاء الأفغان الذين ساعدوا القوات الأمريكية خلال الحرب التى استمرت 20 عامًا هناك، بدءًا بالأفغان الذين كانوا بالفعل فى طور التقدم للحصول على تأشيرات هجرة خاصة (SIVs).

 

وفى اتصال هاتفي، أكد جو بايدن لنظيره الأفغانى أشرف غني، أن واشنطن ستواصل دعم الحكومة الأفغانية، فيما اتفق الرئيسان على أن هجوم "طالبان" الاخير يتناقض مع تعهداتها.

 

وجاء فى بيان للبيت الأبيض فى أعقاب الاتصال الهاتفى بين الرئيسين، أن "الرئيس بايدن جدد التأكيد على استمرار الدعم الأمريكي، بما فى ذلك التنمية والمساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني، بمن فيه النساء والبنات والأقليات".

 

وتابع البيان: "الرئيسان بايدن وغنى اتفقا على أن هجوم "طالبان" الحالى يتناقض بشكل مباشر مع إعلان الحركة عن دعمها للحل التفاوضى للنزاع".

 

وأكد بايدن التزام الولايات المتحدة بدعم القوات الأمنية الأفغانية "لحماية نفسها"، حيث طلبت الإدارة من الكونجرس 3.3 مليار دولار لتمويل مساعدة القوات الأفغانية، منها مليار دولار لضمان القدرات العملياتية للقوات الجوية الأفغانية.

 

وتتضمن المساعدات المذكورة مليار دولار لتمويل شراء قطع الغيار وتجهيز القوات الأفغانية بالعتاد والوقود، و700 مليون دولار لدفع رواتب العسكريين.

 

وبالتزامن مع المعارك الدائرة، أعرب عدد من الخبراء والمشروعون عن مخاوفهم من الصعود المتزايد لنفوذ طالبان، وذلك بحسب تقرير لوكالة الأسوشيتدبرس الأمريكية، حيث أكدوا أن تقيم دوائر الاستخبارات الأمريكية عن الشهر الماضى أكدت أن الحكومة الأفغانية على وشك الانهيار، ووضعوا إطارا زمانيا محتملاً لذلك مقدراً بـ6 أشهر بعد الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية.

 

وأفادت وكالة أسوشيتد برس أنه من المتوقع أن يبقى حوالى 650 جنديا أمريكيا فى أفغانستان لتوفير الأمن فى السفارة الأمريكية بعد مغادرة القوات العسكرية البلاد.

 

عادة ما يتم حراسة سفارات الولايات المتحدة من قبل قوة أمنية من مشاة البحرية، لكن السكرتير الصحفى للبنتاجون جون كيربى قال فى وقت سابق إن الأمن فى السفارة فى كابول "سيكون أبعد مما قد تراه فى السفارات العادية".

 

وقال كيربي: "يجب أن تتوقع أنه سيكون أكبر بما يتماشى مع الوضع الأمنى فى أفغانستان".