اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 05:57 ص

أردوغان

كشف حساب لـ"حقوق الإنسان" فى دولة أردوغان.. صحيفة أمريكية ترصد ازدواجية المعايير بعد تولى تركى رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة.. وتؤكد: تركيا الأسوأ فى قوائم حبس الصحفيين ولاحقت المعارضة بـ8 مراحل "إبادة"

كتبت: نهال أبو السعود الأحد، 28 فبراير 2021 04:00 ص

سلطت صحيفة فايرفيلد صن تايمز الأمريكية الضوء على انتهاكات حقوق الانسان في تركيا، بعد أن تولى الدبلوماسي التركي فولكان بوزكير منصب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، ‏وهي الهيئة التداولية لمنظمة مكلفة بحماية حقوق الإنسان في 15 سبتمبر، الأمر الذي اعتبرته الصحيفة مفارقة ‏مأساوية، حيث تقف بلاده كواحدة من أسوأ منتهكي الحقوق في العالم. ‏
 
ووفقا للتقرير، يتحمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ‏المسئولية الشخصية عن انتهاكات لا حصر لها للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية ‏والسياسية، واتفاقية مناهضة التعذيب، وكذلك الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان ‏والحريات الأساسية وبروتوكولاتها.‏
 
 
 
 
ونتيجة لذلك، خفضت منظمة فريدوم هاوس تصنيف تركيا إلى أدنى تصنيف لها وتعتبر ‏لجنة حماية الصحفيين أنها من أسوأ الدول التي تسجن الصحفيين، كما انتقدت منظمة ‏العفو الدولية حالة الطوارئ لمدة عامين من أجل تعزيز سلطات الحكومة لإسكات ‏الأصوات الناقدة وتجريد الحقوق والحريات الأساسية وعدم التراجع عن تلك الإجراءات ‏بعد ذلك.‏
 
وبينما تابع أردوغان عددًا من المجموعات ليمارس قمعه بحقها وهم - الأكاديميين والصحفيين والأكراد - فإن الهدف ‏الأساسي لهذه الانتهاكات هم المشاركون في حركة الخدمة وهي حركة مجتمع مدني سلمية ‏لها سجل طويل في تعزيز التعليم وخدمة المجتمع والحوار بين الأديان. ‏
 
وتعد الحركة مستوحاة من أعمال وكلمات فتح الله جولن، الواعظ الفخري في المنفى الاختياري ‏في ولاية بنسلفانيا، والذي أعلنه أردوغان عدوًّا للدولة التركية.‏
 
وتصاعدت الأمور في ليلة 15 يوليو 2016 المأساوية، عندما تم حشد جزء صغير من ‏الجيش التركي لما يرقى إلى محاولة انقلاب ضعيفة، مما أدى إلى تكهنات بأن أردوغان ‏هو من قام بذلك بنفسه، ودون تحقيق أو دليل، اتهم أردوغان جولن بتدبير الأمر. ‏
 
ونفى كل من مشاركي جولن أي تورط وأدانوا المحاولة، وعندما طلبت تركيا تسليم جولن‏، أجرت وزارة العدل الأمريكية مراجعة شاملة للأدلة التي قدمتها الحكومة التركية ولم ‏تجد أي أساس للتسليم.‏
 
ومنذ ذلك الحين، كرر أردوغان ادعاءاته التي لا أساس لها على كل منصة متاحة واستخدم ‏الأحداث لملاحقة مئات الآلاف من الأبرياء من خلال الاعتقالات الجماعية، ومصادرة ‏الممتلكات الخاصة، والاحتجاز إلى أجل غير مسمى، وحتى التعذيب.‏
 
يمكن اعتبار الجرائم المرتكبة ضد أتباع "الخدمة"، بما في ذلك القتل والاختطاف، ‏والتدابير التي تم ارتكابها ضد أعداء سياسيين محتملين داخل تركيا وخارجها "جرائم ضد ‏الإنسانية" بالمعنى المقصود في المادة 7 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية ‏الدولية. ‏
 
على الرغم من أن مصطلح "الإبادة الجماعية" هو مصطلح قانوني دولي يركز على إبادة ‏مجموعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية - ولا ينطبق على الإجراءات التي يتم تنفيذها ‏ضد حركة المجتمع المدني مثل حركة الخدمة، فإن استهداف أردوغان للمجموعة يتناسب مع ‏نمط الإبادة الجماعية من انتهاكات حقوق الإنسان.‏
 
أخذ أردوغان ثماني مراحل من الإبادة الجماعية، بحسب الباحث جريجوري ستانتون، المرحلة ‏الأولى هي "التصنيف" في عام 2013، حيث ألقى أردوغان اللوم على حركة الخدمة وجولن في ‏تحقيق فساد ضد حكومته، وبدأ وصْف المشاركين في حزبهم بأنهم خونة وشبكة ‏إجرامية وعدو للدولة. ‏
 
والثاني هو "الترميز" أو إعطاء المجموعة اسمًا تشهيريًّا جديدًا، وتم الحديث عن ‏الحركة لأول مرة على أنها "هيكل دولة موازية" من قِبَل أردوغان قبل أن يقدم لاحقًا اسمًا ‏مميزًا وتشهيريًّا، وهو منظمة فتح الله الإرهابية ("‏FETO‏").‏
 
المرحلة الثالثة هي "التمييز"، من خلال حرمان المشاركون في حركة الخدمة من الحقوق الأساسية ، بما في ‏ذلك منعهم من الحصول على عمل قانوني، ومغادرة البلاد وحرمانهم من الاستشارة ‏القانونية. ‏
 
أما المرحلة الرابعة هي "نزع الصفة الإنسانية"، خلال التجمعات العامة، وصف أردوغان ‏المشاركين في حركة الخدمة بأنهم "علقات" و"مصاصو دماء" و"قتلة دمويون". وتذكرنا هذه ‏اللغة بالمفردات النازية وستشكل "خطاب كراهية" بموجب تشريع "جرائم الكراهية" في ‏العديد من البلدان.‏
 
المرحلة الخامسة في تحليل ستانتون هي "التنظيم"، حيث تشير تقارير الضحايا إلى وجود ‏وحدات تعذيب تم تشكيلها خصيصًا داخل جهاز المخابرات تستهدف المشاركين في ‏حركة الخدمة، والمرحلة السادسة هي "الاستقطاب". ‏
 
 
 
 
المرحلة السابعة هي "التحضير"، حيث يوجه أردوغان وأنصاره عبارات عنيفة إلى المشاركين ‏في حركة الخدمة، بما في ذلك "لن يحصلوا على الطعام والماء" و"سيتوسلون إلينا لقتلهم ‏لتجنب التعذيب". وتصف الدعاية المنتشرة على نطاق واسع مشاركي حركة الخدمة بـ"القتلة"، ‏‏"الإرهابيين" أو بيادق القوى الأجنبية مثل وكالة المخابرات المركزية أو الموساد أو ‏الفاتيكان. ‏
 
وأخيرا المرحلة الثامنة هي "الاضطهاد"، وقامت الحكومة التركية بالتحقيق في 600 ألف ‏من أنصار حركة الخدمة وحكم على قرابة 100 ألف منهم بالسجن في محاكم مسيسة، بينما ‏يتنظر 200 ألف آخرين المحاكمة.‏
 
لقد أرست حكومة أردوغان الأساس للخطوات الأخيرة على سلم الإبادة الجماعية: الإبادة ‏والإنكار بالنسبة لمشاركي حركة الخدمة المحاصرين في تركيا، بما في ذلك العائلات ‏المخطوفة.