اغلق القائمة

الأحد 2024-04-28

القاهره 08:40 م

المركزالمصرى للفكر والدراسات الإستراتيجية

دارسة ترصد 4 مبادئ تحكم الرؤية المصرية تجاه القضية الليبية.. تعرف عليها

كتب:محمد إسماعيل الإثنين، 22 فبراير 2021 08:00 م

رصدت دراسة حديثة صادرة عن المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية المبادئ المصرية تجاه القضية الليبية، وحيث أشارت إلى أن الرؤية السياسية المصرية تجاه القضية الليبية تقوم على مبادئ عامة مستمدة من المنظور الحاكم للعلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة للاعتبارات الخاصة والمرحلية التى يفرضها مرور ليبيا فى الفترة الحالية بمرحلة انتقالية حاسمة لحين عقد الانتخابات الجديدة .

وأشارت الدراسة إلى أن المبادئ المصرية تجاه القضية الليبية تتلخص فى الأتى:

1. القضية الليبية تشكل أولوية للأمن القومى المصري: تنتمى القضية الليبية لأهم الدوائر المباشرة للأمن القومى المصري. حيث أدركت مصر مدى انعكاسات حالة السيولة الأمنية التى شهدتها ليبيا خلال العقد الماضى على أمنها القومى، وتعاطت مصر مع المخاطر والمهددات التى صدرتها حالة الفوضى التى وقعت فى الأراضى الليبية من خلال تعزيز قدرات الردع المتعددة، والانخراط الدفاعى وفق قواعد القانون الدولى فى تقويض تلك المظاهر وتداعياتها، كما تحركت مصر فى اتجاه دعم المؤسسات الوطنية الناشئة للحد من تنامى كافة ظواهر الأمن غير التقليدى على الساحة الليبية، كالإرهاب، والمليشيات، وفوضى السلاح، وانتهاك الحدود والهجرة غير الشرعية.

2. العمل على استعادة الدولة الليبية القوية الموحدة: فقد حرصت مصر منذ بداية اندلاع الأزمة الليبية على أن تكون لها رؤيتها المعلنة التى تصب فى صالح الشعب الليبى من حيث دعم آليات المصالحة الوطنية، وإنهاء حالة الاستقطاب الجهوى والتمزق الاجتماعى بهدف وحدة الدولة الليبية، وأن تعود ليبيا دولة وطنية مركزية قوية موحدة كدولة جوار استراتيجى فى المقام الأول، ولكى تضيف عودتها القوية بالتبعية إلى الرصيد العربى الذى هو بالقطع فى حاجة ماسة لأن يزداد قوة بعودة الدولة الليبية كإحدى القوى الرئيسية الفاعلة فى منظومته الشاملة.

3. ضرورة احترام الخطوط الحمراء: كانت مصر سباقة وهى تتعامل مع هذه الأزمة لأن تؤكد أن هناك خطوطًا حمراء لا يمكن لمصر أن تتنازل عنها، حيث أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى فى 19 يونيو من عام 2020 أن خط سرت – الجفرة يُعد بالنسبة لمصر خطًا أحمر لن تسمح لأحد بأن يتخطاه، وقد كان هذا الموقف علامة فارقة فى إعادة الأزمة الليبية إلى مسارها الصحيح قبل أن تنزلق إلى نقطة اللا عودة. كذلك حرصت مصر على وضع أهم الأسس التى من شأنها أن تساهم فى حل المشكلة الليبية، ومن أهمها أن التسوية السياسية هى السبيل الوحيد لحل هذه الأزمة، بالإضافة إلى وقف التدخل الخارجى فى هذه الأزمة، مع ضرورة سحب الميليشيات والمرتزقة والجماعات الإرهابية من الأراضى الليبية.

4. الحل الوطنى للأزمة (الحل الليبى / الليبي): أعلنت مصر بكل وضوح المبدأ الذى تؤمن به وتدرك أنه هو المدخل الصحيح لحل الأزمة الليبية، والمتمثل فى أن هذه الأزمة لن يحلها إلا أبناء الشعب الليبى، وأن الحل يجب أن ينبع من داخل ليبيا، الأمر الذى تبلور فى إعلان القاهرة الذى أعلنته مصر فى السادس من يونيو العام الماضى، والذى كان عبارة عن مبادرة ليبية – ليبية شاملة للحل وليس رؤية خارجية، فالواقع يؤكد أن أية حلول مفروضة من الخارج لن تكون فى صالح الليبيين أو فى صالح استقرار المنطقة، وإنما ستكون فى صالح الدول التى تتدخل فى الشأن الليبى تحقيقًا لمصالحها.