اغلق القائمة

السبت 2024-05-04

القاهره 09:23 م

د./ داليا مجدي عبد الغني

د./ داليا مجدي عبد الغني تكتب : دائرة الأكسدة

الجمعة، 03 ديسمبر 2021 11:38 ص

أي شيء يظل على حاله، حتى لو كان هذا الحال رائعًا يدل على أنه دخل في دائرة الأكسدة والملل، حاول دائمًا أن تجعل كل يوم جديد في حياتك به عمل جديد، أو فكر جديد، أو تغيير جديد، لا تجعل اليوم يمر مرور الكرام، ولا تجعل حياتك تسير على وتيرة واحدة، ليس فقط من أجل الخروج من الملل، ولكن من أجل اكتساب شيء جديد، وهذا الشيء قد يكون علاقة جديدة تكسبها، أو قُدرة على معرفة الذات أكثر، أو اكتشاف موهبة جديدة بداخلك، أو عمل خير أو معروف في شخص، أو تغيير صفة سيئة بداخلك، أو بداخل أحد الأشخاص الذين تتعامل معهم ويهمك أمرهم.
 
وللأسف، أسوأ الأمور أن يقف حالك على ما هو عليه، بمعنى أن يكون بداخلك حلم أو أمنية، ورغم ذلك يقف عند تلك المرحلة، ولا يدخل بها في حيز التنفيذ، فهنا لن يكون هناك أي تطور حقيقي في حياتك.
 
فهل تعلم أن النجاح لو استمر على ذات المنوال، أحيانًا ما يجعل صاحبه لا يشعر به، لذا تجد كثيرًا من المُبدعين عندما يُثبتوا أقدامهم في دائرة نجاح معينة، يبدؤون في البحث عن حقل جديد من حقول النجاح لكي يثبتوا أنفسهم من خلاله، وأيضًا لاختبار قدراتهم في ذلك، وكل هذا من أجل تجديد خلايا العقل والإحساس، والخروج من دائرة الأكسدة النفسية والفكرية.
 
حتى في حالات الحُب، لابد من التغيير بمعنى أن تجعل حبيبك يعيش في حالة مُفاجآت مُستمرة، وانتظار كل ما هو جديد منك، وتوقع حياة أفضل من خلالك، فهذا يُنشط الغدد العاطفية، ويجعل الحياة ملأى بالتفاؤل والأمل والسعادة.
 
وتأكدوا أن اليأس ليس مُرتبطًا فقط بالفشل والحزن والألم والمرض، بل إنه في كثير من الأحيان يكون بسبب الروتين والحياة الرتيبة والملل، فتلك الأشياء تصنع حالة من اليأس والقُنوط وعدم الشعور بلذة الحياة.
 
وأخيرًا، لكي تنجح وتستطعم مذاق حياتك، عليك أن تضع قاعدة ثابتة وراسخة في حياتك، وهي الخروج من دائرة الأكسدة الحياتية.