اغلق القائمة

السبت 2024-04-27

القاهره 01:16 م

جدة موسى

الحلم لا يموت.. جدة موسى رسامة أمريكية اشتهرت فى سن الـ 78

كتب أحمد منصور الإثنين، 07 سبتمبر 2020 01:00 م

قد يفقد بعض الناس الأمل فى حياتهم، بعد مواجهة الفشل عدة مرات، ويعتبر أن ذلك آخر المطاف، وبالطبع هذا ليس صحيحا على الإطلاق فهنا من يجرى وراء حلمه حتى لو تحقق بعد سنوات عدة، وهذا ما حدث مع الرسامة الأمريكية آنا موسى والمعروفى بـ "جدة موسى"، التى يمر اليوم ذكرى ميلادها، إذ ولدت فى مثل هذا اليوم من عام 1860م.

جدة موسى مارى روبرتسون، ولدت فى جرينتش، نيويورك، كانت الثالثة من بين عشرة أطفال، وكان والدها يدير مطحنة الكتان وكان مزارعًا، التحقت بمدرسة مكونة من غرفة واحدة لفترة قصيرة من الزمن، وهذه المدرسة هى الآن متحف بنينجتون فى فيرمونت، الذي يضم أكبر مجموعة من أعمالها في الولايات المتحدة.

بدأت جدة موسى بالرسم كطفلة باستخدام عصير الليمون والعنب لعمل ألوان لها مناظر طبيعية، وشملت المواد الطبيعية الأخرى التى استخدمتها لإنشاء أعمال فنية الطين والعشب ومعجون الطحين والجير البطيء ونشارة الخشب.

وغادرت جدة موسى منزلها فى سن الـ 12، وبدأت العمل لدي عائلة ثرية مجاورة كمزارعة، استمرت فى العمل بجانب طهى الطعام وأعمال الخياطة  لمدة 15 عامًا، لاحظت إحدى العائلات التي عملت من أجلها اهتمامها بمطبوعات كورير وإيفز وقد زودوها بمواد فنية لإنشاء رسومات.


 
وتزوجت جدة موسى، وعندما كانت فى السابعة والعشرين من عمرها، عملت مع زوجها في نفس المزرعة بولاية فرجينيا، حيث قضوا ما يقرب من عقدين من الزمن، يعيشون ويعملون بدورهم فى خمس مزارع محلية منفصلة، وفى وقت لاحق اشترى الزوجان مزرعة.

كانت جدة موسى تستغل موهبتها فى الرسم، وزينت جدران منزلها، بأعمالها الفنية،  كما ابتكرت أيضًا أشياء مبطنة، ولكن توقفت عندما بلغت الـ 76، بسبب إصابتها بالتهاب المفاصل، مما جعل التطريز مؤلمًا، اقترحت أختها أن تكون اللوحة أسهل بالنسبة لها، وقد حفزت هذه الفكرة مسيرة موسى الفنية في أواخر السبعينيات من عمرها.

ومثل أى إنسان كانت جدة موسى تحلم بالشهرة منذ طفولتها، ولكن هذا لم يحدث إلا بالصدفة البحتة وهى فى عمر 78، فكان هناك أحد الأشخاص يدعى Louis J. Caldor، وهو جامع أعمال فنية، خلال زيارته لشلالات Hoosick فى عام 1938م، اكتشف لوحات رسمتها موسى فى نافذة متجر للأدوية.

اشترى جامع اللوحات لوحاتها الموجودة بمتجر الأدوية وعشرة آخرين من منزلها مقابل 3 دولارات أو 5 دولارات لكل منها، وفى العام التالى، تم إدراج ثلاث لوحات الجدة موسى فى معرض متحف الفن الحديث فى نيويورك بعنوان "الرسامين الأمريكية غير معروف المعاصرة".

 افتتحت أول معرض منفرد لها، تحت عنوان "يا له من زوجة مزروعة"، فى  1940 م، وأقيمت مقابلة مع الفنانة ومعرض من 50 لوحة في متجر Gimbel متعدد الأقسام في نفس العام. أقيم معرضها الفردى الثالث خلال عدة أشهر، في معرض وايت، واشنطن العاصمة، فى عام 1944م مثلها المركز الأمريكى البريطاني للفنون وجاليري سانت إتيان، مما زاد من مبيعاتها، تم عرض لوحاتها فى جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة.

وكانت جدة موسى تبيع اللوحة فى بداية مشوارها ما بين 3 إلى 5 دولارات مقابل لوحة، وهذا يتوقف على حجمها، ومع زيادة شهرتها ، تم بيع أعمالها بمبلغ يتراوح بين 8000 دولار و 10 آلاف دولار، وتم التسويق لأعمالها بشكل كبير فى المزادات العالمية، فبيعت لوحتها  Sugaring Off مقابل 1.2 مليون دولار في عام 2006.

وتقول جدة موسى عن حياتها حسب ما ذكرت فى سيرتها الذاتية : "انظر إلى حياتى كأنها يوم عمل جيد وأشعر بالرضا عن كل ما قدمته طوال رحلتي، كنت سعيدًا، والحياة هى ما صنعناه".

وكان الفضل لجدة موسى فى تنمية موهبتها هو والدها الذى غذى شغفها بالطلاء وتمكن هذا الحلم من الظهور لاحقًا في حياتها، وكتبت وهى فى عمر يناهز 92 عامًا ، "كنت صغيرًا جدًا ، كان أبى سيصطحبنى وأشقائى على ورقة بيضاء، كان يحب أن يرانا يرسم الصور، كان قرشًا واحدًا واستمر لفترة أطول من الحلوى".

رحلت الجدة موسى عن عمر يناهز 101 فى 13 ديسمبر 1961 م فى نيويورك، وتم دفنها هناك، ذكرها الرئيس جون كينيدى قائلا: "موت الجدة موسى أزال شخصية محبوبة من الحياة الأمريكية، وأعادت مباشرة وحيوية لوحاتها نضارة بدائية لإدراكنا للمشهد الأمريكى، ساعد كل من عملها وحياتها أمتنا يجدد تراثه الرائد ويتذكر جذوره فى الريف وعلى الحدود".