اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 12:13 م

نازنين زاغرى

400 مليون إسترلينى تهدد بإطالة سجن بريطانية - إيرانية.. الأموال تعود لصفقة دبابات أبرمها الشاه تراجعت عنها طهران عقب الثورة وطالبت بردها.. انتهاء عقوبة "نازنين زاغري" فى 2021 ومصير حريتها من سجون طهران مجهول

كتبت: إسراء أحمد فؤاد - نهال أبو السعود الثلاثاء، 25 أغسطس 2020 11:00 م

تسبب دين مستحق على بريطانيا يقدر بـ400 مليون إسترلينى لصالح إيران، فى الإبقاء على سجينة بريطانية إيرانية داخل سجون طهران رغم اقتراب انتهاء فترة عقوبتها، وقضت نازنين زاغرى المرأة ذات الـ 40 عاما الموظفة لدى مؤسسة "طومسون رويترز" الداعمة للصحفيين أكثر من 4 سنوات داخل السجن وسط مخاوف زوجها راتكليف من أن تواجه محاكمة جديدة بعد انتهاء فترة سجنها البالغة 5 سنوات فى 2021.

يعود هذا الدين الذى إلى عقد بيع دبابات تم إبرامه فى عهد شاه إيران الراحل محمد رضا بهلوى حصلت لندن على دفعة مسبقة منه، وتراجعت عنه بعد ثورة عام 1979. ومنذ ذلك الحين جُمدت الأموال فى حساب بالمملكة المتحدة، وتطالب إيران بالمبلغ نظير صفقة سلاح، وهو ما يلقى بالغموض على مصير زاغري.

 

 

 

 

 

وطالب محامون بريطانيون فى رسالة موجهة إلى وزير الدفاع البريطاني، بتدخل عاجل لتأمين الإفراج عنها، وغيرها من مزدوجى الجنسية فى سجون طهران، مؤكدين أن الولايات المتحدة تتخذ نهجاً أكثر حسماً فى قضايا وحالات مماثلة.

 

وقال المحامون الذين يمثلون راتكليف أن ‏الحكومة البريطانية اجلت اتخاذ الخطوات اللازمة لتأمين الإفراج عن بما فى ذلك ‏سداد دين بقيمة 400 مليون جنيه إسترلينى لإيران.

 

ووفقا للصحيفة، تخضع نازانيان للإقامة الجبرية الفعلية فى طهران منذ ‏مارس عندما أُطلق سراحها مؤقتًا من السجن حبث سمح لها بالخروج موقتاً لأسبوعين بسبب فيروس كورونا المستجد.‏

 

وقال زوجها، ريتشارد راتكليف أن إطلاق سراحها بالكامل قد تم تأجيله بسبب فشل ‏المملكة المتحدة فى تسوية دين معترف به بقيمة 400 مليون جنيه إسترليني.‏

 

 

 

نازنين وزوجها

 

كما جاء فى الرسالة أن قرار تأجيل جلسة المحكمة العليا التالية بشأن الديون حتى 4 ‏نوفمبر أى بعد يوم من الانتخابات الرئاسية الأمريكية له دور يتداخل فى الحياة ‏السياسية مع حياة المواطنين البريطانيين، مشيرة إلى التناقض فى موقف المملكة ‏المتحدة حيث تفاوضت امريكا بنفسها على مبادلة أسرى مع إيران مؤخرًا.‏

 وحذرت الرسالة حكومة المملكة المتحدة من أن أفعالها تهدد حرية المزيد من ‏البريطانيين مزدوجى الجنسية، مشيرة إلى انه من الضرورى احترام القوانين الدولية ‏تجاه إيران ولكن يجب أن يكون هناك رد فعل للتجاوزات الإيرانية.‏

وقالت وزارة الدفاع أن موقفها لم يتغير وانه لا يزال هناك التزام بتأمين الإفراج ‏الفورى والدائم عن جميع المواطنين البريطانيين مزدوجى الجنسية المحتجزين بشكل ‏تعسفى فى إيران.‏

 

 

ما هى قصة احتجاز زاغري؟

وتعود قضية زاغرى إلى عام 2016 عندما ألقى القبض عليها فى أبريل من السنة نفسها، أثناء زيارة عائلية لإيران، وداخل مطار طهران فيما كانت تستعد للتوجه إلى بريطانيا مع ابنتها الصغيرة.

واتهمت نازنين بالإعداد لـ "إطاحة ناعمة بالجمهورية الإسلامية"، والعضوية فى مجموعة نشطت عامى 2014 و2015، فى محافظة كرمان (جنوب شرق) من خلال إنشاء مواقع إنترنت ونشاطات دعائية ضد أمن البلاد.

وقال الحرس الثورى آنذاك أن زاغرى "كانت عضوة فى جمعيات ومؤسسات أجنبية تهدف إلى تحضير وتنفيذ مشاريع إعلامية وعبر الإنترنت بهدف تنفيذ عملية قلب ناعم لنظام الجمهورية الإسلامية المقدس"، وحكم عليها بالسجن لمدة 5 سنوات.

ومنذ توقيف نازنين زاغرى وحتى الآن، تشتت أسرتها، فيما يواصل الزوج البريطانى من أن لآخر شرح قضية زوجته فى الفضائيات، مطالباً بتدويل القضية، وأقام وقفة احتجاجية أمام سفارة طهران فى لندن العام الماضى، وساندته منظمات حقوق الإنسان المختلفة والتى طالبت بإطلاق سراح زاغري، لكن إيران تصر على أن تقضى زاغرى سنوات سجنها.

وقال زوجها ريتشارد راتكليف، فى يناير الماضى، أن قوات الأمن الإيرانية عرضت على زاغرى أن تعمل جاسوسة لصالح إيران من أجل إطلاق سراحها.

وكانت فى رسالة عام 2017 كتبتها نازنين وبعثت بها من سجنها بالعاصمة طهران إلى زوجها فى لندن، قالت فيها أن إيران سلبت منهما أجمل أيام ترعرع بنتها، حيث تعيش بعيدة عن أبيها بآلاف الكيلومترات وأمها السجينة فى سجن إفيين.وتابعت فى رسالتها مخاطبة زوجها: "الأكثر إيلاما فى القصة أننا لم نر كيف تكبر بنتنا، جيسو تكبر وتطول وأخذت تدرك أن والدها وأمها بعيدان عن بعض، الأب فى لندن والأم سجينة فى غرفة".

وفى محاولة من جانبها، منحتها بريطانيا فى مارس 2019 الحماية الدبلوماسية فى محاولة لإطلاق سراحها. وفشل وزير الخارجية البريطاني، جيريمى هانت، فى إطلاق سراح نازنين زاغرى خلال سفره إلى طهران نوفمبر 2018، وفى هذه الزيارة رفض وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، وقال لوزير الخارجية البريطاني، أن "القضاء الإيرانى مستقل ولا يمكن للحكومة الإيرانية أن تتخذ قرارًا فى هذا الأمر".

وفى يونيو 2019 تدخل جيريمى هانت مجددا والتقى زوجها وكتب على حسابه فى "تويتر" رسالتى إلى إيران هي: افعلوا الشيء الصحيح، وأظهروا العالم إنسانيتكم، ودعوا هذه المرأة البريئة تعود إلى منزلها". لكن عدم اعتراف الحكومة الإيرانية بالجنسية المزدوجة يمنع السفارات الغربية المعنية من رؤية الأفراد المعنيين الذين تم احتجازهم.

ولاتزال تعيش طفلتها الوحيدة "جيسو" عند عائلة زاغرى بطهران بعيدة عن أبيها وأمها، وهى اليوم محتجزة فى مستشفى نفسى.