اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 12:21 م

طبيب الغلابة

طبيب الغلابة بالإسماعيلية يكشف تفاصيل إنقاذه من الموت: دعوات الفقراء عملت معجزة

الإسماعيلية - السيد فلاح الجمعة، 21 أغسطس 2020 02:53 ص

"دعوات الفقراء أنقذتنى من الموت".. بهذه الكلمات كشف الدكتور عصام فريد تادرس، استشارى الأنف والأذن والحنجرة، والمُلقب بطبيب الغلابة فى الإسماعيلية، فى أول ظهور إعلامى له، لـ"اليوم السابع"، عن الأزمة الكبيرة التى تعرض لها.

وتابع الدكتور عصام، أنه تعرض لحادث سرقة وهو ذاهب لعمله قبل استقلاله القطار، حيث قام شابان يقودان دراجة نارية بخبطه على رأسه وسرقة شنطته التى كانت تحتوى على كل شىء خاص به، مضيفا أنه قتها قال الأطباء، إنه من الصعب العودة مرة أخرى لعمله، لأن الحادث تسبب فى نزيف وجلطة، ولن يستطيع أن يحرك قدمه مرة أخرى، لكن طبيب المخ والأعصاب قال وقتها عندما تعافى إن ما حدث معجزة، بسبب دعوات الغلابة.

وأضاف، طبيب الغلابة بالإسماعيلية فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أنه يرفض إطلاق اسمه على أى من شوارع مدينة القصاصين، بعدما طالب الأهالى ذلك، فى وسائل الإعلام، مؤكدًا أن ما يفعله هو من أجل الله سبحانه وتعالى ولا يريد أى تكريم من الجهات التنفيذية بالمحافظة على الإطلاق.

وأكد الدكتور عصام فريد تادرس، أنه يخدم أهالى الإسماعيلية منذ سنوات طويلة ولا يعنيه كثيرًا ثمن الكشف، تحت شعار "الطب رسالة وليست تجارة، وأساس مهنة الطب هو إنقاذ حياة الإنسان ومساعدتهم على الحياة وليست تجارة أو مراهنة على حياة أى إنسان.

وتابع " تادرس"، أنه منذ أن تخرج عام فى جامعة عين شمس عام 1962، بدأ رسوم الكشف فى عيادته بجنيه واحد ثم ثلاثة جنيهات وبعدها 5 جنيهات واليوم وقد وصل سنه إلى الثمانين عامًا ووصل كشفه إلى 10 جنيهات، يحصل منها على 7 جنيهات، وثلاثة جنيهات للمساعدين الثلاثة، وفسر سبب تمسكه بسعر الكشف منخفضًا قائلاً: "لا أطمح فى أن أشترى سيارة، أو أبنى عمارة، لا أحتاج غير الصحة والستر فقط، ولا أفرق فى الكشف بين المسلم والقبطي، الاثنان مرضى ويحتاجان للكشف والرعاية، والمحتاج لابد أن يجد من يعطف عليه وليس يذبحه".

وتشتهر عيادة طبيب الغلابة فى مدينة القصاصين الجديدة فى الإسماعيلية، باحتشاد المئات من المرضى، أمام العيادة، نظرًا شهرته الواسعة فى علاج الأنف والأذن والحنجرة، وإجراء عمليات "اللوز" للمرضى، وتقاضيه 10 جنيهات من المرضى وجنيه من المجندين وبدون مقابل للفقراء.

وبدأت رحلة الدكتور عصام فريد تادرس، استشارى الأنف والأذن والحنجرة، منذ أواخر الستينيات من القرن الماضي، من مدينة "القصاصين"، والتى اعتاد وقتها أن يأتى إليها مستقلًا القطار والذى كان ينطلق فجرًا من مدينة الزقازيق، ليبدأ عمله مبكرًا سواء بالكشف أو اجراء عمليات استئصال اللوز بمستشفى "القصاصين"، قبل أن يعود إلى عيادته الخاصة، والتى كان يتقاضى فيها أجرًا رمزيًا لا يتجاوز بضعة جنيهات.

"الفقراء والمحتاجين" قطاع عريض ظل يقصد عيادة الدكتور عصام لعشرات السنين، وفى كل مرة كان يقوم بصرف العلاج لهم بالمجان دون حتى تقاضى أى أجر نظير الكشف عليهم.

مرت السنوات سريعًا وتجاوز الدكتور عصام الثمانون عامًا، لكن علامات مضيئة خلدتها قصة كفاحة ورحلته مع الطب بدءً من رفض كل الترقيات طوال فترة عمله بـ"القصاصين" وصولًا إلى آداء رسالته فى خدمة المرضى مباشرةً.

ودشنَّ عدد من أهالى وأبناء محافظة الاسماعيلية، دعوة مفتوحة وجههوها للواء شريف فهمى بشارة، محافظ الإسماعيلية، بتكريم "طبيب الغلابة" وإطلاق اسمه على أحد شوارع مركز ومدينة القصاصين، وسط دعوات كثيرة ترجو الاستجابة لتخليد وإطلاق اسمه؛ بدعوى أن ما قدمه ليس بالقليل فى عالم الطب ورسالته السامية، خاصةً أنه لا يزال على عهده منذ بدايته مع ممارسة الطب وعلاج المرضى.