اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 11:38 ص

فيروس كورونا

سر انخفاض إصابات كورونا فى مصر والعالم.. الوصول إلى "مناعة القطيع" أبرز النظريات السائدة.. وباحثون يؤكدون إمكانية تعايش البشر مع الفيروس.. أحد الأطباء الإيطاليين: الفيروس كان مثل نمر عدوانى ولكنه الآن كقطة برية

كتبت فاطمة خليل الإثنين، 20 يوليو 2020 05:00 م

يبدو أن مصر تدخل مرحلة جديدة من انخفاض معدلات الإصابة بفيروس كورونا بعد فترة من ارتفاع عدد الإصابات، وأمس أصدرت وزارة الصحة بيانا ظهر فيه انخفاض عدد الإصابات مسجلة 603 إصابة جديدة بعد أن كان أول أمس 698  ويبدو أن عداد الإصابات في هبوط مستمر، كما توقع الأطباء مزيداً من الانخفاض..ولكن ما سر هذا الانخفاض في عدد الإصابات وما هي المعدلات الطبيعية لانخفاض كورونا حول العالم.. هل هناك أوجه شبه بين هذا وما حدث في دول مثل: إيطاليا من الوصول للذروة ثم الانخفاض..هذا ما نتعرف عليه في السطور التالية.

نظريات تفسر انخفاض إصابات فيروس كورونا حول العالم
 

انخفاض كورونا يشبه موجة المد والجزر
 

مثل موجة المد والجزر العملاقة، فإن جائحة كوفيد 19 قد ضربت النظم الصحية في العديد من البلدان الأوروبية ومصر أيضاَ، وتركت الخبراء يتدافعون لمعرفة متى سيصل ذروته .. كيف ستكون آثار "تسونامي كورونا"، كما أطلق عليها أطباء إيطاليا.. وهل سيحدث انخفاض عام قبل العودة إلى الحياة الطبيعية؟

وبحسب موقع "science alert" يبدو أن الموجة قد انحسرت بالفعل في الصين، حيث اندلعت إصابات فيروس كورونا لأول مرة في أواخر العام الماضي لكن خلال الأيام الأخيرة لم يتم تسجيل حالات محلية جديدة هناك.

لكن هناك تساؤلات يطرحها أخصائي الصحة العامة وعالم الأوبئة الفرنسي أنطوان فلاهولت لمجلة لانسيت الطبية عما إذا كان الأسوأ لم يأت بعد.

وقال:"لفهم مدى تعقيد كيفية تطور الأوبئة، من الضروري العودة إلى فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى، عندما قتلت الإنفلونزا الإسبانية في ثلاث موجات ما يقرب من 50 مليون شخص - أكثر من الحرب العالمية نفسها ثم اختفى الوباء."

في أواخر عشرينيات القرن العشرين، طور ويليام أوجيلفي كيرماك واسكتلندا أندرسون جراي ماكيندريك نماذج في محاولة لفهم الأوبئة.

هل انخفاض كورونا استراحة محارب أم نهاية للمرض ؟
 

اكتشف كيرماك وماكيندريك أن الوباء لا ينتهي لأنه ينفد من الأشخاص المعرضين للخطر، ولكن لأنه مع زيادة عدد الإصابات، يتم الوصول إلى عتبة "مناعة القطيع" أو المناعة بالعدوى.

وقال فلاهولت، رئيس معهد الصحة العالمية بجامعة جنيف:"إن مناعة القطيع هي نسبة الأشخاص الذين تم تحصينهم ضد الفيروس (إما عن طريق العدوى أو التطعيم عند وجوده) والذي يجب تحقيقه لوقف أي خطر عودة للظهور."

وتعتمد هذه النسبة على سهولة انتقال الفيروس من شخص مصاب إلى شخص سليم.

وقال إنه بالنسبة لكوفيد 19 "يجب أن يكون هناك ما بين 50 و 66 %  من الأشخاص مصابين ومن ثم يصبحون محصنين للقضاء على الوباء".

وقال : لكن هذا لن يمثل بالضرورة نهاية للوباء، هذا قد يعني "استراحة  للفيروس"، مضيفاً إن هذا "يحدث حاليًا في الصين وكوريا الجنوبية".

وقال إن الإجراءات الصحية أثناء الوباء مؤقتة فقط "وعندما تريحهم يبدأ الوباء مرة أخرى حتى يصل إلى مناعة قطيع مخصصة، أحيانًا على مدى عدة أشهر أو سنوات".

كما حذر رئيس خدمة الأمراض المعدية في مستشفى بيتي سالبترير في باريس، البروفيسور فرانسوا بريكاير، من احتمال حدوث "عودة جديدة" للفيروس.

وصرح لوكالة فرانس برس "ان عودة ظهور COVID-19 امر محتمل، مع عودة موسمية في نهاية المطاف".

وتساءل شارون لوين، خبير الأمراض المعدية الأسترالية، عن إمكانية العودة: "هل ستعود؟ .. لا نعرف".

وقالت إن السارس (المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة)  وهو أيضًا فيروس تاجي، اختفى تمامًا بعد إجراءات إبعاد اجتماعي صارمة، بعد مقتل 774 شخصًا في عامي 2002 و 2003.

متى سيختفي كوفيد 19؟
 

بحسب موقع شبكة التلفزيون العالمية الصينية ، أو CGTN و في تقرير نُشر في شهر يوليو الجارى، قال وو دونج ، الأستاذ المساعد في كلية بكين يونيون الطبية، إن كوفيد 19 لن يختفي على المدى القصير لكنه متفائل بشأن المستقبل حيث يخبرنا التاريخ أن الفيروسات يمكن أن تتعايش مع البشر.

وقال لي جوانجشي ، مدير قسم الرئة بمستشفى جوانجانمن ، من خلال مقارنة الخصائص الديموغرافية والسريرية بين المرضى في المملكة العربية السعودية والصين، أن أعراض كورونا صارت أقل حدة تدريجيًا مع مرور الوقت.

المرضى الذين يعانون من فيروس كورونا ليسوا مثل عدد المصابين في ووهان خلال الفاشية الأولى وعلى المدى الطويل، سيتعايش البشر في نهاية المطاف مع الفيروس.

ووافق ليو تشى قوه، نائب كبير الأطباء من مستشفى قوانج آن مين التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الطبية الصينية، على أن COVID-19 سيتعايش مع البشر في المستقبل.

وأوضح :"يمكننا أن نضع أملنا في لقاح الفيروس التاجي الجديد إلى حد ما..إذا تم تطوير لقاح فعال ولم يتغير الفيروس كثيرًا ، فربما يمكن قمع الفيروس التاجي الجديد تدريجيًا وسيكون فيروس تقليدي موسمي بجانب الانفلونزا A و B خلال موسم الانفلونزا".

انخفاض الفيروس في إيطاليا وإسبانيا
 

سجلت إيطاليا اليوم أدني معدلات وفيات بالفيروس حيث  أعلنت إيطاليا، الأحد، عن تسجيل 3 وفيات بفيروس كورونا ، فى أدنى معدل يومى للوفيات منذ 5 أشهر، وقالت وزارة الصحة الإيطالية  أن عدد الاصابات المسجلة فى الساعات الأخيرة بلغ 219 حالة وأفادت وسائل إعلام إيطالية، بأن إقليم لومبارديا لم يسجل وفيات لأول مرة منذ تفشى الوباء.

وقال الدكتور ماتيو باسيتي، رئيس عيادة الأمراض المعدية في مستشفى سان مارتينو بايطاليا، إن الفيروس أصبح أقل قوة، ربما بسبب الطفرات الجينية، حسبما ذكرت صحيفة صنداي تلجراف.

وقال باسيتي "الانطباع السريري لدي هو أن الفيروس يتغير في حدته ويمكن أن يختفي من تلقاء نفسه بدون لقاح."

وأوضح "في مارس وأوائل أبريل ، كانت الأنماط مختلفة تمامًا. كان الناس يأتون إلى قسم الطوارئ بصعوبة بالغة في إدارة المرض ويحتاجون إلى الأكسجين والتنفس الصناعي وبعضهم أصيب بالالتهاب الرئوي.

لكنه قال في الشهر الماضي ، "لقد تغيرت الصورة بالكامل من حيث الأنماط".

وقال باسيتي "لقد كان الفيروس مثل نمر عدواني في مارس وأبريل ولكنه الآن مثل قطة برية.. حتى المرضى المسنون ، الذين تتراوح أعمارهم بين 80 و 90 سنة، يجلسون وهم يتنفسون دون مساعدة.. كان من الممكن أن يموت نفس المرضى قبل يومين أو ثلاثة أيام ".

وفى اسبانيا انخفضت معدلات الإصابة كما توضح الخريطة مقارنة بالمعدلات التي كانت تصل إلى 9  آلاف إصابة يومية في شهر مارس الماضى والآن أصبحت 1360 إصابة.


اسبانيا

وما بين تفاؤل العلماء بحدوث انخفاض للفيروس بعد الذروة لا يعرف أحد ماذا يحمل المستقبل عن كورونا هل سيختفى تماماً مثل الأنفلونزا الأسبانية أم نتعايش معه مثل الأنفلونزا باللقاح أم ماذا ؟!