اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 05:37 م

الخوارج - أرشيفية

الأزارقة.. هل كانوا أول مدرسة تكفيرية فى تاريخ الإسلام

كتب محمد عبد الرحمن السبت، 13 يونيو 2020 06:00 م

واحدة من الفرق الإسلامية المثيرة للجدل على مدى تاريخ الدعوة هى "فرقة الأزارقة" وهى من فرق الخوارج، سميت باسم زعيمها نافع بن الأزرق، توصف بأنها عبارة عن مدرسة تكفيرية تمارس الغلوّ والبعد عن السنة اعتقادًا منهم بأن العبد متعبد بعين الحق في كل مسألة.

ظهرت "الأزارقة" في النصف الثاني من القرن الأول الهجري، كإحدى فرق الخوارج التي خرجت وحاربت عليّ بن أبي طالب، وكرِدة فعل عما صدر تجاههم من الدولة الأُموية؛ لأنهم ناصروا عبد الله بن الزبير حين أسس دولة آل الزبير في مكة واعتصم بجانب الكعبة المكرمة، وهذا ما أدى إلى نشوء ردود فعل عنيفة لدى الذين رغبوا في المواجهة بالعنف، ومن هنا نشأت فرقة "الأزارقة".

وكانت بداية ظهورها بعد أن فارق الخوارج عبد الله بن الزبير الذي قدموا عليه من مكة، وقاتلوا معه الحُصينَ بن نُمير السكوني قائد جيش الشام، فلما مات يزيد بن معاوية ووجد الخوارج أن عبد الله بن الزبير يختلف معهم في الرأي انفضوا عنه.. ورأى "نافع بن الأزرق" وفريقه أن كل من خالفهم هو مشرك، وينتج عن ذلك أن ماله ودمه وعرضه يصبح حلالاً لهم، وأن ولاية من تخلَّف عنه لا تنبغي، ولا نجاة له.

وبذلك يكونون قد بايعوا أبي راشد نافع بن الأزرق بن قيس بن نهار بن إنسان بن أسد بن صبرة بن ذهل بن الدول بن حنيفة على الإمارة، لتسمى باسم زعيمها، واشتدت شوكتهم وكثرت جموعهم، حتى لم تكن ثمة فرقة أكثر عدداً ولا أشد شوكة منهم، وانضم إليهم عدد من رءوس الخوارج الآخرين وأصبحت هذه الفرقة من أقسى فرق الخوارج وأكثرها تصلباً في مبادئها وأشدها تطرفاً وقد جمع بينهم الإيمان العميق بالمبادئ التي قرروها وارتضوها.

ويقول ابن حزم أنهم  "إنما كانوا أهل عسكر واحد أولهم نافع بن الأزرق وآخرهم عبيدة بن هلال العسكري، واتصل أمرهم بضعا وعشرين سنة "، والمشهور في هذا الاسم الذي ذكره ابن حزم أنه عبيدة بن هلال اليشكري وليس العسكري كما قال.

وتعتبر فرقة الأزارقة أم الفرق بعد المحكمة إذ أن النجدات انشقت عن النجدات العطوية، وانشقت عن العطوية العجاردة، وهكذا، ويعد نافع بن الأزرق من مشاهير الخوارج فقد كان هو وفرقته السبب في تشعب آراء الخوارج  على هذا النحو، فهو أول من فتح أبواب الخلاف بين الخوارج بتلك الأحداث التي بينها صاحب كتاب (الأديان) بقوله: "ولم يزالوا على ذلك – أي  على الاتفاق – إلى أن مرق عليهم نافع بن الأزرق فشتت كلمتهم وفرق جماعتهم وخالف أمرهم وحاد عن اعتقادهم، أحدث أمورا خالف فيها المسلمين وأهل الاستقامة في الدين – يعني بهم الإباضية – وتتابعت الخوارج وافترقت إلى ستة عشرة فرقة بفرقة أهل الاستقامة".