أبطال الأزمات.. تمريض الحجر الصحى بقها يضحون لإنقاذ الآخرين.. أحمد يلبى نداء الواجب ويترك زوجته قبل أيام من الولادة.. آية تترك طفلتها برفقة والديها وزوجها.. وآخر يفضل إنقاذ المرضى بعد زواجه بـ6 أيام

القليوبية إبراهيم سالم الأربعاء، 06 مايو 2020 04:00 م

أبطال وقت الجد لم يتأخروا لحظة عن نداء الواجب واستجابوا على الفور حفظا للقسم الذى اتخذوه على أنفسهم بتقديم كل ما باستطاعتهم لخدمة المرضى، فما بالك بأزمة هم أبطالها حاليا، فهم لم يتوانوا لحظة وتركوا أسرهم وكل فرد منهم له قصة خاصة به تحتاج لكتب تسردها، فهم خط الدفاع الأول والرئيسى لمواجهة وباء كورونا الحالية، هم تمريض مستشفيات الحجر الصحى المنتشرة بالمحافظات التى حددتها وزارة الصحة.

جنود معركة كورونا لم يقلوا شجاعة عن أبطال القوات المسلحة والشرطة فى مواجهة المخاطر فكانوا على قدر المسئولية التى أوكلت إليم، فتركوا كل عزيز وغال ليلبوا نداء الوطن لهم، والوقوف فى مواجهة تلك الأزمة، وتقديم كل ما باستطاعهم للحفاظ على المصابين وتقديم الرعاية لهم ضمن جنود الجيش الأبيض حتى يمكن السيطرة على هذا المرض ومواجهته بشتى السبل.

وحرص "اليوم السابع" على استعراض قصص الكفاح التى خاضها أطقم التمريض فى مستشفيات الحجر الصحى، والتى من بينها مستشفى الحجر الصحى بقها فى القليوبية، والتى تضم نماذج تنحنى لها الهامات، تقديرا للدور الكبير الذى لعبوه ولازالوا يلعبوه حتى الآن داخل أروقة تلك المستشفيات، وبذل جهود جبارة لتقديم أفضل رعاية للمرضى على مدار فترة تواجدهم.

 

"أحمد".. عمل 30 يوما بالحجر الصحى وترك زوجته قبل الولادة

في البداية قال أحمد منيب عبد الباقى 24 عاما، أحد أبطال طاقم التمريض بمستشفى الحجر الصحى بقها، إنه يعمل فى استقبال المستشفى منذ 30 يوما حتى الآن، مشيرا إلى أن لحظات الفرح التى مرت عليه طوال هذه الفترة داخل المستشفى هى تحول نتائج المسحات الخاصة بالمرضى من الإيجابية إلى السلبية والسماح له بالخروج، فتكون الفرحة وقتها لا تسع الجميع على المجهود الذى تم بذله طوال تواجد المصاب داخل المستشفى.

وأضاف "أحمد"، فى تصريحات لـ "اليوم السابع"، أنه بالنسبة لاستقبال المرضى قبل الدخول للمستشفى يتم العمل على تهدئة روعهم من خلال منحهم الورود، والتأكيد على أن الجميع بالداخل أخوة ويقدمون أفضل ما لديهم لخدمة المرضى، موضحا أن هناك حالة لمريض مسن 66 عاما، كان بحاجة ماسة إلى وضعه على جهاز تنفس صناعى، وكانت حالته النفسية صعبة، ولما رآنى وطمأنته أمسك يدى وظللت بجواره حتى هدأ تماما واستقرت حالته حتى نام".

وتابع أنه استجاب للنداء والتكليف على الفور على الرغم من أنه ترك زوجته وهى فى أمس الحاجة لأن يتواجد بجوارها، قائلا "زوجتى من المحتمل أن تلد الأسبوع وسايبها مع ولدتى لوحدهم فى البيت، وعلى الرغم من هذ ظللت داخل الحجر الصحى بقها 30 يوما متتاليين، وأنا لولا هذه الظروف لما غادرت المستشفى ضمن هذا الفريق، واستمريت فترات متتالية".

 

آية.. 30 يوم عمل متواصل بالحجر الصحى وتركت طفلتها 3 سنوات

ومن ناحيتها قالت آية صبرى عبده، أحد أبطال فريق التمريض داخل مستشفى الحجر الصحى بقها، إنها تعمل داخل المستشفى على مدار 30 يوما متتالية، موضحة أنها تعمل بقسم الرعاية المركزة داخل المستشفى، وأنها فضلت الاستمرار فى العمل لتقديم كل ما لديها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المرضى المصابين بهذا الفيروس، نظرا لخبرتها طوال فترة عملها بالرعاية المركزة، مشيرة إلى أنها كانت تنوى الاستمرار منذ البداية وحتى الانتهاء من هذ الفيروس داخل مصر وحتى خروج آخر مريض من الحجر الصحى، إلا أن هناك ظروف حالت دون ذلك.

وأوضحت "آية"، لـ"اليوم السابع"، أنها تركت ابنتها صاحبة الـ3 سنوات، مع زوجها ووالدتها ووالدها لرعايتها، وفضلت العمل وتقديم كل ما باستطاعتها لخدمة المرضى والعمل على تعافيهم من هذا الفيروس، مشيرة إلى أن دعوات المرضى بعد تعافيهم تعطيهم طاقة إيجابية هائلة تمكنهم على مواصلة الليل بالنهار لأداء رسالتهم، موضحة "أكيد دعوات المرضى بتبقى بالخير لينا، وربنا صاين بنتى بسبب هذه الدعوات".

وتابعت أن هناك أوقات كانت تضطر للعمل على مدار 24 ساعة متواصلة لتقديم الرعاية للمرضى داخل الرعاية الصحية بالمستشفى، موضحة أنه كانت هناك إحدى الحالات تستدعى وضعها فورا على جهاز التنفس الصناعي، وبالتواصل مع الطبيب كان في مرور على المرضي وعند المرور لا يتم استخادم الهواتف، وعلى الفور تدخلت هى وقدمت كل اللازم لإنقاذ هذه السيدة وبالفعل نجحت فى ذلك، مع الأخذ فى الاعتبار أنها خاضت هذه التجربة مع السيدة دون أن تستكمل إجراءات وقاية نفسها لإنقاذ روح هذه المريضة، مشيرة إلى أنها من المقرر أن تغادر ضمن الفريق الطبى الجمعة المقبلة، قائلة "أنا والله ماشية وأنا زعلانة ونفسى أكمل دورى".

"محمد".. ترك زوجته وطفلته 3 أشهر وعمل 30 يوما متواصلة بالحجر

فيما قال محمد سعيد محمد، أحد أبطال فريق التمريض بستشفى الحجر الصحى بقها، إنه يعمل على مدار 30 يوما متواصلا داخل المستشفى، وإن الفريق الطبي بالكامل من الأطباء والتمريض والعاملين والإداريين بالمستشفى يعملون فى المقام الأول لتحسين نفسية المريض من خلال استقباله بشكبل جيد وابتسامه وتوزيع الورود، والتأكيد على أن الجميع في خدمته، وتقديم الخدمة للكل سواء، إلى جانب أنه حال الخروج بعد التعافي يتم تهيئته للعزل الصحي بعد التعافي.

وتابع "محمد" في تصريحات لـ "اليوم السابع"، أن الجميع يقدم الخدمة لوجه الله لا لغير ذلك، موضحا أنه عمل فى أوقات على مدار 36 ساعة، مشيرا إلى أن المريض مسئول من الطاقم الطبي بالكامل حتى خروجه، مشيرا إلى أن نفسية المريض فور دخوله المستشفى تكون 0%، ويسعى الجميع لرفع الروح المعنوية للمريض التي تسهل التعامل معه بعدها.

وأوضح أنه غلب العمل وحمل المهمة على حياته الشخصية والأسرية، حيث إنه ترك زوجته وطفلته التى لم تتعدى الشهور الثلاثة الأولى، والتى يجب أن يكون خلالها بجوار زوجته، لأن ينتهي من ظروف مهمته، قائلا "لولا هذه الظروف لاستكمل المهمة حتى الانتهاء من أخر مصاب بهذا الفيروس داخل مستشفيات الحجر الصحي".

"أحمد".. 6 أيام زواج وفضل تقديم الخدمة بالمستشفى لإنقاذ المرضي

وفى هذا السياق قال أحمد شوقى محمد حسن، أحد أبطال طاقم التمريض بالرعاية المركزة بالحجر الصحي بقها، إن هناك بعض المواقف اضطرته للعمل على مدار يوم ونصف متواصل "36 ساعة"، موضحا "عمرى ما ببقى زعلان وأنا مطبق، بالعكس ببقى مبسوط جدا لطالما أن هذا العمل سيأتى من ورائه نجاح وهو إنقاذ إنسان كان قد فقد الأمل"، مشيرا إلى أنه اعتاد العمل لفترات طويلة تصل إلى يومين متواصيلن.

وأضاف "أحمد" فى تصريحات لـ "اليوم السابع"، أن فور ورود التكليف له بأن يكون أحد أعضاء طاقم التمريض داخل مستشفى الحجر الصحى بقها، وكان لم يمر وقت على زفافه سوى 6 أيام فقط، ترك زوجته وعلى الفور انتقل إلى المستشفى لتقديم كل ما باستطاعته لإنقاذ أفراد آخرين لم يربطه بهم سوى اليمين والعهد الذي قطعه على نفسه لإنقاذهم، موضحا "الجندي اللى واقف على الحديد يحميني لا فرق بيني وبينه ودي مهمتي ولازم أؤديها"، مشيرا إلى أنه أحد أبناء معهد ناصر.