اغلق القائمة

السبت 2024-04-27

القاهره 08:09 م

التعليم فى اليابان - أرشيفية

التغيب عن المدرسة والتنمر بين الطلاب يتزايدان باليابان.. تعرف على الأسباب

كتب محمد رضا الأحد، 31 مايو 2020 01:58 م

تضرب مشاكل ضخمة نظام التعليم اليابانى مثل التغيب عن المدارس و التنمر، اللذين يزيدان بشكل كبير فى المدارس اليابانية، والسبب الرئيسى الذى يقف وراء ذلك هو التركيز المفرط على القواعد المدرسية ومحاولة وضع الجميع فى قالب واحد، مما يخلق جوًا خانقًا، الأمر الذى يلفت الانتباه لضرورة تغيير التعليم بحيث يلائم فردية الطلاب.

 

ويقول تقرير لموقع "اليابان بالعربى"، إن النظام التعليمى فى اليابان فى حالة حرجة، على سبيل المثال، وجد استطلاع عام 2019 أجرته وزارة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا، أنه تم الإبلاغ عن أكثر من 540 ألف حالة من حالات التنمر فى المدارس اليابانية، بزيادة سنوية بنسبة 31%، كما ازداد التغيب والحوادث العنيفة والانتحار أيضا.

 

كما وجد استطلاع أجرته هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية NHK فى نفس العام أنه بالإضافة إلى 110 ألف طالب بالمرحلة الإعدادية تم تعريفهم بأنهم غائبون (بمعنى أنهم يتغيبون عن أكثر من 30 يومًا من المدرسة لأسباب أخرى غير المرض)، كان هناك 330 طالب "شبه غائب"، بما فى ذلك الطلاب الذين ذهبوا إلى المدرسة ولكن درسوا بشكل منفصل عن زملائهم وأولئك الذين حضروا فقط لجزء من اليوم، وبعبارة أخرى، فإن حوالى 440 ألف كالب من طلاب المدارس الثانوية - أى ثُمن المجموع - لا يعيشون حياة مدرسية عادية، وهو وضع غير عادى بالمرة بالنسبة للتعليم فى اليابان.

 

وأوضح التقرير أن الأسباب التى استشهد بها الطلاب المعنيون بشكل شائع لعدم التحاقهم بالمدرسة أو لتجنب الفصول الدراسية العادية هى، النفور من جو الفصل ككل بنسبة (44%)، والقلق بشأن الدراسات المدرسية بنسبة (36%)، والمشاكل مع الأصدقاء بنسبة (29%)، والقلق بشأن العلاقات مع المعلمين بنسبة (23%)، والمرور بتجربة التنمر بنسبة (21%)، وعدم القدرة على التكيف مع القواعد واللوائح المدرسية بنسبة (21%).

 

ولفت إلى أن "نظام التجمعات الموحدة على أساس العمر هو السبب الأساسى للعديد من القضايا التى تواجهها المدارس.. وإذا كان الجميع يدرسون نفس المحتوى بنفس الوتيرة، فإن الطالب الذى يتعثر على طول الطريق ويفشل فى تعلم جزء من المنهج الدراسى قد يتعرض للتخلف، ويصبح غير قادر على فهم محتوى الدروس اللاحقة.. وبالنسبة لمثل هؤلاء الطلاب، الذين يجدون أنفسهم غير قادرين على مواكبة زملائهم، فإن مجرد الذهاب إلى المدرسة يصبح تجربة غير سارة.. وهناك أيضًا النمط المعاكس، حيث يفهم الطلاب بالفعل محتوى دروس الفصل بالكامل ولكنهم غير قادرين على المضى قدمًا، لأنه من المتوقع أن يتقدم الجميع معًا. يفقدون الاهتمام بالفصول ويكرهون المدرسة.. وكلتا المسألتين ترتبطان بشكل أقل بالقدرة الفردية من المشاكل الهيكلية فى نظام التعليم الحالى".

 

وقال إن "الطبيعة المتجانسة للغاية للفصول الدراسية حيث يكون جميع التلاميذ فى نفس العمر يزيد من الضغط للتوافق، ويميل إلى خلق جو خانق حيث يحاول التلاميذ قراءة التوقعات غير المعلنة ونوايا وأفكار أقرانهم والتصرف وفقًا لذلك.. غالبًا ما تصبح هذه الفصول الدراسية أرضًا خصبة للتسلط والتنمر".

 

وعلى الرغم من استمرار النظام المدرسى فى العمل على افتراض التجانس، إلا أن الطلاب فى الفصول الدراسية ليسوا جميعًا متشابهين بالتأكيد.. على سبيل المثال، يعيش واحد من كل 7 طلاب فى فقر نسبى.. ومن المعروف الآن على نطاق واسع أن هذه الفوارق الاقتصادية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالاختلافات فى الأداء الأكاديمى، بالإضافة إلى ذلك، هناك عدد متزايد من الأطفال الذين يعانون من إعاقات فى النمو.

 

وأشار التقرير إلى أن العديد من المعلمين فى جميع أنحاء البلاد يعملون من أجل الإصلاح الهيكلى فى التعليم العام للتغلب على المشاكل التى تم سردها.. وتنتشر المبادرات الهادفة إلى تغيير نظام التوحيد الحالى فى التعليم بشكل مطرد على مستوى الحكومة الوطنية والمحلية وفى المدارس والقطاع الخاص"، وكرؤية إرشادية لهذه المبادرات، يقترح التقرير مفهوم "دمج التعلم الفردى، والتعاونى، والقائم على المشاريع، بدلاً من النموذج التقليدى، حيث يدرس كل شخص فى نفس العمر نفس المحتوى بنفس الوتيرة".

 

وأكد أنه فى ظل هذا النموذج سيكون الأطفال قادرين على التقدم فى دراستهم بالسرعة التى تناسبهم، وفى نفس الوقت يمكنهم التعاون مع الآخرين حسب الحاجة، لتلقى المساعدة وتقديمها، كما أن أحد الجوانب هو الابتعاد عن توحيد الصفوف التى تتكون من تلاميذ مصنفة حسب العمر لتنوع مجتمعات التعلم التى تشمل الأطفال من مختلف المستويات العمرية، كذلك سيكون من الجيد خلق فرص للتعلم التعاونى بين الطلاب عبر الخطوط المؤسسية القائمة، بدءًا من رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية، بدلاً من إجبار طلاب متنوعين على قالب موحد، وبهذا ستكون الفكرة هى الترحيب بالتنوع، بدلاً من دفع الطلاب دفعا نحو التوافق، وخلق بيئة حيث يتم قبول التنوع وتعزيزه على أساس متبادل.

 

أما المنهج الدراسى فى مثل هذا النموذج فلا يعتمد على دراسة الإجابات الجاهزة، بدلاً من ذلك، تتمحور حول فكرة الدراسة على أنها استكشاف، وهذا يعنى ليس فقط تعلم الدروس معينة باستخدام أساليب معينة، لكن طرح الأسئلة الخاصة بطريقته الخاصة والعثور على إجاباته الخاصة من خلال المشاريع المتعددة التى يمكن للطلاب استيعابها بشكل حقيقى، ولإجراء هذه المشاريع، يمكن للطلاب تكوين فرق مع أعضاء من مجموعات عمرية مختلفة - أو حتى أجيال مختلفة، وبالتالى سيسمح ذلك للأطفال بالحصول على إحساس مباشر أكثر بكثير بالمعنى الحقيقى للتعلم.