اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 01:55 م

السيد شحتة

هدنة إجبارية مع فيروس كورونا فى العيد

السيد شحتة الإثنين، 25 مايو 2020 11:43 ص

عيد الفطر هذا العام جاء مختلفا بالكلية عن كل الأعياد التى مرت بنا من قبل، حيث تزامن مع دعوات البقاء فى المنزل والحفاظ على التباعد الاجتماعى التزاما بالإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا الذى يواصل انتشاره فى الكوكب من شماله لجنوبه ومن شرقه إلى غربه فيما تتسارع جهود العلماء للبحث عن لقاح أو دواء له.
 
هناك سيناريوهان متوقعان خلال إجازة عيد الفطر، السيناريو الأول والأكثر تفاؤلا هو أن تتراجع الإصابات بصورة ملحوظة تحت وقع الإجراءات الوقائية التى أعلنت عنها الحكومة خلال إجازة العيد، وأن يساهم وقف حركة النقل الجماعى وإغلاق الحدائق والمتنزهات العامة وتطبيق حظر التجول من الساعة الـ5 مساء وحتى السادسة من صباح اليوم التالى فى بقاء الناس بمنازلهم لفترات أطول، وتقليل الاختلاط والاحتكاك المباشر إلى حد بعيد وهو ما يمكن أن يجعل من هذا الأسبوع فرصة ذهبية لحصار الفيروس إذا ساهمت الإجازة مع الالتزام بالإجراءات المتبعة فى حدوث انخفاض كبير فى معدلات الإصابة كما نتمنى جميعا ونرجو .
 
هذا السيناريو ليس مستحيلا كما يتخيل البعض فى ظل الزيادة المتواصلة التى نشهدها اليوم فى معدلات الإصابة بفيروس كورونا، فتقليل الإصابات المتوقعة ممكن عبر حصار بؤر العدوى، وهو ما يمكن أن يتم عبر اتباع قواعد التباعد الاجتماعى والبقاء فى المنازل وتقليل الاختلاط، فالفيروس كما هو معروف لا يداهم الناس فى منازلهم وإنما تنتقل العدوى من شخص مصاب لآخر سليم.
 
التفاؤل فى مواجهة الوباء يبدو حتميا من أجل الانتصار فى معركة يبدو مداها مفتوحا حتى اللحظة، كما أن وصول الإصابات للذروة يبدو مؤشرا واضحا على أن ساعات السيطرة على الفيروس قد اقتربت، وهو السيناريو الذى جرى فى كافة الدول التى دخلها الفيروس طوال الأشهر الماضية حيث يبدأ فى الانتشار بمعدلات محدودة ثم يتزايد حتى يبلغ انتشاره الذروة، ثم يبدأ فى التراجع والانحسار بعد ذلك.
 
كما أن أمالا كثيرة بدأت تلوح فى الأفق، يأتى فى مقدمتها التقدم الكبير الذى يجرى الإعلان عنه كل ساعة فى مجال إنتاج لقاح أو دواء جديد للقضاء على الفيروس، وفى هذا السياق يبدو مبشرا للغاية البروتوكول الجديد الذى أعلن عنه أطباء مستشفى الباجور، والذى يعطى أمالا كبيرة فى القضاء على المضاعفات الكثيرة للفيروس.
 
فى هذا السياق يبدو إعلان هدنة غير مكتوبة مع الفيروس عبر الالتزام الكامل بالإجراءات الوقائية أمرا ملحا لكسب جولة جديدة فى مرحلة الانتصار عليه والتى تؤكد مؤشرات كثيرة أنها قادمة بعون الله مع الوقت.
 
فى المقابل، فإن عواقب التهاون تبدو فادحة وهو ما يتجلى فى السيناريو الثانى الذى لا نود رؤيته على الإطلاق فى إجازة العيد، فنتيجة عدم الالتزام بالإجراءات والتدابير الوقائية لن تكون سوى مزيدا من الإصابات والضغط على الجيش الأبيض الذى يخوض جهادا بلا هوادة ضد الفيروس فى معركة دفع بعض أعضاء الجيش الأبيض حياتهم ثمنا لها.
 
الرهان على حب الناس للحياة وإدراكهم لطبيعة التحدى يمكن اختباره بشدة خلال إجازة العيد، فليس هناك طوال هذه الفترة ما يفرض على الناس مغادرة منازلهم لأى سبب إلا إذا كان البعض مصرا حتى آخر لحظة على المخاطرة بحياته وحياة من يحب.
كسب جولة العيد يبدو مهما للغاية حتى نعود للعمل والإنتاج عقب انتهاء الإجازة بأكبر قدر من الاطمئنان إلى أن الأمور برمتها تحت السيطرة، وأن عبور هذا الكابوس لا يبدو مستحيلا.