اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-05-07

القاهره 09:56 ص

اليابان ترفض العمل من المنزل

العالم يتجه للعمل من المنزل واليابان تمتنع.. واشنطن بوست: طوكيو تخلفت عن الغرب فى تكنولوجيا المعلومات.. ثقافة العمل فى البلد الآسيوى تتطلب تواصل مباشر لإظهار الاحترام.. والحكم على الموظفين بالساعات وليس الإنتاج

كتبت ريم عبد الحميد الثلاثاء، 07 أبريل 2020 01:00 م

فى الوقت الذى يشهد فيه العالم اتجاها متزايدا للسماح للموظفين فى مختلف القطاعات بالعمل من المنزل، فى ظل تفشى وباء كورونا العالمى، فإن واحدة من أكثر الدول تقدما تواجه معضلة فى تطبيق هذا الأمر فى ظل ثقافة عمل تتمتع بخصوصية فريدة، ربما لا نشهدها فى أى دولة أخرى.


 

 تقول صحيفة "واشنطن بوست" إنه عندما ياتى الأمر للعمل من المنزل، فإن اليابان لا تستوعبه بسهولة. ففى ظل تفىشى وباء كورونا، مازالت لا تستوعب الأمر، فهذا بلد لا يزال على المرء فيه أن يظهر بشخصه.

 

 وتعتمد ثقافة العمل على التواصل وجها لوجه، ويعود ذلك جزئيا لإظهار الاحترام. يتم الحكم عادة على الموظفين من ساعات العمل التى يمضونها وليس الإنتاج. ولا يثق المديرون فى العاملين معهم للعمل من المنزل، كما أن العديد من الشركات فى اليابان ليست مجهزة للعمل عن بعد. وقال أحد المستثمرين المصرفين الذى رفض الكشف عن اسمه :"رئيسى يقولها بصوت مرتفع وواضح: لو سمحت لكم أيها الشباب بالذهاب إلى المنزل، فربما لا تركزون على عملكم. من يعرف، فربما تقوم بتناول الكحول".

ويقول المصرفى إن العملاء لا يريدون اجتماعات مباشرة بعد الآن، لكن رئيسه لا يزال يعتقد أن الفريق يجب أن يكون فى المكتب لإجراء مكالمتهم الهاتفية، ولإظهار الاحترام. وأضاف المصرفى إن رئيسه يقول إنه الحضور يمنح العملاء فكرة أنك تستغرق وقتا وتجعل الأمر سهلا لنفسك، هذا هو الفخر اليابانى.

 

وتقول واشنطن بوست إن ثقافة العمل الجامدة بشكل فريد فى اليابان، جعلتها من بين أقل دول العالم المتقدم استعدادا لتبنى واقع العمل عن بعد الجديد فى عصر كورونا.

 

 وللإنصاف، تبنت بعض الشركات العمل عن بعد، لكن الكثيرين لم يفعلوا ذلك، وقد يكون الافتقار إلى التحضير سببا كبير، حسبما تقول مستشارة الإدارة روشيل كوب، وهذا هو السبب وراء تردد رئيس الوزراء اليابانى شينزوا أبى فى إعلام الطوارئ أو فرض إغلاق على الرغم من الزيادة الأخيرة فى حالات الإصابة بالفيروس.

 

وتوضح الصحيفة أن التكنولوجيا عامل مهم. فعلى الرقم من صورة اليابان كبلد يتمتع بتكنولوجيا عالية، فإنها غير مهيأة ببساطة للعمل من المنزل. فالشركات اليابانية تتخلف بشكل كبير عن نظيراتها الغربية فى الاستثمار فى تكنولوجيا المعلومات، ولا يزال العديد منها عالقا منذ 20 عاما ماضية، ببرامج قديمة وقلة وعى بالحوسبة الحسابية أو أدوات مؤتمرات الفيديو. وتشعر أقسام تكنولوجيا المعلومات بحلول من البارانويا إزاء حماية الملكية الفكرية ومعلومات العميل السرية التى تسمح للموظفين بالوصول إلى أنظمة العمل فقط على أجهزة الكمبيوتر فى المكتب.

 

بل إن العديد من الموظفين لا يمتلكون حتى أجهزة لاب توب خاص بهم، بسبب مخاطر فقدانها أثناء جلسات الشرب بعد العمل، ولا يمتلك الكثير منهم شبكات واى فاى فى المنزل. وحتى لو كان لديهم فإن الكثيرين سيجبرون على العمل فى غرفة الطعام فى شقة طوكيو الضيقة. ففى اليابان لا تزال الشركات ترسل "فاكس" ويجب أن تختم المستندات بختم مغموس بالحبر. ووفقا لوسائل الإعلام المحلية، فإن حتى الأشخاص الذين يعملون من المنزل يضطرون للذهاب إلى المكتب للحصول على وثائق مختومة من قبل المدير.