اغلق القائمة

السبت 2024-04-27

القاهره 11:40 م

الشهيد البطل المنسى

القارئ أحمد منصور يكتب: الاختيار بين الحق والباطل ‎

الخميس، 30 أبريل 2020 02:00 م

فى هذه الأيام العظيمة المباركة نتوجه جميعا بتحية إجلال واعتزاز لأرواح شهدائنا الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم فى سبيل نصرة بلدهم، فتكريم الشهيد البطل المنسى من خلال مسلسل الاختيار أثلج صدور الجميع ونجح فى إضفاء روح الفخر والاعتزاز لأسرة الشهيد البطل، لأنهم مما لا شك فيه قد شعروا بأن ما فعله البطل الشهيد لم يذهب هباء بل إنه أصبح أسطورة سيتحاكى بها الجميع على مر العصور والأجيال.

ويقدم لنا هذا العمل الفنى الفرق بين نموذجين أحدهما اختار الشهادة والبطولة والآخر اختار المذلة والمهانة له ولعائلته مدى الحياة، وفى هذا المقال سأستعرض الفرق بين تلك النموذجين حتى يعلم الجميع الحق من الباطل.

 

فهشام عشماوى الذى كان يعمل ضابطا فى القوات المسلحة المصرية التى لم يعرف قيمتها وعظمتها لدى شعبها العريق، وأصبح أحد أهم الكوادر الإرهابية شديدة الخطورة على مستوى الشرق الأوسط، ماذا شعر هشام عشماوى فى لحظة إلقاء القبض عليه، هل شعر بالذنب مما بدر منه تجاه بلده وذويه، أم أن هشام عشماوى أصبح شخصا متبلد المشاعر لا يقدر حجم الضرر الذى ألحقه ببلاده هل القتل ورائحة الدم أصبحت عادة لايستطيع أن يفارقها أو يتخلى عنها؟

 

ماذا جنى عشماوى من جراء كل تلك التصرفات التى نهى عنها الله عز وجل، هل مازال يعتقد أنه سيدخل الجنة لأنه جاهد فى سبيل الله بقتله زملاءه من الجيش المصرى والمدنيين؟

 فى حقيقة الأمر شاهدنا كثيرا العديد من الشخصيات الذين كانوا أعضاء فى تلك الجماعات الإرهابية وعادوا عن تلك الأفكار المتطرفة، ووجدناهم جميعا يروون كيف يتم السيطرة على عقول تلك العناصر الإرهابية لهذه الدرجة التى تجعلهم أشخاصا لايستطيعون التحكم فى تصرفاتهم وأفعالهم ويصبحون فقط منفذين للأوامر التى يكلفون بها دون أدنى تفكير، كل هذا الحديث الذى سمعناه كثيرا ولم يقنعنى ولو للحظة فكيف يتم إقناع تلك العناصر بأن القتل وسفك الدماء يكون فى سبيل الله وفى سبيل نصرة الدين الإسلامى؟

 كيف يتم إقناعهم بذبح أشخاص آخرين خلقهم الله مهما كانت ديانتهم ومعتقداتهم؟

كيف يتم إقناعهم بحرق أشخاص أحياء أمام أعينهم بكل تلك الجرأة التى شاهدناها جميعا؟

أسئلة كثيرة لم أجد لها حتى الآن إجابات مقنعة ولكن فى حالة هشام عشماوى تزداد الحيرة أكثر وأكثر، فهشام عشماوى كان طالبا بالكلية الحربية وتخرج منها وعمل ضابطا بالقوات المسلحة المصرية لفترة ليست بالقصيرة، والكلية الحربية كما نعلم جميعا هى مصنع الرجال الأشداء الذين نفتخر بهم فى مدننا وقرانا المصرية، كيف لشخص أقسم قسم الولاء والطاعة لوطنه أن يتحول إلى إرهابى يتم القبض عليه كما رأينا جميعا بتلك الصورة التى لاتليق بضابط خدم بالقوات المسلحة المصرية التى يتشرف أى مصرى بخدمتها والإستشهاد فى سبيلها؟

ولكننا لدينا أمثلة تفانت وأخلصت فى سبيل خدمة وطنها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، ، فكما شاهدنا جميعا الصورة التى تجمع هشام عشماوى مع الشهيد البطل العقيد المنسى الذى اختار الشهادة والتضحية فى سبيل وطنه بل وطلب فى وصيته أن يوارى جثمانه وهو يرتدى البدلة العسكرية التى هى فخر لأى مصرى يقدر وطنه، وعلى النقيض تجد أن عشماوى الذى يشترك مع العقيد أحمد المنسى فى نفس الوحدة العسكرية التى خدما بها سويا فى فترة زمنية معينة إختار طريق الهلاك والبعد عن الله فقد خلع بدلته العسكرية وحارب زملاءه وتسبب فى إحداث آلام كبيرة للعديد من العائلات المصرية، هذا هو الشهيد المنسى الذى نترحم جميعا عليه كل يوم والذى أصبح فخرا لأبنائه ووطنه وهذا هو الإرهابى القاتل هشام عشماوى الذى أضر بسمعة وطنه وأسرته وأصبح نقطة سوداء فى تاريخ أسرته ووطنه.

 تحية إجلال وتقدير لأوراح شهدائنا الأبطال، وعلى أسرهم وذويهم أن يتفاخروا بهم على مر الزمان وأن يرفعوا هاماتهم لأنهم قدموا لنا أبطال نعتز بهم وتعتز بهم بلدهم كثيرا وكثيرا.