اغلق القائمة

الأحد 2024-04-28

القاهره 11:04 م

أباطرة الإجرام فى تركيا

فيروس كورونا يعيد زعماء المافيا الأكثر دموية للشوارع من جديد في إيطاليا.. قرارات إطلاق سراح من تخطى الـ70 عاماً ينذر بازدهار عصر الجريمة المنظمة.. ومنظمات مناهضة تنتقد قرارات الإفراج عن أباطرة الموت والسرقة

كتب آسر أحمد الإثنين، 27 أبريل 2020 11:30 م

يبدو أن تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، أصبح بشرة خير للبعض، وتحول من نقمة لمعظم شعوب العالم، لمنحة لعدد قليل من المواطنين فى إيطاليا، ولكن هؤلاء القلة من ضمنهم الزعماء الأكثر دموية فى التاريخ لعصابات المافيا الإيطالية، فبعد أن قررت السلطات الإيطالية تنفيذ بعض الإجراءات الاحترازية لتخفيف الاكتظاظ داخل السجون، والافراج عن المسنين فوق الـ 70 عاما، ضمت القرارات بعض زعماء المافيا الذين عرفوا بالأكثر وحشية.

وفى تقرير نشرته thedailybeast، أبرز بعض التفاصيل عن زعماء المافيا الأكثر دموية ووحشية الذين شملتهم القرارات الجديدة، ومن ضمنهم فرانشيسكو بونورا، الذى حكم عليه بالسجن لمدة 18 سنة وثمانية أشهر، الذى يعد أحد أشهر أباطرة المافيا فى القرن الحادى والعشرين.

واتهم بونورا بخمسة جرائم قتل مختلفة فى الثمانينات، ومن ضمنهم عمليات القتل التى اشتهرت فى تلك الفترة باختفاء جثة الشخص بدون أن يترك أثراً، ونجح المحققون الذين تم تعيينهم خصيصاً للقبض على زعماء المافيا فى وضعه وراء القضبان، وتم الحكم عليه بالسجن لـ18 سنة و8 أشهر، وتم الإفراج عنه الأسبوع الماضى بعد أن وصل عمره لـ78 عاماً وجاء ضمن المسنين الذين يتوجب اخراجهم من السجن.

 

 


Francesco Bonura

ويعيش بونورا داخل منزله، ولا يستطيع المغادرة إلا للزيارات الطبية فقط، ولكن هذا لن يمنعه من التواصل مع أفراد عصاباته الذين بدوءا في الانتشار بشكل كبير الفترة الأخيرة بعد غياب السلطات والشرطة الإيطالية بسبب انشغالها بفيروس كورونا.

ومن ضمن الأشخاص الذين حظوا بإطلاق السراح هذا الأسبوع، روكو سانتو فيليبون، وهو أحد القيادات في عصابة كالادريان ندرانجيتا، ويبلغ من العمر 72 عاماً، واتهم بتنفيذ سلسلة هجمات على مسئولي الكاربينيري عامي 1993 و1994، مما أسفر عن قتل عدد كبير من الضباط وتم ادانته رسمياً بتلك العمليات، وتوجيه اتهامات له بالتواصل مع عصابات كويا نوسترا في صقلية وعصابته في ندرانجيتا لإتمام العملية.


Rocco Santo Filippone

 

وتم الأفراج عنه ليعيش مع أبنه زوجته في تورينتو، لأن أبنه يتواجد في السجن بتهم الانضمام لعصابات المافيا وإتمام عمليات قتل لصالحهم.

وبالرغم ان قرارات العفو شملت من كانوا فوق الـ 70 عاماً، إلا ان زعيم المافيا فينسينزينو إيانازو، الذي يقضي عقوبة طويلة بسبب الجرائم التي ارتكبها اثناء قيادته لعصابة إحدى عشائر ندرانجيتا في بلدة لاميزيا التابعة لـ "كالابريا"، تم الافراج عنه بعمر الـ 65، لمعاناته من ضعف جهاز المناعة وتعريضه للخطر بالإصابة بفيروس كورونا.


Vincenzino Iannazzo

 

وفي الوقت العادي بدون تلك القرارات، يتم احتجاز زعماء المافيا في الحبس الانفرادي ويتم رصد الزيارات والبريد بشكل دائم لإبقائهم بعيداً عن السجناء الأخرين، حتى لا يتمكنوا من تجنيدهم داخل السجن، فقرارات الافراج عنهم تمثل خطر كبير نظراً للتسلسل الهرمي للجريمة المنظمة الذي يحترمه الجميع داخل العصابات، وهو ما سيأهلهم للعودة من جديد بقوة لقيادة العصابات.

وأبدت الوكالة المناهضة لعصابات المافيا في إيطاليا، استياءها من تلك القرارات التي شملت افراجات رحيمة لزعماء المافيا الذين يقضون عقوبات قاسية لجرائمهم الشنيعة، ووصفت الوكالة القرارات بأنها غير متكافئة وكان من الأولي السماح لهم بقضاء مدتهم داخل زنازين فردية للتخفيف من انتشار فيروس كورونا داخل السجن.

ووفقاً للقرارات الجديدة التي نصت عليها الحكومة الإيطالية، فإن الأفراج المبكر يشمل حوالي 74 من زعماء ورؤساء المافيا الذين يتواجدون خلف القضبان، والذين يتمتعون بشهرة كبيرة في عالم الجريمة المنظمة، وجميعهم يعاملون بقانون العقوبات 41 الذي يهدف إلى منع أي شخص مدان بتواطؤ المافيا من الأفراج المبكر أو الأفراج المشروط.

وفي تصريحات للأمين العام لنقابة ضباط شرطة السجون في إيطاليا، لصحيفة الجارديان، قال "يوجد في إيطاليا حوالي 12 ألف شخص ينتمون لعصابات المافيا والمنظمات الإجرامية في السجون، وانتشرت الفترة الأخيرة مزاعم بالإصابات بفيروس كورونا داخل السجون لنشر الذعر وضم كبار المافيا لقرارات العفو المبكر".

وحصدت السلطات الإيطالية الكثير من الهجوم بعد تلك القرارات التي شملت العفو المبكر عن زعماء المافيا، واتهم قاضي مكافحة المافيا الإيطالي أنتونينو دي ماتيو، الذي يترأس المديرية الوطنية لمكافحة الجريمة المنظمة، الدولة بتشكيلها "اتفاق مع رؤساء المافيا، على غرار فضيحة Clean Hands في التي حدثت في التسعينيات عندما تم التحقيق مع 5000 شخصية عامة و400 شركة لصالح المافيا.

وقدمت العصابات منذ أسابيع قليلة، الكثير من المساعدات للمتضررين من تفشي فيروس كورونا، لكسب رضاء الإيطاليين في الشوارع لحصد شعبية من جديد ومحاولة تجنيد أكبر عدد من الشباب لفرض سيطرتهم من جديد على الشوارع في ظل غياب الشرطة وانشغالها بمكافحة الفيروس وتطبيق إجراءات حظر التجوال.