اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 07:00 م

خريطة طرق الموت فى أسوان.. "أبوسمبل ومرسى علم ونصر النوبة وكوم أمبو" الأكثر تسجيلاً للحوادث.. "الصحراوى الغربى" أبرزها فى حصد الأرواح.. والظلام والنقل الثقيل وتصدعات الأسفلت أبرز الأسباب

أسوان – عبد الله صلاح الأحد، 09 فبراير 2020 02:13 م

تبذل الحكومة المصرية جهوداً كبيراً لتطوير منظومة الطرق والنقل والمواصلات فى مختلف محافظات مصر، وتنفق فى هذا الشأن مليارات الجنيهات سنوياً لإصلاح هذه المنظومة ورغم أن صعيد مصر ومحافظة أسوان بدأ يشهد مؤخراً نهضة تنمية فى مجال شبكات الطرق، إلا أن جنوب مصر لا زال يحتاج إلى مزيد من الدعم لتقليل حدة الحوادث التى تقل شبه يومياً وتحصد أرواح الأبرياء وتزيد من نزيف الدماء على الأسفلت.

وشهدت محافظة أسوان خلال الأيام القليلة الماضية سقوط نحو 20 ضحية فى حادثتين فقط على الطريق الصحراوى الغربى، بخلاف الحوادث الأخرى التى وقعت سواء على هذا الطريق أو غيره من الطرق، وفى هذا الصدد يسلط "اليوم السابع" الضوء على ما يسمى بـ"خريطة طرق الموت" فى أسوان.

قال سيد أبو الوفا، أحد المواطنين بأسوان، إن الطريق الصحراوى الغربى، يعد أكثر الطرق فى محافظة أسوان حصداً للأرواح، وذلك نتيجة لسوء حالة الطريق التى عليها بسبب شاحنات النقل الثقيل التى أدت إلى تهالك صلاحيات الطريق رغم إعادة رصفه أكثر من مرة، وذلك بسبب الحمولة الزائدة لسيارات النقل الثقيل التى تحمل أوزان بالأطنان من الكتل الصخرية لمحاجر الجرانيت التى تفوق الأوزان المسموح بها ومع ذلك يسمحون لها بالمرور على الطريق، موضحاً أن أسلفت الطريق الصحراوى الغربى غير مهيأ لهذه الحمولة الزائدة.

وتابع محمد طه، من أهالى أسوان أيضاً، الحديث عن الطريق الصحراوى الغربى قائلاً: لابد من إعادة رصف الطريق طبقاً لمواصفات معينة تتناسب مع الحمولات الزائدة للنقل الثقيل سواء لحمولات أطنان الجرانيت أو غيرها من الحمولات الأخرى، مطالباً أيضاً بضرورة ازدواج الطريق الذى رغم أهميته فى ربط حركة التجارة بين أسوان والقاهرة، وأسوان وأفريقيا إلا أنه ضيق واتجاهين فى نفس الطريق دون فاصل بينهما، علاوة على عدم وجود إنارة بالطريق ليلا رغم أنه يقع عليه أكبر مشروع لإنتاج الطاقة الشمسية فى مصر، فكل هذه الأسباب تؤدى بشكل رئيسى إلى وقوع حوادث تصادم بين السيارات وأغلبها من النقل الثقيل.

وأوضح "طه"، أن الطريق الصحراوى الغربى حصد أرواح نحو 20 شخصاً فى حادثتين فقط وبينهما يوم أو اثنين، ففى الحادثة الأولى، لقى 6 أشخاص مصرعهم وأصيب 12 آخرين فى حادث تصادم وقع بين أتوبيس وسيارة أجرة على الطريق الصحراوى الغربى بالقرب من مدخل غرب أسوان، مشيراً إلى أن هذا الحادث حصد أرواح 6 فى سن الشباب من أبناء قرية غرب أسوان، كانوا يرقصون ويغنون ويشاركون العروسان فرحتهم بحفل الزفاف ولم يشعروا أنها اللحظات الأخيرة لهم قبل وفاتهم، ثم فى طريق عودتهم وقع لهم حادث تصادم بمدخل القرية بالطريق الصحراوى ولقوا حتفهم جميعا حتى اتشحت القرية بالسواد بعد أن شيعت القرية جثامين دفعة واحدة، لافتاً إلى أنه لم يمر يوم أو اثنين على الأكثر حتى وقع حادث التصادم الثانى على بعد كيلو مترات قليلة من الحادث الأول بالطريق الصحراوى الغربى، بين شاحنة نقل وسيارة أجرة ميكروباص، مما أسفر عن مصرع 14 شخصا وإصابة 3 آخرين، كانوا فى طريقهم من أسوان إلى مركز إدفو.

وفى سياق متصل، أضاف سامح فتحى، من أهالى أبوسمبل بأسوان، لـ"اليوم السابع"، أن طرق الموت فى أسوان لم تقتصر على الصحراوى الغربى فقط، ولكنها تصل لطريق أبوسمبل الدولى الذى رغم أهميته الدولية والسياحية إلا أنه يحتاج إلى تأهيل وإعادة تطوير بجانب ضرورة ازدواج الطريق، مشيراً إلى أن هذا الطريق يشهد العديد من الحوادث وأبرزها انقلاب حافلات السفر المتجه إلى السودان براً بسبب سرعتها الزائدة، مطالباً المسئولين بضرورة الإسراع فى تنفيذ تطوير هذا الطريق الذى يخدم الحركة السياحية إلى مدينة أبوسمبل جنوب مصر.

 

وأشار أحمد على، من أهالى كوم أمبو بأسوان، إلى أن طريق مصر أسوان الزراعى يعد من طرق الموت الذى يشهد حوادث متكررة بسبب عدم دعم الطريق لوجستياً بالإشارات المرورية فى المنحنيات والمناطق الزراعية، بخلاف انعدام الرؤية ليلاً على الطريق بسبب عدم توافر إنارة بالأعمدة المنتشرة على الطريق، موضحاً أن هذا الطريق يعد طريق رئيسياً بالنسبة لحركة السياحة المتجه إلى معبدى كوم أمبو وإدفو، ورغم ذلك فإن طبقات الأسفلت تآكلت وتصدعت فى بعض المناطق، مع كثرة المطبات العشوائية المنتشرة على الطريق.

وأوضح فيصل النوبى، من أهالى نصر النوبة، بأن طريق "بلانة - نصر النوبة" يعد من أخطر الطرق الزراعية التى تهدد أرواح المواطنين بسبب عدم وجود إنارة وسوء حالة الطريق فنياً، علاوة على كثرة المطبات العشوائية، وهو الطريق الذى شهد قبل سنوات قليلة مصرع مدير نيابة نصر النوبة وزوجته وأولاده فى حادث مروع اصطدمت فيه سيارته الملاكى بمقطورة جرار قصب كانت متوقفة على جانب الطريق ليلاً، بجانب عدد من الحوادث الأخرى.

 

أحمد عبد الله، من أهالى أسوان، استكمل الحديث عن طرق الموت قائلاً: هناك طريقان فى أسوان هما الوحيدان اللذان يربطان محافظة أسوان بالبحر الأحمر، ورغم ذلك فإن هذان الطريقان لا يصلحان للسير عليهما بسبب تصدع أرضية الأسفلت وهما طريق "أسوان – برنيس" و"إدفو – مرسى علم" ويشهدان العديد من الحوادث.

 

فى المقابل، تسعى محافظة أسوان لبذل مزيد من الجهود التى تسعى من خلالها لحماية الأرواح والحفاظ على سلامة المواطنين من حوادث الطرق، وفى هذا الصدد أكد اللواء أشرف عطية محافظ أسوان، أنه سيتم عرض مطلب تطوير الطريق الصحراوى الغربى أسوان / القاهرة على الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء ، وأيضاً سيتم مخاطبة وزراء النقل والتنمية المحلية من أجل توفير الإعتمادات المالية المطلوبة لذلك، بالإضافة إلى إستعجال الجهاز المركزى للتعمير للأسراع فى معدلات تنفيذ الطريق الإقليمى الشرقى الصحراوى العلاقى / الكوبرى الملجم.

 

محافظ أسوان، أشار إلى أنه أعطى توجيهاته المشددة لإدارة المرور بتحرك سيارات النقل الثقيل بنطاق المحافظة فى الفترة من العاشرة مساءاً وحتى السادسة صباحاً فقط، وذلك لتقليل معدلات الحوادث المرورية، حيث سيتم تطبيق مخالفات وإجراءات حازمة مع السائقين المخالفين منها الإحالة للنيابة العامة بتهمة الإضرار بحياة المواطنين، وهو الذى سيتوازى مع تكثيف تواجد الكمائن المتحركة لشرطة المرور ومراقبة الطريق بالرادار وربطها بشاشات كاميرات المراقبة فى مكتب المحافظ لتحقيق الرقابة المرورية المتكاملة على الطريق وخفض السرعات الجنونية لبعض السائقين الغير ملتزمين بالسرعات المقررة للمركبات.

 

وشدد اللواء أشرف عطية على ضرورة وضع منظومة مرورية متكاملة للطرق السريعة والداخلية بمدينة أسوان بإعتبارها مقصد سياحى دولى ومشتى عالمى بما لا يسمح بسير التكاتك والتروسيكل المرخصة فقط داخل الشوارع والميادين الرئيسية ، وهو الذى يتطلب المصادرة الفورية للمخالفين مع تطبيق غرامات مالية على أصحابها فى حالة عدم الإلتزام بخطوط السير المحددة لهم ، كما سيتم الإستعانة بإستشارى متخصص فى المرور والطرق لوضع خطة مرورية محكمة تساهم فى الحد من التكدس المرورى فى بعض الطرق والشوارع وخاصة فى فترات الذروة.

ووجه المحافظ، لفتح المجال أمام المستثمرين لإنشاء جراجات معدنية متعددة الطوابق فى بعض المواقع التى تشهد إزدحام مرورى ، بجانب إنشاء جراجات أسفل الحدائق العامة لإستيعاب أكبر عدد من السيارات للقضاء على ظاهرة الوقوف فى الممنوع بالشوارع الرئيسية ، علاوة على المرور الميدانى للجنة مختصة للتأكد من إلتزام أصحاب العمارات والمبانى بالقوانين واللوائح الملزمة بتخصيص البدروم لعمل جراجات.

 

وفى سياق متصل، تواصل الهيئة العامة للطرق والكبارى بوزارة النقل، تنفيذ مشروع ازدواج الطريق الصحراوى الغربى "أسوان القاهرة" فى المسافة المواجهة لمشروع الطاقة الشمسية ببنبان بمسافة 9 كيلو متر وبتكلفة 60 مليون جنيه، بالإضافة إلى إنشاء منطقة خدمات متكاملة يستفيد منها المشروع علاوة على أهالى بنبان والقرى المجاورة ، وهو الذى يتوازى مع دراسة الاستفادة من العمالة المدربة والغير منتظمة التى تعمل حالياً فى مرحلة إنشاء المحطات الشمسية فى مشروعات مستقبلية مماثلة وخاصة أن هذه العمالة اكتسبت الخبرات الكبيرة من العمل فى المشروع لتكون مؤهلة فى هذا المجال الهام.