اغلق القائمة

الخميس 2024-05-02

القاهره 01:01 ص

الكاتب السودانى الراحل الطيب صالح

بعيدًا عن "موسم الهجرة إلى الشمال" تعرف على أبرز أعمال الطيب صالح

كتب أحمد منصور الثلاثاء، 18 فبراير 2020 05:00 م

"موسم الهجرة إلى الشمال" هى رواية وصلت للعالمية للروائى الراحل الطيب صالح، والذى تحل اليوم ذكرى رحيله، إذ رحل عن عالمنا في مثل هذا 18 فبراير من عام 2009م، وتلك الرواية التي ذكرت آنفا حصلت على شهرة واسعة دون أعماله الأخرى، ولهذا وخلال السطور المقبلة نستعرض أبرز ما كتب الروائى الراحل.

 

رواية "ضو البيت (بندر شاه)"


ضو البيت
 
رواية "ضو البيت (بندر شاه)" ، وجاء في أجواء  الرواية : "النيل والفرات: سرت وراء الصوت فى جوف الظلام وأنا لا أدرى هل أنا أسير إلى وراء أم إلى أمام، كانت قدماء تغوصان فى الرمل، ثم أحسست كأننى أسير فى الهواء، سابحاً دون مشقة، والأعوام تنحسر عن كاهلى، كما يتخفف المرء من ثيابه، ارتفعت أمامى قلعة ذات قباب عالية، يتوهج الضوء من نوافذها.. ارتفعت كجزيرة سابحة فى لجة.

وصلت الباب يحدونى الصوت، فإذا حراس تمنطقوا بالخناجر، فتحوا الباب، كأنهم ينتظرون مقدمى، وسرت وراء الصوت فى دهليز طويل، ذى أبواب، على كل باب حرس، حق انتهينا إلى قاعة واسعة مضاءة بآلاف القناديل والمصابيح والشموع.. وكان فى صدر القاعة، قبالة الباب، منصة مرتفعة، عليها عرش، كرسى عن يمين وكرسى عن شمال وعلى الجانبين وقف أناس طأطأوا رؤوسهم.. كان المكان صامتاً، لا كما تنعدم الضجة.. ولكن كأن النطق لم يخلق بعد.

تبعت الصوت حتى وجدت نفسى مائلاً أمام الجالس على العرش، وجه ناعم السواد مثل المخمل، وعينان زرقاوان تلمعان بمكر كونى.. خيل إلي أنني رأيت ذلك الوجه من قبل، فى عصر من العصور، وقال الصوت "أهلاً وسهلاً بابننا محيميد" الصوت ذاته الذى نادانى من قبل، وجاء يحدونى إلى هنا، صوت جدى لا مراء فى ذلك، والوجه وجه بندر شاه، يا للعجب، ومرت بى لحظة إدراك سريعة، عابرة، عرفت فيها كل شيء، كأننى فى تلك اللحظة فهمت سر الحياة والكون، ولكنها ضاعت كما جاءت، ولم أعد اذكر شيئاً، ما عدت اذكر ألا الاسم السحرى، بندر شاه، ونظرت فإذا الجالس عن يمينه نسخة أخرى منه، كأنه هو، وفهمت.

 

رواية "عرس الزين"


رواية عرس الزين

 

عرس الزين رواية عربية معاصرة، كتبها الروائى الطيب صالح عام 1969، وتعتبر كتاباً كلاسيكياً فى الأدب العربى، يصور الكاتب حياة القرى فى شمال السودان المتأثرة بالتراث الإسلامى والسودانى، زين مغفل غريب الأطوار لكنه محبوب من الجميع على الرغم من منظره المخيف، يعيش حياة بسيطة مليئة بالضحك والفكاهة والجنون، يقع الزين فى حب نعمة، وهو أمر فاق توقعات القرويين، وفى في عام 1976م تم تحويل الرواية لفيلم بنفس العنوان.

 

قصة "نخلة على الجدول"

قصة "نخلة على الجدول"، هي قصة قصيرة  وفيها نزعة دينية، حيث تلقي الضوء على شخصية الفرد الريفى البسيط، الذي يتوكل على الله حتى يتم الفرج، وموضوع القصة :تطرح هذه القصة واقع السودان، وبيع محصول التمر واعتبار نخلة" الأساسف" هي الأكثر حملا للثمار، وفي ظل هذا الواقع عاش الشيخ محجوب فقيرا، وتحول إلى غني بعد زواجه، ورزق بفتاة أسماها "أمنة" لكن قدوم الجفاف غير من طبيعة الحياة، ومن طبيعة المحصول، ووجد الشيخ نفسه فى أزمة والعيد مشرف على القدوم، لكن وصول ابن الشيخ فى آخر لحظة سيغير من طبيعة الأزمة، وعودة الفرح إلى قلب الأب الحزين الذى سيحصل على خروف العيد.

 

كتاب "منسى إنسان نادر على طريقته"


منسى إنسان نادر على طريقته

 

منسي إنسان نادر على طريقته كتاب للطيب صالح نشر فى أول الأمر على حلقات فى مجلة المجلة فى لندن ثم جمعت الحلقات لاحقاً ونشرت فى كتاب، يتعرف الطيب صالح على صديقه الراحل منسى القادم من صعيد مصر، منسي يحمل عدة أسماء وتتميز شخصيته بالعيث وعدم المبالاة، ولكن تلك السمات الشخصية التى امتاز بها توصله إلى أماكن متعدده، وتضعه فى مواقف محرجة، وتجعل منه نجماً بشكل من الأشكال، وذلك ما يرويه الطيب الصالح فى هذا الكتاب.

 

كتاب "خواطر الترحال"


خواطر الترحال

 

خواطر الترحال مع الطيب صالح الذى تعتقت أفكاره فى الغربة واختلطت ملامحه السمراء بتلك الملامح المكتسبة التى أضفتها عليه سنوات الترحال والهجرة تجارب الحياة الواسعة التى يسطرها فى هذه المقالات تجسد فهمه للحياة وشؤونها وللسياسة وهمومها وهؤلاء الأشخاص الذين يخيل للقارئ أنه هم، يجسدون جزءاً من تاريخ الرجل الذى استطاع أن ينفد إلى الأعماق وهو يتحدث عنهم، باحثاً عن أمل فى هذا الزمن القلق الذى تنتهى فيه أشياء وتبدأ أشياء.

والمجموعة رغم أنها عبارة عن خواطر سجلها مؤلفها في فترات متباعدة إلا أنه وبأسلوبه الآخاذ تمكن من جعلها تبدو وكأنها مزيج واحد جمع بين لغتي النثر والشعر التي تميزت بها كتابات الطيب صالح.