اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 03:57 ص

قصر النحاس باشا الذى تحول لمقر للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية

صور.. قصر النحاس باشا يتحول من صالون سياسى لساحة وأيقونة للفكر الإسلامى.. تعرض للتفجير فى 1945 ​وخرج "النحاس" منه مصابا.. ​والأوقاف تستخدم "بيت الأمة " مقرا لـ"لأعلى للشئون الإسلامية" وملتقى للمفكرين

تحقيق - إسماعيل رفعت السبت، 15 فبراير 2020 03:00 ص

تعرض للتفجير لقتل الباشا ونجا منه مصابا

   

التأميم ضمه للدولة وأحد ضباط يوليو يديره لعقود

القصر يستقبل المفكرين و وزراء الشئون الإسلامية

تعرض لسقوط بعض الرخام من أعمدته فى زلزال 93

"يحوى صالون الأوقاف الثقافى لتجديد الخطاب الدينى" ومجلسها الفكرى

يشهد لقاءات مفتوحة للمثقفين حول بناء الشخصية الوطنية والتطرف

 

عند تقاطع شارعى أحمد باشا والنباتات بجاردن سيتى تجد نفسك أمام قطعة فنية فريدة هى قصر "النحاس باشا" الذى عاش فيه ما بين عامى (15 إبريل 1879-23 أغسطس 1965) بعمر 140 سنة سجال سياسى تخللها ثورة 1919 التى مر عليها 100 سنة، والذى ظل طوال هذه الفترة ما بين وصيفا لبيت الأمة فى حياة الزعيم سعد زغلول إلى منصة وملتقى ثقافى وسياسى للأمة المصرية، ليتحول من أيقونة ثقافية وسياسية إلى أيقونة للفكر الإسلامى بعد تأميمه وتأسيس المجلس الأعلى للششون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف، على يد الضباط الأحرار ليترأسه محمد توفيق عويضة، ليتحول مؤخرا إلى صالون ثقافى للأوقاف يلتقى به المثقفون مع علماء الدين تحت مسمى مجلس علمى.

القصر الشاهد على تاريخ مصر يقع فى ناصية مواجهة لاستراحة مجلس النواب وقصر فؤاد باشا سراج الدين، وخلف فندق شهير مطل على النيل، وقريبا من سفارتى أمريكا وبريطانيا، يلفت نظر من يمر به لترازه المعمارى الفريد الـ"باروك" ما جعل وزارة الأوقاف تخصصه لاستقبال كبار الزوار من المفتين ووزراء الشئون الدينية ومستشارى ومبعوثى الرؤساء للدول العربية والإسلامية، ومبعوثى الدول الأوربية والغربية لاشعارهم بالتقدير وقبول ثقافات متعددة، حيث يعد القصر من الداخل عبارة عن قطعة من الرخام لم يتغير فيه شئ إلا من سقوط بعض قطع الرخام التى تكسو أعمدته فى زلزال عام 1993 تم تركيب بديل لها، كما تجمله رسومات مجسمة أعلى الأبواب لفتيات صغيرات، والنجف، ذات الإنارة التى تم تركيبها قبل دخول الكهرباء القاهرة، والتى كانت تعمل بنظام مولدات الزيت "البترولية" قديما، وتحتفظ الأوقاف بمولد ضخم خارج القصر للإنارة حال انقطاع الكهرباء، للقصر الذى تعرض للاستهداف من قبل معارضى النحاس باشا لتسكن إحدى الشظايا فى مرآة تعلو المدفأة كشرخ صغير، مع إصابة "الباشا" الذى حمله المسعفون وسط الحطام -حسب رواية القطب الوفدى فؤاد بدراوى للمدير السابق أمن المجلس الكائن بالقصر ومن لـ"اليوم السابع"، ليتم ترميم القصر الشاهد على التاريخ.

 

القصر ذا التاريخ والحاضر سكن به "النحاس باشا" بعد أن استأجره من عائلة يهودية من إقطاعى المملكة المصرية فى العهد الخديوى، لتتسلمه الدولة فى  23 أغسطس 1965  بعد التأميم وتشكيل المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ليتولى إدارته أحد الضباط الأحرار وهو محمد توفيق عويضة الذى انضم إلى التنظيم وهو طالب بالكلية الحربية كأحد طالبين شاركو وباركو التنظيم.

والقصر مبنى بنظام الباروك Baroque طراز أوروبى بيتسم بالفخامة فى العمارة والرسم والزخرفة، ظهر فى إيطاليا فى أواخر القرن السادس عشر ووصل لذروته فى أوروبا فى القرن السابع عشر وبقي موجودا لغاية ما ظهر طراز الكلاسيكية الجديدة فى القرن الثامن عشر، ومميزات طراز الباروك بتظهر فى بهو العواميد فى كنيسة القديس بطرس (سانت بيتر) فى روما اللى صممه برنينى فى فرنسا وصل لذروته فى عهد الملك لويس الرابع عشر وفى إسبانيا فى أعمال تشرجيرو.

القصر التاريخى والتراثى شهد سجالات وصولات "الباشا" والاحتفال بالنحاس باشا الذى تزعمه فؤاد بدراوى الذى يحتفظ بصور استهدافه، والتى تشهد على إحد المحاولات الـ7 لاغتيال النحاس باشا، والتى باءت جميعها بالفشل، حيث حصل على هذا القصر بالإيجار ولم يكن ملكا له، على الرغم من أنه تزوج من زينب الوكيل والتى كانت تصغره بسنوات كثيرة وكانت شابة من الأثرياء، حيث كانا يعيشان معا فى هذا القصر إلا أنهما لم يرزقا بأطفال، وشهد القصر انعقاد الهيئة الوفدية اجتماعاتها باستمرار فى إحدى الحجرات بالقصر، حينما كانوا خارج السلطة، حيث كانوا يقومون فى هذا الإجتماع بتجهيز القرارات المصيرية التى يتم اتخاذها للتصدى للاحتلال الإنجليزى والتخطيط للعلميات الفدائية ضد قوات الاحتلال، إضافة إلى مناقشة المغامرات السياسية مع الملك، وكان من أبرز الحضور فى اجتماعات الهيئة الوفدية من رفقاء الوفد كل من الزعيم مكرم عبيد باشا وفؤاد باشا سراج الدين، حيث شهد هذا القصر خلال اجتماعات الهيئة الوفدية خروج عدد من القوانين التى أقرتها حكومة مصطفى النحاس باشا ومنها قوانين العمال والفلاحين ومجانية التعليم.

شاظية طائشة

شاظية طائشة خرقت زجاج المرآة فى غرفة نومه داخل القصر فى محاولة لاغتياله وأخرى شجت مرآة تعلو مدفئة البهو الرئيسى للقصر، حيث كانت هذه المحاولة فى عام 1945 حينما حاول تنظيم الحرس الحديدى  التنظيم السرى للملك فاروق اغتيال الزعيم مصطفى النحاس باشا عن طريق سيارة مفخخة، وبالفعل تم نسف سيارة بجوار بيت النحاس فى جاردن سيتى وتطايرت بعض الشظايا لتصيب غرفة نومه دون ان يصاب بأى ضرر.

محاولة اغتياله

وجاءت محاولة اغتيال مصطفى النحاس باشا داخل قصره فى جاردن سيتى، حينما كان فى طريقه إلى الخروج من منزله، لكى يفاجىء بإطلاق النار على القصر، وكان معه فى هذا اليوم فؤاد باشا سراج الدين والذى أبعده عن الرصاص، بعد أن طرحه على الأرض لكى ينجو من محاولة الاغتيال، والتى تعتبر أحد المحاولات السبعة التى تعرض لها إلا أنه نجا منهم جميعا.

 

دوره فى ثورة 1919

لعب النحاس دورا هاما خلال ثورة 1919، فكان حينها يعمل قاضيًا بمحكمة طنطا ووكيلا لنادى المدارس العليا، ونظم مع عبد العزيز فهمي إضراب المحامين، وكذلك كان الوسيط بين لجنة الموظفين بالقاهرة واللجنة بطنطا، فكان يحمل المنشورات داخل ملابسه ويقوم بتوزيعها هو ومجموعته على أفراد الشعب، ثم فصل النحاس من منصبه كقاضٍ نتيجة لنشاطه السياسي، وأصبح سكرتيرا عاما للوفد في القاهرة حتى عاد من باريس، حيث افتتح مكتبا للمحاماة.

 

وعندما عرض سعد باشا زغلول فكرة تأليف الوفد لعرض قضية مصر لدى عصبة الأمم انضم «النحاس» له وسافر معه الى باريس وقبض عليه معه، ونفيا معا الى مالطا وفصل «النحاس» من القضاء ثم نفى مرة أخرى إلى سيشل.

احتجاجه على تعيين الإنجليز

في 5 فبراير عام 1942 أرسل الزعيم مصطفى النحاس احتجاجا إلى السفير البريطاني في خطابه المشهور، استنكر فيه تدخل الإنجليز في شؤون مصر، جاء فيه: "لقد كلفت بمهمة تأليف الوزارة وقبلت هذا التكليف الذي صدر من جلالة الملك، بما له من الحقوق الدستورية وليكن مفهوما أن الأساس الذي قبلت عليه هذه المهمة هو أنه لا المعاهدة البريطانية المصرية ولا مركز مصر كدولة مستقلة ذات سيادة يسمحان للحليفة بالتدخل في شؤون مصر الداخلية وبخاصة في تأليف الوزارات أو تغييرها".

 

وتعرض النحاس لـ7 محاولات اغتيال، إحداهن عام 1945 حيث حاول تنظيم الحرس الحديدى، التنظيم السرى للملك فاروق، اغتيال الزعيم عن طريق سيارة مفخخة، وبالفعل تم نسف سيارة بجوار بيت النحاس فى جاردن سيتى وتطايرت بعض الشظايا لتصيب غرفة نومه دون أن يصاب بأى ضرر، خلال نومه بالقصر، وقيل إن أنور السادات شارك بنفسه فى هذه المحاولة ومعه الضابط الشيوعى مصطفى كمال، حيث كان الملك فاروق يطلب رأس مصطفى النحاس وأمين عثمان بأي ثمن، وقد شارك السادات بالفعل في محاولات عديدة دبرها مع أفراد من الحرس الحديدي لاغتيال النحاس باشا، لكن إرادة الله شاءت ألا يصاب بسوء ولم يبق أمام السادات إلا رأس أمين عثمان محاولا تقديمها إلى الملك.

 

ومؤخرا أعلنت وزارة الأوقاف، إطلاق المجلس العلمي كأحد أهم الأنشطة العلمية الجديدة، من خلال عقد لقاء شهريا بحضور نخبة مختارة من العلماء والكتاب والمثقفين في نقاش علمي حر حول قضية الشهر العلمية.

 

وأضافت الأوقاف، أن الجلسة الشهرية ستتناول القضية التي يتم اختيارها بعناية في أهم قضايا الفكر الإسلامي المعاصرة وبخاصة ما يتصل بتجديد الفكر الديني وبناء الشخصية وفقه الواقع والمستجدات وتحصين المجتمعات من الفكر المتطرف ، ومقتضيات فقه بناء الدولة الحديثة والعصرية وسبل الحفاظ عليها وتقوية شوكتها وتعزيز وترسيخ الانتماء الوطني والحوار الحضاري والثقافي وفقه العيش المشترك.وأكدت الأوقاف، أن المجلس العلمى بلقاءته الشهرية ستكون ضمن أنشطة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، معلنة بدء الجلسات بداية من شهر أكتوبر المقبل.وشددت الأوقاف، على أن المجلس الثقافى والفكرى يأتى فى إطار سعي وزارة الأوقاف المصرية الدائم إلى إحداث حراك فكري وعلمي وثقافي مستمر، حيث تستهدف الأوقاف استعادة وتعزيز الدور الفكرى والثقافى والعلمى للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

 

 

 
 

 

 

 

 

 


 

 

 

 

 


 

 


 

 


 

 


 

 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 

 

 
 
 
 
 
 

 

 


 

 


 

 


 

 

 
 

 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 

 

 

 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 
 
 
 

 

 

 
 

 

 


 

 

 
 

 

 


 

 


 

 


 

 


 

 

 

 

 


 

 


 

 

 

 

 


 

 

 

 

 

 

 

 


 

 

 

 

 

 

 

 


 

 


 

 

 

 

 


 

 

 

 

 


 

 

 

موقع القصر