اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 01:36 م

صابر حسين

ماذا بينك وبين صلاح يا مانى؟!

بقلم صابر حسين الأحد، 20 ديسمبر 2020 01:37 م

عادت من جديد أزمة ساديو مانى ومحمد صلاح، ذلك الثنائى الذى حيّر  العالم بفضل مهاراته وانسجامه الرائع وأرقامه القياسية التى حققها كل منهما، ما انعكس على أداء ليفربول فى السنوات الثلاث الأخيرة، وبات فريقاً مخيفاً ويخشاه الجميع، وتكلل جهوده بالتتويج بدورى أبطال أوروبا وعودة بطولة الدورى الإنجليزى لقلعة الريدز بعد غياب 30 عاماً، قبل أن تتراجع ثنائية صلاح ومانى وتختفى حالة الانسجام لعدة أسباب تستدعى حلا سريعا.
 
خلافات صلاح ومانى أصبحت مستهلكة وسخيفة بعدما باتت صورهما مادة للصحف العالمية تزينها بعناوين ومانشيتات حول خلافات ثنائى ليفربول وتوتر العلاقة بينهما، ما يطرح عدة تساؤلات حول طبيعة تلك الخلافات ومتى ستنتهى، وهل هى مجرد "غيرة كروية" هدفها خطف النجومية من الآخر بإحراز الأهداف والانفراد بالجوائز الفردية؟، وهنا الأمر يهدد استقرار الفريق ويتطلب تدخلاً عاجلاً من المدرب يورجن كلوب لإعادة الفريق إلى المسار الصحيح، وإلا كان السيناريو الأصعب بضرورة رحيل أحد النجمين إن كان النادى لا يتسع لوجود أسدين داخل عرين واحد فربما يكون بيع أحدهما حلاً، خاصة مع تداول العديد من التقارير التى تربط مستقبل محمد صلاح بريال مدريد أو برشلونة، وهو ما اكتفى صلاح نفسه بالتعليق عليه بكلمات مقتضبة قائلا: "محدش يعرف بكرة فى أيه". 
 
ساديو مانى بدت انفعالاته غير مبررة وزائدة عن الحد، وآخرها لحظة استبداله فى مباراة ليفربول ضد كريستيال بالاس والتى كان مبالغاً فيها إلى حد كبير، حيث وقف وعلى وجهه علامات الغضب رافضاً قرار الخروج وردد كلمات غير مفهومة، وهو ما أثار استغراب الجميع، لأن استبداله جاء فى وقت كان فريقه مسيطراً على أحداث اللقاء ومتقدماً برباعية، وما زاد حالة الاستغراب هو الخصم نفسه الذى ظهر مستسلماً طوال أحداث المباراة، غير  قادر على مجاراة حامل اللقب، أما الفرعون المصرى فظهرت بصمته منذ اللحظة الأولى لنزوله أرض الملعب، فأحرز هدفين وصنع ثالثاً، أى أن الأجواء كانت احتفالية باكتساح المنافس بسباعية، ولا تستدعى مثل تلك التصرفات التى تفسد الفرحة أو تقلل منها.
 
أما يورجن كلوب فلم يكن دوره حاسماً لتلك الخلافات فى جميع الوقائع السابقة بين صلاح وماني، واكتفى بالتصريحات الناعمة لوسائل الإعلام، والتى يؤكد خلالها عدم وجود أى خلافات بين لاعبيه، وظهر ذلك فى لقطة انفعال محمد صلاح أثناء استبداله ونزول مانى فى مباراة برايتون، ليؤكد المدرب الألمانى رضاه عن تصرف اللاعب مبرراً غضبه بعدة كلمات: "عندما يُغادر صلاح مبتسماً فإنه سيكون هناك خطأ ما"، وهو  ما كرره أيضاً فى واقعة غضب مانى في مباراة كريستيال بالاس وأكد رضاه أيضاً عن تصرف اللاعب ودافع عن سلوكه والتزامه بالتعليمات قائلا: "مانى لم يكن غاضبًا أثناء استبداله بسبب صلاح، ولم يكن سعيداً، وربما يكون الأمر  بسبب الركلة الحرة ولم ينتظر  فى الملعب حتى لعب الركلة الحرة".
 
فى النهاية مانى وصلاح بشر، يصيبون ويخطئون، تحكمهم أهواء شخصية، كل منهم لديه طموح وأهداف يسعى لتحقيقها، ولكن كلوب لابد أن يكون أكثر حسماً لمثل تلك الخلافات، لأن استقرار  الفريق جزء من مهامه، بالإضافة إلى هندرسون قائد الفريق الذى يجب أن يكون دوره مؤثراً فى غرفة الملابس، لأن مثل تلك الخلافات طبيعية وتحدث فى معظم الأندية ولكن سرعان ما يتم احتواؤها، ولنا فى زين الدين زيدان أسوة حسنة عندما نجح فى احتواء أزمة فينسيوس جونيور الذى طالب زميله بعدم التمرير لكريم بنزيما وهى الواقعة التى تناولتها صحف إسبانيا بداية الموسم الحالى، وعاد الثنائى للانسجام من جديد، لأن استقرار  غرفة الملابس وانسجام لاعبيها جزء كبير  من استقرار  الفريق ولم يحقق ليفربول بطولاته إلا بعودة الهدوء والاستقرار .