اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 06:58 ص

السياحة الزراعية والتطوعية تجذب الأجانب إلى شواطئ نويبع

السياحة الزراعية والتطوعية تجذب الأجانب إلى شواطئ نويبع.. يقصدون الإقامة فى منزل ريفى داخل مزرعة بمقابل محدود.. وأعمال تطوعية إلى جانب رعاية الزرع للشعور بالراحة..12 مخيما تقدم الخدمة.. والزبائن من المتقاعدين

جنوب سيناء : محمد حسين الخميس، 05 نوفمبر 2020 07:00 ص

أصبحت مدينة نويبع بجنوب سيناء واجهة سائحين من كافة الدول الأوروبية، لممارسة نشاط السياحة الزراعية والتطوعية، ويقدم هذه الخدمة السياحية أصحاب مخيمات سياحية يعتمدون فى تسويق خدماتهم على مرافق سياحية وهى المخيمات التى يقيم فيها السائحين، ومزارع فيها يعمل أيضا السائحين فى الزراعة واستئجار غرف داخل كل مزرعة للإقامة والإشراف على توفير غذائه الطبيعى من الخضروات والفواكه، وبداخلها خدمات منوعة تقدم للمجتمع ليستفيد من خبرات كل سائح  يتطوع بها.



من بين هؤلاء السائحين "مونيكا" التى تحمل الجنسية السويسرية، وروت تجربتها لـ"اليوم السابع" من داخل مزرعة فى مدينة نويبع، وقالت إنها تستأجر منزلا داخل المزرعة برفقة ابنتها ، وتقوم بممارسة حياتها الطبيعية حيث تتوفر الأرض والمناخ الصحى الأمن، وتقوم بأعمال الرى للخضروات الطبيعية الخالية من أى اضافات كيماوية من مراحل زراعتها حتى قطفها، والمشاركة أيضا فى الحصاد الموسمى للنخيل والزيتون وكل ما ينتج وقطف وتجفيف النباتات الطبية والعطرية وإعادة تعبئتها .

وأضافت أن المكان جميل، واعتادت بين الحين والأخر الحضور لمدينة نويبع وقضاء وقتها ما بين المزرعة وبين التمتع بجمال الشواطئ وجبال سيناء لأنها تفضل العيش فى هدوء وبعيدا عن أى صخب.

وقالت إنها بوجودها فى نويبع تتعلم الكثير حيث تقوم بزراعة وانتاج خضروات بسيطة وتشارك عمال المزرعة فى أعمال يومية متنوعة، كما تقوم بأعمال تعليم للسيدات البدويات لحرف مهنية، وتتعلم منهن جانب من التقاليد العربية الأصيلة، وبدورها ابنتها تتعلم اللغة العربية بمعايشتها وسط أهل المكان.

وقال ياسين الأحمر وهو شاب فرنسى الجنسية من أصل جزائرى، إنه اعتاد على التجول فى أنحاء العالم كسائح متطوع، وتنقل خلال رحلته الأخيرة من "عمان" بالأردن وصولا للقاهرة،  وفيها عرف من أصدقائه عن وجود مزارع ومخيمات سياحية تتيح تواجد السائح المتطوع فى جنوب سيناء، حتى وصل للمكان بعد تواصله مع القائمين عليه عن طريق صفحات التواصل .

وأشار، إلى أنه فى مدينة نويبع، يقيم فى المخيم السياحى الذى يتبع المزرعة التى يتطوع للعمل فيها، ويخصص جزء من وقته لممارسة نشاط فلاحة الأرض بها، فضلا عن وقت لقضاء خلوه يريح اعصابه من كل ما حوله، ويبحث عن جديد يتعلمه.

وأضاف، أنه يعشق العمل اليدوى حيث كان جده الجزائرى لوالده مزارع نخيل، بينما جده لوالدته "بناء" يمتهن حرفة البناء، وكلما يعمل فى تجهيز نخيل المزرعة وأعمال بناء تحتاجها يتذكر أجداده، وصبرهم ومراحل الحياة البسيطة للتو كانوا يعيشونها وهو أصبح يتمناها.

وتابع قائلا، إنه وغيره من مجموعات السياحة التطوعية، يعتبرون ما يقومون به جزء من انسانيتهم، فهم يتجولون فى البلدان ليس كسائحين مرفهين بل كجزء من أهل البلد الذى يزورونه، يساعدونهم فى عملهم بمقابل توفير إقامة ومكان لهم مجانا أو بسعر معقول ومناسب، وبذلك يكتسب الجميع ثقافة ومحبة متبادلة والجميع يستفيد.

واستطرد الشاب الفرنسى الجنسية، أنه فى مدينة نويبع وعندما يخلو من عمله والمزرعة وأعمال تطوعية يقوم بها يشعر أنه يتعافى من كثير من ماضيه، وينظر لمستقبله بصورة أفضل.

وبدوره قال فريج إبراهيم صاحب إحدى المزارع، إنهم يقومون فى مدينة نويبع بكثير من انشطة الزراعة، حيث تم الاتجاه بشكل كبير لأعمال زراعة الأرض، ووجود السائحين بينهم كمزارعين يساعدهم فى اكتساب خبرات.

وأشار إلى أن ما يميز مزارع نويبع، أن كل من فيها تعتمد مزارعهم على زراعات خالية من أى اسمدة مصنعة، واستخدام أسمدة طبيعية وانتاج زراعى " أورجنيك"، وهذا يلفت نظر رواد المدينة السياحية، ويكون السائح مبهورا وهو يقوم بنفسه بزراعة الأرض ومتابعة إنتاجها.

وتابع قائلا، إنهم كسكان محليين يستفيدون كثيرا من هذا النوع من السياحة، حيث تجذب للمكان سائحين يملكون الخبرات، وينعشون المخيمات السياحية خصوصا فى ظل تراجع النشاط السياحى ، وحاجة كثير من السائحين البعد عن أى تجمعات واتخاذ اجراءات احترازية صحية خشية التعرض للإصابة بكورونا.

وأوضح ماجد السعيد، صاحب أول فكرة الاستثمار فى السياحة الزراعية والتطوعية، أن جذب السائح المتخصص فن جديد للسياحة، يمارسونه فى مدينة نويبع، وهذه الفكرة جاء بها من ايطاليا، حيث تطبقها كثير من المنشآت السياحية فى مناطق تجمع بين نشاط السياحة والزراعة ، لافتا إلى أن تجربته التى بدأها اصبحت تطبق فى 12 كامب ومخيم سياحى داخل مدينة نويبع، لأن نويبع تجمع خصائص السياحة الشاطئية وسياحة الجبال وسياحة الزراعة نظرا لوجود وديان ومساحات خصبة التربة تصلح لكل الزراعات، وتعتمد على توفير سائح تقدم له الخدمة السياحية فى هذه المخيمات بالتوازى مع توفير مزرعة يقوم فيها السائح بالعمل والانتاج واستصلاح الأرض وتعليم خبرات ومهارات غير متوفرة للعاملين فى المزرعة وأيضا جلب أصناف زراعية وتجربة زراعتها والعمل فى التغليف الجيد للمنتجات لتسوق سياحيا .

وأضاف، أن الخدمة المقدمة للسائح هى منزل ريفى داخل المزرعة وبمقابل محدود قياسا بالقرى والفنادق، ويقبل على هذا النوع من السياحة الأكثر من هم فى سن التقاعد ويملكون خبرات ومهارات كبيرة يتطوعون بها لتعليمها وشباب يستطيعون بدنيا العمل وغالبيتهم يحضرون من ايطاليا وفرنسا وسويسرا وانجلترا والمانيا وأمريكا.