اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 06:22 ص

دينا شرف الدين

الوباء لم ينته بعد

الجمعة، 20 نوفمبر 2020 10:14 ص

ومجدداً نعود للحديث عن هذا الرهان علي وعي المصريين بمدي خطورة المرحلة الحالية لجائحة كورونا، و التي تتحسب لها الدولة جيداً و تدعو الجميع للحذر و عودة الإلتزام بتعليمات قد عرفوها و ألفوها عندما اشتدت الأزمة بالأشهر الماضية خشية الإغلاق من جديد حال اشتداد الخطر لا قدر الله

 

هذا الذي لم تعد تحتمله الحالة الإقتصادية للجميع علي كل المستويات ، فقد تضررت البلاد و تحملت ما يفوق قدراتها المادية بتوقيت حرج إقتصادياً و لم تدخر أي جهد لمواجهة الأزمة و التضحية بالغالي و النفيس لتتصدي للوباء بكافة الطرق و الوسائل.

 

ومما لا شك فيه أن استهتار  البعض و تهاون البعض الآخر في الإلتزام  بالإجراءات المعلن عنها و مسافات الأمان و التباعد الإجتماعي قد يدخلنا بدوامة جديدة من انعدام السيطرة و إنهاك الدولة بما لم تعد تحتمل من جديد،

فضلاً عن وقف الحال الذي نال من الجميع و الذي ما زلنا نتعافي من آثارة السلبية التي لا أول لها من آخر .

 

فعدم تقبل معظم الناس  فكرة التنازل عن بعض عاداتهم الإجتماعية و الترفيهية قد تصبح القشة التي تقصم ظهر البعير .

 

هل تصل قدسية تلك التقاليد للمقارنة بحدود الله التي تم إيقاف العمل بإحداها لظروف قهرية ، عندما ألغي عمر بن الخطاب عقوبة قطع يد السارق بعام المجاعة .

 

هل سيستمر  هذا العبث الذي نسمع عنه يومياً  من خلال عشرات الحالات التي لا يعنيها أكثر من الهروب من المسائلة القانونية و الغرامة ، إذ يتم تبادل الكمامات بين الناس لقضاء المصلحة و زوال الخطر الخاص بالعقوبة دون أي اهتمام بالعدوي و نشر الوباء الذي  هو أشد و أقسي من تلك العقوبة ؟

 

وها نحن نسمع و نري بالأرقام  معدلات الإصابة و الوفيات التي عادت تتصدر أهم و أكبر دول العالم و التي اضطرتها للإغلاق و التقوقع مرة أخري.

 

ولكن:

 

هل نعود لنراهن من جديد علي وعي المصريين لعلها تربح  هذه المرة بعدما تأكد للجميع أن الإستهتار و التخاذل  كانت نتائجه أسرع و أسوء مما يتوقعون.

و أن الموضوع جد خطير و ما تنادي به الدولة علي رأسها وزارة الصحة ووسائل الإعلام بمختلف منابرها  ليس مجرد تخويف مبالغ فيه كما زعم البعض و روج ؟.

 

و أن الأطباء الذين يجازفون بأرواحهم  و بالفعل قد فقد بعضهم حياته أثناء القيام بواجبه النبيل تجاه مرضي الوباء يستحقون الدعم  بالإلتزام كي لا نثقل كاهلهم بالمزيد و هذا أضعف الإيمان .

 

منذ أسابيع قليلة كنا نسمع عن مصابين بالكورونا و كأنهم بعيدين كل البعد عنا و كانت أعدادهم  ما زالت غير مخيفة،

 

أما الآن فقد أصبح كل منا يفاجأ بالمحيطين به و بمن يعرفهم بالفعل و ربما أصدقائه و جيرانه ليتأكد تمام التأكد أنه ليس بمأمن عن العدوي التي باتت تحاوطه من كل الإتجاهات  .

 

عزيزي المواطن المصري الذي لم يخسر رهاناً مصيرياً حقيقياً عندما تشتد الأزمات و تتفاقم الملمات :

 

هل ستسطر من جديد ملحمة انتصار  علي هذا الفيروس اللعين مصنوعاً كان أو غير ذلك بمعركة الحياة مقابل الموت ؟

 

فإن حقاً  استفاق المصريون بمختلف طبقاتهم و أدركوا  حجم الكارثة التي نواجهها ، و أخذوا الموضوع مأخذ الجد ،  سننتصر  عما قريب بإذن الله و نتجاوز حدود الخطر  و ننجو من فخ انعدام السيطرة الذي سقط به من هم أكثر منا تقدماً و أقوي إقتصاداً ،  و نخرج من الأزمة بأقل الخسائر سالمين منتصرين بمعركة شرسة مع

 

      لعل الله يجعل لنا من بعد عسر يسر