اغلق القائمة

الأحد 2024-05-05

القاهره 10:47 م

بنت شبرا الجدعة بائعة كبدة وفى جامعة خاصة.. بعد وفاة والدها اتجهت لبيع السندوتشات على عربية عشان تكمل تعليمها وتصرف على أخواتها.. وتؤكد: لو بقيت دكتورة فى الجامعة مش هستغنى عن عربية الكبدة لأنها سبب رزقنا

كتبت نهير عبد النبى - تصوير كريم عبد العزيز السبت، 14 نوفمبر 2020 05:00 م

حياتهم كانت تسير بشكل طبيعى أسرة مكونة من زوج وزوجة وثلاث بنات، حياتهم هادئة يسودها الحب والسعادة، وأهم شىء فيها هو التعليم، فكان الأب حريص على تعليم بناته أحسن تعليم وكان الثلاثة يدرسن فى مدارس لغات، إلى أن تبدلت الأحوال بعد وفاة الأب فتحولت ابنته من طالبة جامعية لصاحبة عربة كبدة لتكمل تعليمها هى وأخواتها.

زينب فتاة عشرينية فى السنة الأخيرة من الجامعة يلقبونها "ببنت شبرا الجدعة" وذلك بعدما قررت أن تكون هى العائل الوحيد لأسرتها بعد وفاة الأب، فقررت أن تفتح عربة كبدة فى شارع شبرا إلى جانب دراستها فى الجامعة.

"حتى لو بقيت دكتورة فى الجامعة هفضل بردو فاتحة عربية الكبدة لأنها سبب فى استكمال دراستى"، هو ما قالته زينب حاتم لـ"اليوم السابع" فى بداية كلامها حيث قالت "كانت حياتنا ماشية طبيعي وكنا عايشين حياة مرفهة مع بابا وماما وعمرى فى حياتى ماشتغلت، كان بابا رافض ده وكان بيشجعنى على التعليم دايما، لكن من سنة توفى والدى بشكل مفاجئ وتغيرت معه كل حياتنا، معاش والدى كان ضعيف ومفيش لينا أى دخل تانى، اتنقلنا من بيتنا ورحنا بيت تانى فى نفس المنطقة بس أقل شوية، لكن الظروف بردو كانت صعبة واقترحت على ماما إننا نفتح عربية كبدة ونقف عليها ونصرف منها على نفسنا وعلى إخواتى فى التعليم، ووافقت على الاقتراح وشجعتنى عليه".

وأضافت "فتحت عربية الكبدة فى شارع شبرا لكنى واجهت صعوبات كتير جدا الناس بقت تهاجمنى وبيطردونى من المكان لكنى صممت وعافرت، كنت بشيل العربية لوحدى وبنقلها للماكن ووالدتى تجيب لى الطلبات، واحدة واحدة لقيت ناس بتساعدنى وبتدعمنى وبيشتروا منى لغاية ما بقى ليه اسم والناس عرفانى".

وتابعت "الشغل مش عيب وأنا متكسفتش إنى أشتغل على عربية الكبدة رغم إنى ليا أصحاب فى المدرسة والجامعة لكنى متحرجتش منهم وكملت، والحمد لله عربية الكبدة هى اللى مخليانى اكمل تعليمى انا واخواتى ومضطرناش ناخد أى حاجة من أى حد".

واستكملت حديثها "بحاول أوفق بين دراستى وشغلى برجع من الشغل أذاكر ساعتين تلاتة وبعدين أنام واصحى أحضر الحاجة وانزل تانى وهكذا، وناوية لما أخلص جامعة أعمل دبلومة فى الاقتصاد، بس حتى لو وصلت لدكتورة فى الجامعة مش هستغنى عن عربية الكبدة حتى لو حد غيرى وقف عليها وبقى هو اللى يشتغل بس هسيبها فى مكانها".

وأضافت "كل اللى بطلبوه هو شقة تمليك نعيش فيها أنا وإخوتى بدل الإيجار الغالى ويارب حد من المسئولين يسمع صوتى، وحلم حياتى إنى أساعد إخواتى لغاية ما يكملوا تعليمهم واشوفهم أحسن ناس فى الدنيا".