اغلق القائمة

السبت 2024-04-27

القاهره 09:20 ص

غلاف كتاب قافلة الإعدام

"قافلة الإعدام" سيرة ذاتية لـ رجل إيرانى.. مشاهد رعب عاشتها طهران1981

الأربعاء، 11 نوفمبر 2020 08:00 م

كتاب "قافلة الإعدام.. مذكرات سجين فى طهران" لـ بهروز قمرى، يتحدث عن المرحلة التي تلت الثورة الإيرانية عام 1979، عبرحكايات شخصيات تتشارك حجرة المحكومين بالإعدام المزدحمة في سجن إيفين سيئ السمعة في طهران، يبدأ الكتاب منذ قامت الثورة الإسلامية، ونقرأ معا مشهدا لحالة الفزع التي كانت منتشرة في بداية الثمانينيات.
 

 

يقول الكتاب تحت عنوان "المنزل الآمن"

فى أحد المساءات فى آخر الربيع، قبل بضعة أسابيع من بداية اعتقال الجماهير وتنفيذ أحكام الإعدام، وصلت إلى ذاك المنزل الآمن باكراً بعض الشىء.

 اتخذت اللجنة المركزية بعض القرارات المهمة وأردت أن أتأكد أن لدى الوقت الكافى لأوضح استراتيجياتنا الجديدة، حوالى منتصف الليل، دفع شابان الباب ودخلا.
 "نعرف ما تفعلونه"، همس أحدهما بصوت عالٍ، وقبل أن ينهى جملته، دسّ محمد كل الأوراق تحت الفراش. 
 
"من سمح لكما بالدخول هكذا؟"، نهض واقفاً ليحجب عنهما رؤيتنا، "لا تقلق"، وضع الشاب الثانى يده على كتف محمد، "لن نخبر عنكم".
 
 "اذهبا وأخبرا من تريدا وسنرى من سيصدقون بيننا"، رد محمد الذى لم يستطع إخفاء ذعره.
 
"لن نخبر عنكم أحداً"، قال الشاب الأول، "نحن نريد أن نلعب أيضاً". أخرج علبة جديدة من أوراق اللعب من جيب سترته ولوح الآخر ببعض الفواتير البالية فى الهواء ليتأكد أننا فهمنا أنهما كانا يقصدان القمار.
 
 "يجب أن تخجلا من نفسيكما"، قال محمد وهو يدفعهما نحو الباب. "أنتما مقامران! عار عليكما!"، أغلق الباب. ظننت أنه كان عدائياً جداً.
 
فقدنا ذلك المنزل كما فقدنا غيره الكثير. بدأ الصيف بمظاهرات دامية وقتلى واستمر ذلك لعام كامل، لكن الآن، فى عيون الجوار وقوى الأمن، لم يكن كل اثنين أو ثلاثة من الشباب العازبين الذين يتشاركون غرفة باحثين عن متعة الجسد، وإنما كانوا يخططون لاغتيالٍ آخر.
 
حان الوقت كى أعود إلى منزل عائلتى. استأجر والداى شقة جديدة بعد إصرارنا، أنا وإخوتي، عليهما كى ينتقلا خارج بيتنا القديم دون أن يتركا أثراً إلى أين ينتقلان.
 الجامعة لديها العنوان القديم وكان تعقبى إليه سهلاً. لكن البيت الجديد لا أحد يعرفه: منزل آمن جديد.
 
كانت شقة والدى الجديدة فى الطابق الأرضى من بناء ذى طابقين يقع بين ميدان الثورة وحديقة التوليب. 
 
رسمياً اسمها حديقة الملكة فرح نسبة إلى زوجة الشاه لكن الاسم تغير إلى التوليب، رمز الثورة.
 
 لم يكن الموقع هو الأفضل فى أى اعتبارات أمنية، لكن الموقع كان همى الثانوى بما أننى خططت للبقاء فى المنزل والحد من اتصالاتى، عرفت أن "الحرس الثورى"، بمساعدة من مئات الطلاب المتحمسين المؤيدين للحكومة، كانوا يدورون فى الشوارع دون انقطاع، ويختطفون الناشطين من الطلاب. لم يعد لدى فرصة للتنفس خارجاً.
 
كنت بحاجة إلى مكان لأكمل الدراسة الثالثة التى عملت عليها فى السنتين الأخيرتين، أصبحت دراستى الأولى عن الحركات الطلابية وحاجتها إلى الاستقلال عن السياسات الحزبية، المخطط التقريبى لمجموعة طلاب جديدة، منظمة "الطلاب الفدائيون" وكانت الدراسة الثانية، التى أعطيتها العنوان العام المفهوم الماركسى للنظرية والتطبيق، اختباراً نقدياً لليسار المعارض للمثقفين والفشل فى ربط نماذجها المجردة بالوقائع الحسية للمجتمع الإيراني.