اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 03:48 م

الألماس يبرز جمال وأناقة المشاهير

هل يصبح بديلا للأحجار الطبيعية؟.. مشاهير يفضلون الألماس المصنوع.. ميجان ماركل وليدى جاجا على رأسهم.. فكرة الأحجار المصنوعة تعود لخمسينيات القرن الماضى.. وسر اختياره أخلاقى رفضا لظروف العمل غير الآدمية بالمناجم

كتب محمد رضا الأربعاء، 07 أكتوبر 2020 04:30 م

يعتبر الألماس من أرقى قطع الحُلى التى يتزين بها الناس وتبرز جمال وأناقة المشاهير بشكل خاص أمام عدسات كاميرات وسائل الإعلام، وفيما يعتقد البعض أن المشاهير يتزينون فقط بالألماس الطبيعى وليس الاصطناعى، الذى تبلغ كلفة شرائه الكثير من المال، ولكن الحقيقة هى غير ذلك.

 

وظهرت دوقة ساسكس، ميجان ماركل، من قبل وهى ترتدى زوج أقراط من الألماس الاصطناعى من ماركة "Kimai" الهولندية، كما ارتدت المغنية الأمريكية المعروفة باسم "ليدى جاجا" زوج أقراط من الألماس الاصطناعى من تصميم البريطانية أنابيلا تشان، لحضور العرض الأول لفيلمها "A Star is Born" فى المملكة المتحدة، عام 2018.

 

 

ويُعد اقتناء الألماس الذى ليس له أى تأثير سلبى على البشر أو البيئة، وهى تأثيرت مرتبطة غالباً بالتعدين، مسألة جوهرية بالنسبة إلى أى شخص مهتم بمصدر هذه القطع الفاخرة، ومع ذلك، كما هو الحال مع العديد من القطاعات، بما فى ذلك الموضة، حيث تؤثر النقاشات حول ما هو غير أخلاقى على رغبة إنفاق المستهلكين، فإن الموقف ليس واضحاً دائماً.

 

وفكرة الأحجار المزروعة فى المختبر ليست جديدة، وقد كانت موجودة منذ الأربعينيات، رغم أن الاكتشاف الكبير يعود عموماً إلى 16 ديسمبر 1954، عندما أنتجت شركة جنرال إلكتريك أول ألماس اصطناعى ناجح تجارياً، للصناعات التحويلية والتكنولوجيا، وكانت هذه الأحجار تتمتع بمستويات عالية من الصلابة، التى يتمتع بها الألماس المستخرج طبيعياً، إلا أن شكلها لم يكن متقناً، إذ لم يكن الغرض من صنعها للزينة، وذلك وفقًا لما نقلته شبكة "CNN" الإخبارية.

 

 

وخلال السبعينيات من القرن الماضي، أصبحت مختبرات الألماس مهتمة بمحاولة إنتاج أحجار تشبه الأحجار الطبيعية، وأخيراً، بحلول الثمانينيات من القرن الماضى، أصبحت الإجراءات المعملية دقيقة بما يكفى للإنتاج، لمنافسة الأحجار المستخرجة عندما يتعلق الأمر بطريقة القطع، والوضوح، واللون، والقيراط.

 

والألماس المصنوع فى المختبر ليس مزيفاً، فهو حقيقى كيميائياً وتركيبياً، على عكس الزركونيا المكعبة أو الموسانيت، التى تشبه الألماس ولكن لها خصائص كيميائية وفيزيائية مختلفة، أما الاختلاف الوحيد مع الأحجار المزروعة فى المختبر هو أن الحرارة الشديدة والضغط اللازمين لتشكيلها لا يحدثان بشكل طبيعى، وبدلاً من ذلك، يتم محاكاتهما عبر عمليتين كيميائيتين.

 

 

وتبدأ العمليتان بشق مسطح من ألماس آخر، يُعرف باسم "البذور"، ثم يكون الخيار الأول هو الضغط العالى فى درجة الحرارة، والآخر هو ترسيب البخار الكيميائى، والخيار الأول يضع البذرة بين كربون الجرافيت النقى ثم يعرضها للحرارة الشديدة، حوالى 1500 درجة مئوية، وضغط شديد يبلغ حوالى 15 مليون رطل لكل بوصة مربعة.

 

ويتضمن الخيار الآخر وضع البذرة فى حجرة مليئة بالغاز المخصب بالكربون وتسخينه، مما يجبر ذرات الكربون فى الغاز على الالتصاق بالبذرة، التى ينمو منها الألماس، وبعد ذلك تحصل على حجرك، أما الجودة الفائقة لهذه السلالة الجديدة من الألماس المزروع فى المختبر فتعنى أن صائغى المجوهرات الفاخرة لديهم الآن الخيار، ولأنه من الصعب إيجاد اختلاف واضح فى نوعى الألماس، أدى ذلك إلى اتخاذ البعض مواقف حازمة للغاية بشأن نوع الألماس الذى يفضلونه، وغالباً ما تُفسر هذه الأسباب على أنها أخلاقية.

 

ومنذ نحو 7 سنوات، زارت مصممة المجوهرات البريطانية، أنابيلا تشان، الحائزة على جوائز منجماَ فى سريلانكا، وكانت تجربة غيرت حياتها، وقالت تشان، عبر البريد الإلكترونى، "لقد صُدمت وحزنت لرؤية ظروف العمل فى المنجم والمخاطر وعدم المساواة التى ينطوى عليها التنقيب عن مثل هذه القطع الثمينة"، وتضيف تشان أنها كمصممة مجوهرات شابة، كانت تلك التجربة مفجعة بالنسبة لها.

 

وبعد تلك التجربة، أصرت تشان على إيجاد مواد بديلة لصنع مجوهراتها الفاخرة المستوحاة من العالم الطبيعى، وقادها بحثها إلى تصنيع الأحجار الكريمة ومحاكاتها، و"تشان" هى واحدة من مجموعة صغيرة من المصممين الذين يصنعون المجوهرات الراقية، متجنبين الأحجار المستخرجة بسبب آثارها الأخلاقية المحتملة.