اغلق القائمة

السبت 2024-04-27

القاهره 03:01 م

الفراعنة

شاهد خبراء يكتشفون سبب كتابة البرديات المصرية القديمة بالحبر الأسود والأحمر

كتبت بسنت جميل الجمعة، 30 أكتوبر 2020 12:00 ص

لطالما فتنت الكتابة المصرية الناس المعاصرين لأنها غريبة للغاية، لذلك حقق الباحثون الذين يدرسون الكتابة المصرية في مخطوطات من معبد مصري قديم اكتشافًا مهمًا، كانوا يدرسون الأحبار السوداء والحمراء في بعض النصوص القديمة عندما وجدوا أن تكوينها فريد، وخلال بحثهم اكتشفوا أن الأحبار المستخدمة في الكتابة المصرية كانت مؤلفة خصيصًا لتجف بسرعة فائقة، مثل الأحبار التي تم تطويرها بعد آلاف السنين خلال عصر النهضة الأوروبية، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع ancient-origins

 

 


image002_358

 

تحليل للكتابة المصرية يكشف عن اختراق فى الحبر

 

وأظهرت التحاليل، القائمة على تقنيات السنكروترون، الذى أجراه الباحثون  فى جرونوبل بفرنسا وجامعة كوبنهاجن بالدنمارك، أن مادة "الرصاص" ربما كانت تستخدم كمجفف وليس كصبغة، على غرار استخدامه فى أوروبا فى القرن الخامس عشر أثناء تطوير الرسم الزيتى.

وفى مصر القديمة، استخدم المصريون الحبر الأسود لكتابة النص الأساسى، بينما استخدمو الحبر الأحمر غالبا لإبراز العناوين أو التعليمات أو الكلمات الرئيسية، وخلال العقد الماضى، تم إجراء العديد من الدراسات العلمية لتوضيح اختراع وتاريخ الحبر فى مصر القديمة وفى ثقافات البحرالأبيض المتوسط، على سبيل المثال اليونان القديمة وروما، حسب ما جاء فى phys.org، استخدم العلماء الأشعة السينية القوية  لدراسة الحبر الأحمروالأسود فى ورق البردى من مكتبة معبد أم البريجات فى الفيوم، وهى المكتبة المؤسسية الوحيدة واسعة النطاق المعروفة بأنها نجت من مصر القديمة.

وتعد العينات التى تمت دراستها فى هذا المشروع البحثى استثنائية، ليس فقط لأنها مشتقة من مكتبة معبد البرجيات الشهيرة، ولكن أيضا لأن التحليل يتضمن ما يصل إلى 12 قطعة بردية مصرية قديمة، جميعها منقوشة بأحبار حمراء وسوداء.

وتشرح مارين كوت، العالمة فى المرفق الأوروبى للإشعاع السنكروترونى والمؤلفة المشاركة فى الدراسة  "من خلال تطبيق أحدث التقنيات فى القرن الحادى والعشرين لكشف الأسرار الخفية لتقنية الحبر القديمة، فإننا نساهم فى الكشف عن أصل ممارسات الكتابة".

وتقول "كوت"، كان الشىء المذهل للغاية أننا وجدنا أن الرصاص يضاف إلى خليط الحبر، ليس كصبغة، ولكن كمجفف للحبر، بحيث يبقى الحبر على ورق البردى، وتوصل الباحثون إلى هذا الاستنتاج لأنهم لم يجدوا أى نوع آخر من الرصاص، مثل الرصاص الأبيض أوالمينيوم، والذى يجب أن يكون موجودا إذا تم استخدام الرصاص كصبغة.

ويضيف توماس كريستيانسن، عالم المصريات من جامعة كوبنهاجن والمؤلف المشارك فى الدراسة، حقيقة أن الرصاص لم يضف كصبغة ولكن كمجفف يشير إلى أن الحبر له وصفة معقدة تماما ولا يمكن لأى شخص صنعه، وهناك حقيقة مفاجئة وهى أن وصفة الحبر يمكن أن تكون مرتبطة بممارسات الطلاء التى تم تطويرها بعد عدة قرون خلال عصر النهضة.

وتقول مارين كوت، فى القرن الخامس عشر، عندما أعاد الفنانون اكتشاف الرسم الزيتى فى أوروبا، كان التحدى يتمثل فى تجفيف الزيت فى فترة زمنية معقولة. أدرك الرسامون أنه يمكن استخدام بعض مركبات الرصاص كمجففات فعالة، وكان هذا الاكتشاف ممكنا فقط بفضل التقنيات المختلفة التى استخدمها الفريق فى المرفق الأوروبى للإشعاع السنكروترونى مثل الفحص المجهرى بالأشعة السينية، ID21،  لدراسة أجزاء من البردى، وقاموا بدمج العديد من تقنيات السنكروترون "تألق الأشعة السينية الدقيقة، حيود الأشعة السينية الدقيقة، والتحليل الطيفى للأشعة تحت الحمراء الدقيقة"، لفحص التركيب الكيميائى من المليمتر إلى مقياس الميكرومتر الفرعى لتوفير معلومات ليس فقط عن العناصر، ولكن أيضا على التركيب الجزيئى والتركيبى للأحبار واكتشف العلماء أن الرصاص مرتبط بعناصر مختلفة: خليط معقد من فوسفات الرصاص وكبريتات الرصاص البوتاسيوم وكربوكسيلات الرصاص وكلوريد الرصاص.