تعرف على رأى العقاد ومحمد رشيد رضا فى النقاب بعد معركة جامعة القاهرة

كتبت بسنت جميل الخميس، 30 يناير 2020 11:00 م

أيدت المحكمة الإدارية العليا قرار جامعة القاهرة، أمس، بحظر ارتداء النقاب بين عضوات هيئة التدريس، واستندت المحكمة فى قرارها إلى أن النقاب يعيق التواصل واستقبال المعلومة أثناء العملية التعليمية، الأمر الذى يطفو بقضية النقاب على السطح من جديد، ويثير جدلًا حول مصيره في الجامعات الأخرى والمدارس وكذلك المستشفيات الجامعية، ونظرًا لأن موضوع النقاب من القضايا الشائكة التى تطرح ويتم مناقشتها على مدار سنوات طويلة، رصدت عدسة "اليوم السابع" كتاب النقاب للدكتور أحمد شوقى الفنجرى، الذى يأتى ضمن سلسلة "اقرأ"  التى تصدر من مؤسسة "دار المعارف" فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، بدورته الـ 51، التى تقام بمركز المعارض بالتجمع الخامس، ومن المقرر أن يستمر المعرض حتى يوم 4 فبراير المقبل. 

وضم الكتاب ستة أبواب، الأول يأتى بعنوان "معركة النقاب على صفحات الجرائد"، والباب الثانى "النقاب فى التاريخ"، والباب الثالث "حكم الدين فى النقاب"، والباب الرابع "النقاب فى علم النفس وعلم الاجتماع"، والباب الخامس "أنصار النقاب والرد عليهم"، والباب السادس "علماء الإسلام المستنيرون ورأيهم فى النقاب".

 عباس العقاد

 وتصفحنا  آراء المفكر الإسلامى المستنير، عباس العقاد من خلال كتابه "المرأة فى القرآن"، والذى قال: جاء الإسلام والحجاب فى كل مكان فوجد فيه تقليداً سخفياً وبقية من بقايا العادات الموروثة، لا يدرى أهو أثرة أو وقاية اجتماعية؟، بل لا يدرى أهو مانع للتبرج وحاجب للفتنه، أم هو ضرب من ضروب الفتنة والغواية، فصنع الإسلام بالحجاب ما صنعته بكل تقليد زال معناه، وتختلف بقاياه بغير معنى، فأصلح منه ما يفيد ويعقل، ولم جعله كما كان عنوانا لاتهام المرأة أو عنوانا لاستحواذ الرجل على ودائعه المخيفة، بل جعله أدبا خلقيا يستحب من الرجل ومن المرأة ولا يفرق فيه بين الواجب على كل منهما إلا لما بين الجنسين من فارق فى الزينة واللباس والتصرف بتكاليف المعيشة وشواغلها.

ثم يقول والمتأخرون من المفسرين على مثل ذلك الفهم للزينة التى يجوز إظهارها ومن أحدثهم الأستاذ طنطاوى جوهرى صاحب التفسير الجواهر يقول :"إلا ما ظهر منها عند مزاولة الأشياء، كالثياب والخاتم والكحل والخضاب فى الكف وكالوجه والقدمين، ففى ستر هذه الأشياء حرج عظيم، فإن المرأة لا تجد أبدا من مزواله الأشياء بيديها ومن الحاجة إلى كشف وجهها كله إذا لم يخف الرحل قتنه، فإن خافها غض بصره.."

 مفهوم الحجاب على هذا واضح بغير تفسير، فليس المراد به اخفاء المرأة و حبسها فى البيوت، لأن الأمر بغض الإبصار لا يكون مع اختفاء، فالحجاب فى الإسلام بمعنى الحبس والحجر ولا عائق فيه لحرية المرأة حيث تجب الحرية وتقضى المصلحة وإنما هو الحجاب مانع الغواية والتبرج والفضول وحافظ الحرمات وآداب العفة والحياء.

 

 الشيخ محمد رشيد رضا

وقال الكاتب الإسلامى الشيخ محمد رشيد رضا فى كتاب حقوق النساء فى الإسلام وحظهم من الإصلاح المحمدى،  الذى صدر سنة 1946، وكل ما استحدثه الناس فى المدن والقرى الكثير من المبالغة فى حجب النساء من باب سد الذريعة لا من أصول الشريعة فقد جمع المسلمون على شرعية صلاة النساء فى المساجد مكشوفات الوجوه والكفين، ومن دلائل السنة على عدم وجوب ستر الوجه حديث المرأة الخثعمية ونظرها إلى الفضل بن العباس ونظره إليها وقد استنبط بن القطان وغيره من هذا الحديث جواز النظر عند أمن الفتنة حيث لم يأمرها بتغطية وجهها وقالوا لو لم يفهم العباس أن النظر إلى الوجه جائز لما سأل الرسول (ص) لم لويت عنق ابن عمك يا رسول الله لو لم يكن ما فهمه صحيحا ما اقره عليه النبى( ص).

وجاء على غلاف الكتاب الأتى: فى الدين الإسلامى أمور قطعية مثل العقائد كوجود الله ووحدانية ومثل العبادات كالصلاة، وأمور اجتهادية مثل العلاقات الاجتماعية والتى وضع الإسلام لها أطار عاماً، لكنه ترك للمجتهدين من علماء المسلمين حرية التفسير والاجتهاد، وذلك حتى يصبح الدين الإسلامى قابلا للتطور مع تطوير المجتمع وحاجة الناس.

 وكثيرا ما كان الصحابة الأولون يختلفون فيما بينهم حول المسالة الواحدة، واختلاف الرأى، إن لم يكن مبنيا على الهوى والتشهى، فهو رحمة  للأمة، ولم يحدث أن كان اختلاف الآراء بين المجتهدين أثر فى التفرقة والعداوة بين المسلمين إلا فى عصور الجهل والتخلف.. والنقاب من القضايا التى اختلف حولها العلماء، ولكل رأيه وأدلته، وهذا الكتاب يعرض هذه القضية فى مناقشة عقلية.. هادئة والله من وراء القصد.