اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 11:04 م

د. محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة ومحرر اليوم السابع

الخشت لـ "اليوم السابع": متمسك بأطروحاتي في مؤتمر الأزهر.. الإسلام الذي نعيشه اليوم مزيف.. وأدافع عن القرآن والدكتور الطيب يدافع عن الأشاعرة.. أسعى لإخراج المسلمين من الجمود وتغيير تفكيرهم وتأسيس مرجعيات جديدة

حوار محمد صبحى الخميس، 30 يناير 2020 05:16 م

الخشت: أدعو لتأسيس خطاب دينى جديد يخرجنا من دائرة الكهنوت.. ومؤلفاتى تدافع عن عقائد الإسلام النقية

رئيس جامعة القاهرة: أشكر شيخ الأزهر على ضمى لعضوية مركز حوار الأديان فى الأزهر الشريف 

لازالت أصداء المداخلة والمحاضرة التى ألقاها الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة خلال مشاركته فى مؤتمر الأزهر العالمى لتجديد الفكر الإسلامى، منتشرة وبقوة وسط حالة من اللغط الكبير والدائرة فى الأوساط المختلفة، وكان لـ"اليوم السابع" حوار مع رئيس جامعة القاهرة كشف خلاله عن العديد من التفاصيل المهمة حول قضية تجديد الخطاب الدينى، وهل يمكن احتكار مؤسسة دينية واحدة مسألة التجديد؟

وقال الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، إنه لن يتراجع عن أى كلمة أو عبارة ذكرها فى المحاضرة التى ألقاها خلال مشاركته فى فعاليات مؤتمر الأزهر العالمى، موضحا أن الخلاف مع الدكتور أحمد الطيب لا ينقص من احترام شخصيته ومكانته، وأضاف أن هناك كلاما نسب إليه لم يذكر خلال محاضرته في مؤتمر الأزهر العالمي.

وأضاف رئيس جامعة القاهرة، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن شيخ الأزهر نسب كلاما له لم يتم ذكره خلال المحاضرة فى مؤتمر الأزهر العالمى، بالإضافة إلى أنه لا يمكن احتكار مسألة تجديد الخطاب الدينى في مؤسسة واحدة .

وتابع الدكتور محمد عثمان الخشت: متمسك بكل كلمه ذكرتها فى المؤتمر، حيث تم ذكرها بعناية ودقة شديدة، وكان كلاما مدروسا وسبق التعبير عنه في العديد من أبحاثي ومؤلفاتي وتحقيقاتي لكتب التراث، والتي تنشر عبر 38 عامًا مضت والتي تجاوزت 90 كتابًا وتحقيقًا وبحثًا أكاديميًا، منشورا في مجلات علمية محكمة.

 واستطرد رئيس جامعة القاهرة، في تصريحاته، أن ما ذكره فى المؤتمر يؤكد الدفاع عن القرآن الكريم والسنة، فى حين أن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب كان محل كلامه الدفاع عن الأشاعرة فقط، وتابع الدكتور الخشت قائلا: "أنا مسلم ولست أشعريا، والنبي صلى الله عليه وسلم كان مسلما وليس أشعريا أيضا" .

ودعا الدكتور محمد عثمان الخشت، إلى تجاوز «عصر الجمود الدينى» الذى طال أكثر من اللازم فى تاريخ أمتنا العربية، من أجل تأسيس عصر دينى جديد، نخرج فيه من دائرة الكهنوت الذى صنعه البشر بعد اكتمال الوحى الإلهى، وتلقفه مقلدون أصحاب عقول مغلقة ونفوس ضيقة لا تستوعب رحابة العالم ولا رحابة الدين.

وأكد رئيس جامعة القاهرة ، أن الأمر الآن يتطلب تدخلا عاجلا لعلاج مسألة تجديد الخطاب الدينى بما يتناسب مع التحديات الراهنة، مؤكدا وجود خلط لدى البعض بين ما هو مقدس فى القرآن والسنة وبين ما هو من صنع البشر .

وأضاف لا يمكن أن يقنعني أحد أن الإسلام السائد في عصرنا هو الإسلام الأول الخالص والنقي، حتى عند أكثر الجماعات ادعاء للالتزام الحرفي بالإسلام؛ قائلا: أنا أقيس صواب كل فكرة أو نسق فكري بالنتائج المترتبة عليها؛ فالفكرة الصواب هي التي تعمل بنجاح في الواقع وتنفع الناس. والإسلام الأول كانت نتائجه مبهرة في تغيير الواقع والتاريخ، أما الإسلام الذي نعيشه اليوم فهو خارج التاريخ ومنفصل عن الواقع، ولذلك باتت من الضرورات الملحة اليوم العودة إلى "الإسلام المنسي" قرآنا وسنة صحيحة، لا الإسلام المزيف الذي نعيشه اليوم. ولا يمكن هذا إلا بتخليص الاسلام من "الموروثات الاجتماعية" و"قاع التراث"، و"الرؤية الأحادية للإسلام"، فالنظرة إلى الإسلام من زاوية واحدة وضيقة تزيف الإسلام، ولذا من الفرائض الواجبة توجيه النقد الشامل لكل التيارات أحادية النظرة، سواء كانت إرهابية أو غير إرهابية.

وأكد رئيس جامعة القاهرة، أن المشكلة ليست في الإسلام، بل في عقول المسلمين، وحالة الجمود الفقهي والفكري التي يعيشون فيها منذ أكثر من سبعة قرون. لقد اختلط المقدس والبشري في التراث الإسلامي، واضطربت المرجعيات وأساليب الاستدلال؛ ولذا من غير الممكن "تأسيس عصر ديني جديد" دون تفكــيــــك العقل الديني التقليدي وتحليله للتمييز بين المقدس والبشري في الإسلام، فهذه مقدمة من بين مقدمات عديدة من  أجل  تكوين خطاب ديني جديد يتراجع فيه لاهوت العصور الوسطى الذي كان يحتكر فيه المتعصبون الحقيقة الواحدة والنهائية.

وأردف الدكتور محمد عثمان الخشت، أن كل ما جاء في التاريخ بعد لحظة اكتمال الدين التي أعلنها القرآن، "اليوم أكملت لكم دينكم" جهد بشري قابل للمراجعة، وهو في بعض الأحيان اجتهاد علمي في معرفة الحقيقة، وفي أحيان أخرى آراء سياسية تلون النصوص بأغراضها المصلحية المنحازة. وفي كل الأحوال – سواء كانت موضوعية أم مغرضة- ليست هذه الآراء وحيا مقدسا، بل آراء قابلة للنقد العلمي.

وتابع رئيس جامعة القاهرة: يقتضي الدخول إلى عصر ديني جديد مجموعة من المهام العاجلة، مثل: تفكيك الخطاب الديني، وتفكيك العقل المغلق، ونقد العقل النقلي، وفك جمود الفكر الإنساني الديني المتصلب والمتقنع بأقنعة دينية؛ حتى يمكن كشفه أمام نفسه وأمام العالم. وليس هذا التفكيك للدين نفسه وإنما للبنية العقلية المغلقة والفكر الإنساني الديني الذي نشأ حول "الدين الإلهي الخالص".

وأكد رئيس جامعة القاهرة ، أن عملية "التفكيك" يجب أن تمر بمجموعة من المراحل هى، المرحلة الأولى: "الشك المنهجي"،والمرحلة الثانية: التمييز بين المقدس والبشري في الإسلام،والمرحلة الثالثة: إزاحة كل "المرجعيات الوهمية" التي تكونت في "قاع تراثٍ" .

أكد أنه بعد عملية  التفكيك يأتي التأسيس، وأهم أركانه:

الركن الأول: تغيير طرق تفكير المسلمين، الركن الثاني: تعليم جديد منتج لعقول مفتوحة و أسلوب حياة وطريقة عمل جديدة، الركن الثالث: تغيير رؤية العالم .. تجديد المسلمين ،الركن الرابع: تأسيس مرجعيات جديدة

الركن الخامس: العودة إلى الإسلام الصحيح "الإسلام المنسي"،الركن السادس: نظام حكم يستوعب سنن التاريخ

ولن يتحقق كل هذا بدون توظيف مجموعة من الآليات لتحقيق "حلول قصيرة ومتوسطة المدى" تشمل: التعليم، والإعلام، والثقافة، والاقتصاد، والاجتماع، والسياسة وذلك  لـ"صناعة عقول" مفتوحة على الإنسانية في ضوء العودة إلى المنابع الصافية القرآن والسنة الصحيحة، وتغيير المرجعيات التقليدية، وتأسيس  فقه جديد، وتفسير جديد، وعلم حديث جديد، وإزاحة كل "المرجعيات الوهمية" التي تكونت في "قاع تراثٍ" صُنع لغير عصرنا

وقال رئيس جامعة القاهرة ، بدون هذا لن نستطيع صناعة تاريخ جديد نخرج فيه من هذه الدائرة المقيتة لكهنوت صنعه بشر بعد اكتمال الدين، وتلقفه مقلدون أصحاب عقول مغلقة ونفوس ضيقة لا تستوعب رحابة العالم ولا رحابة الدين.

جدير بالذكر أن فلسفة الدكتور الخشت أجرى حولها أكثر من مائة بحث علمي ورسالة ماجستير ودكتوراة في الوطن العربي والغرب، وكتب عنها عشرات الأساتذة والمفكرين من كبار الأساتذة الأكاديميين في الجامعات العربية والأجنبية. وأصدر كرسي اليونسكو للفلسفة عنه كتابا بعنوان (فيلسوف التجديد والمواطنة والتقدم).

ووصف الكتاب، الذي شارك في إعداده 28 عالماً ومفكرا وباحثا  من مصر ولبنان والعراق وتونس والجزائر والمغرب وفلسطين والأردن وسويسرا، الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، وأستاذ فلسفة الأديان، بالعالم الشجاع الذي تمكن من اقتحام مجاهيل الواقع وتفكيك العديد من هذه الأفكار،  ومعالجة إشكاليات معقدة يأتي علي رأسها الخطاب الديني الجديد والنداءات الحركية المتعصبة، وذلك ليضع في النهاية منهجه نحو تأسيس عصر ديني جديد يكون الخطاب العقلاني أهم أولوياته.