اغلق القائمة

السبت 2024-04-27

القاهره 06:13 م

وسام فتوح الأمين العام لاتحاد المصارف العربية

اتحاد المصارف العربية: التحول الرقمى يتطلب تهيئة البنية التحتية التكنولوجية

كتب - أحمد يعقوب الخميس، 26 سبتمبر 2019 05:19 م

قال وسام فتوح، الأمين العام لاتحاد المصارف العربية، إن الهدف فى اتحاد المصارف العربية من هذا المنتدى الذى يناقش مسألة "التحول الرقمى فى المصارف، ومستقبل الوساطة المالية" هو تسليط الضوء على أهمية التحول الرقمى فى البنوك، ففى ظل المنافسة المتنامية لشركات التكنولوجيا المالية، وتنامى دور البنوك المركزية فى دعم التحوّل الرقمى والمتطلبات الجديدة للرقابة والإشراف، أصبح من الضرورى البحث فى مسألة تهيئة البنية التحتية التكنولوجية لتنفيذ هذا التحوّل، واستعراض ما يُستجد من مخاطر ناشئة عنه، وكيف سنواجهها من خلال وضع تصوّرات تتيح للبنوك التعرّف على أهم الفرص والتحديات والتواصل لوضع خارطة طريق لإستراتيجية التحوّل الرقمى لمصارفنا العربية".

وأضاف وسام فتوح، فى كلمته أمام المنتدى، إن "الكثير من الإبتكارات وجد طريقه إلى محافظنا وهواتفنا الذكية ونظمنا المالية، ولا نزال نشعر بأنها البداية فقط، خصوصاً بالنسبة لما ستسفر عنه العملات الإفتراضية، والطلب المتزايد على خدمات الدفع الجديدة، وظهور نماذج جديدة للوساطة المالية، حيث من الممكن تقسيم الخدمات المصرفية أو تفكيكها، ففى المستقبل قد نحتفظ بأرصدة ضئيلة لخدمات الدفع فى محافظنا الإلكترونية، ويمكن الإحتفاظ ببقية الأرصدة فى صناديق مشتركة، أو استثمارها فى منصات للإقراض المباشر بين الأطراف، تتميّز بتفوّقها من حيث البيانات الضخمة والذكاء الإصطناعى من أجل احتساب الجدارة الائتمانية تلقائياً".

وقال وسام فتوح" نسبة الوظائف التى تتطلّب مهارات الذكاء الإصطناعى شهدت زيادة تقارب خمسة أضعاف على الصعيد العالمى منذ عام 2013، ويتوقّع بحسب خبراء فى الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات أن تدار العديد من الوظائف والخدمات فى منطقة الشرق الأوسط بالإستعانة بالذكاء الإصطناعي، الذى سيعمل، وفقاً لشركة "غارتنر" للأبحاث، على إنشاء 2.3 مليون وظيفة، بينما سيقضى على 1.8 مليون فقط، وبحلول العام 2022 سيعتمد واحد من كل خمسة موظفين فى الغالب على الذكاء الإصطناعى للقيام بعمله".

وأشار وسام فتوح إلى أن مفاجآت الصيارفة الرقمية تسارعت مع ظهور شركة فيسبوك الدولية المحدودة، وحصلت على حقّ تقديم الخدمات الأساسية مثل التحويلات المالية الإلكترونية، ومكّنت فيسبوك مستخدميها من إرسال الأموال إلى بعضهم البعض فى تطبيق "ماسنجر"، وأضيف إليها التحويلات المالية بين الشركات، حيث تشير الدلائل إلى أنّ شركات التكنولوجيا الكبرى تعمل على منافسة البنوك وتقديم نفسها كوسطاء ماليين يحلون محل البنوك التقليدية، الأمر الذى يبشّر ويمهّد بتحويل المؤسسات المالية إلى شيء من الماضى من خلال توفير البنية البديلة للبنوك عبر مواقع تكنولوجية مثل "أمازون" و"جوجل" أو "فيسبوك"، ما يشير إلى أنّ الزمن الذى كنا نعيشه، عندما كانت الخدمات المالية تقدّم من قبل البنوك، يوشك على النهاية، وأنّ شركات مثل "غوغل" و "أمازون" و "فيسبوك" والعديد من شركات التكنولوجيا التى لديها الكثير من العلاقات مع عملائها سوف يكون بإمكانها الطلب من البنوك المركزية الحصول على رخص لإنشاء خدمات مالية أفضل من خدمات البنوك الحالية".

وقال وسام فتوح "من المعتقد أن تكون حصة شركات التكنولوجيا عملاقة لدرجة أن معظم البنوك قلقة من هذا التحوّل، حيث يتوقع أن تصبح الخدمات المالية جذابة لشركات التكنولوجيا، وتصبح قادرة على انتزاع وظيفة البنوك تدريجياً، وهذا يذكّرا كيف تطورت خدمات موقع "باى بال" تدريجياً حتى أصبح بنكاً إلكترونياً"، لافتا إلى أن هناك تحدى آخر، حيث قامت الشركة الصينية العملاقة للتجارة الإلكترونية "على بابا" عبر ذراعها المالية المتخصصة بالمدفوعات عبر الإنترنت بطلب الحصول على ترخيص للمعاملات الإلكترونية فى بريطانيا، فى سعى منها لتوسيع نشاطها المالى عالمياً انطلاقا من أوروبا.

وقال "هناك الكثير ما يّبرّر للبنوك الشعور بالقلق بسبب نجاحات شركات التكنولوجيا، ففى العام 2018 أظهر مسح فى 18 بلداً، أنّ واحداً من ثلاثة زبائن للبنوك وشركات التأمين العالمى مستعد لتغيير حساباته البنكية إلى "جوجل" و "أمازون" و "فيسبوك"، وما يزيد قلق البنوك اليوم إعداد تشريعات تُعزّز المنافسة تحت اسم "المصرفية المفتوحة"، وذلك عن طريق إجبار البنوك على السماح لطرف ثالث مثل أمازون أو غيرها للوصول إلى بيانات العملاء".

وأشار وسام فتوح إلى أنه فى المستقبل القريب قد يتمكن عملاء البنك من الحصول على إجابات على استفساراتهم البسيطة مباشرة عبر خدمة الدردشة مع منصّة الذكاء الإصطناعي، كما أن مفهوم الفروع المصرفية الكبيرة التى يعمل بها عدد كبير من الموظفين سيختفى ليحل محلّه الفروع المتنقلة "موبايل برانش" التى يمكن استدعائها لتقديم خدمات للموظفين فى شركة ما أو فى تجمّع سكنى معيّن، حيث تتيح هذه الفروع أداء الخدمات المصرفية عبر أجهزة الصراف الآلى وغيرها.

أمّا عن رحلة العميل داخل فرع البنك فإنها ستبدأ من عند روبوت الذكاء الإصطناعى الذى سيستقبل العملاء فى كل فروع البنك، ويقدّم لهم المساعدة والمعلومات حول المنتجات والخدمات المصرفية، إضافة إلى إطلاعهم على مختلف الحلول المصرفية المبتكرة المقدّمة من البنك عبر إجراء محادثة معهم باللغة العربية.

وهناك الكثير من المهن فى البنوك قد تختفى فى المستقبل القريب وبينها مهنة الصراف "التيللر"، حيث من المتوقع أن يقل عدد الموظفين فى القطاع المصرفى بشكل عام، لاسيّما فروع البنك التى ستعتمد على الخدمات الرقمية.