اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 06:38 م

جانب من المؤتمر

"وثيقة القاهرة للمواطنة " .. " الحفاظ على الأوطان من مقاصد الأديان"

كتب إسماعيل رفعت الإثنين، 16 سبتمبر 2019 08:28 م

بحضور 300 عالم من مختلف دول العالم في المؤتمر الدولي الثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية الذي انعقد بالقاهرة يومي الأحد والاثنين  16-17 محرم1441هــ الموافق 15 – 16سبتمبر 2019م برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ، ورئاسة د. محمد مختار جمعة ،  وزير الأوقاف تحت عنوان "فقه بناء الدول .. رؤية فقهية عصرية" صدر عن المؤتمر "وثيقة القاهرة للمواطن". 

وأجمع الحضور على أن قضية المواطنة  تعد أحد أهم عوامل استقرار الدول والحفاظ على أمنها وأمانها ، ومن أهم سبل تقدمها ورقيها ، فإن أكثر الدول تحقيقًا للمواطنة المتكافئة هي أكثرها أمنًا وأمانًا وتقدمًا وازدهارًا ، أما الأمم التي وقعت في أتون الاحتراب الديني أو العرقي أو الطائفي دخلت في دوائر مدمرة من الفوضى أكلت الأخضر واليابس وهدمت البنيان وخربت العامر وأهلكت الحرث والنسل "وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ" .

مع التأكيد على الآتي :

أن المواطنة عطاء وانتماء واحترام لكل شعارات الدولة من علمها ونشيدها الوطني وسائر شعاراتها المادية والمعنوية .

ضرورة احترام القانون والدستور والنظام العام للدولة ومؤسساتها .

احترام عقد المواطنة بين المواطن والدولة سواء أكان المسلم في دولة ذات أغلبية مسلمة أم في دولة ذات أغلبية غير مسلمة.

 فقه المواطنة لا ينحصر في محور العلاقة بين أصحاب الديانات المختلفة ، وإن كان العمل على ترسيخ أسس العيش المشترك بين أصحاب الديانات المختلفة أحد أهم مرتكزاتها .

 مفهوم المواطنة يتسع لتحقيق جميع جوانب العدالة الشاملة بين المواطنين جميعًا ، بعدم التفرقة بينهم على أساس الدين , أو اللون , أو الجنس ، أو العرق ، أو المذهب ، وضرورة إعطاء المرأة حقها كاملاً غير منقوص ، وهو ما يحققه الفهم الصحيح لنصوص القرآن والسنة .

ضرورة العناية بكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة ، وإعلاء قيم التكافل المادي والمعنوي بين أبناء الوطن جميعًا ، وهو ما يحققه الفهم المستنير ، والتطبيق الصحيح لفقه الواجب الكفائي .

ترسيخ مبدأ الحق والواجب بين المواطنين والدولة وبين بعضهم وبعض ، فكما يحرص المواطن على أخذ حقه يحرص على أداء ما عليه من واجبات تجاه الدولة وتجاه غيره من الأفراد ، وقيام الدولة بالعمل على توفير حياة كريمة لمواطنيها ، والعمل على حفظ حقوقهم في الداخل والخارج .

قيام سائر المؤسسات الدينية والثقافية والتعليمية والإعلامية بالعمل الجاد على بيان مفهوم المواطنة المتكافئة ، وضرورة الحفاظ على الدولة والعمل على رقيها ، وتفنيد أباطيل الجماعات المتطرفة تجاهها ، وتعاون هذه المؤسسات في تنفيذ ذلك وفق استراتيجية شاملة ومشتركة .

التوصية بتشكيل فريق عمل من العلماء المشاركين ليكونوا سفراء لهذه الوثيقة في مختلف دول العالم .

 

وتضمنت الوثيقة الصادرة عن المؤتمر مجموعة من التوصيات أهمها :  

بناء الدولة ضرورة دينية ووطنية واجتماعية وحضارية ، والحفاظ عليها واجب ديني ووطني ، والتصدي لكل محاولات هدمها أو زعزعتها ضرورة دينية ووطنية لتحقيق أمن الناس وأمانهم واستقرار حياتهم .

العناصر المكونة للدولة الحديثة هي الشعب والأرض والسلطة الحاكمة والشرعية الدولية ، ولا يجوز لأي جماعة فرض رؤيتها على الناس باسم الدين بعيدًا عن سلطة الدولة ، فإن فعلوا ذلك وجبت مواجهتهم بكل السبل ، وُعُّدوا خائنين للدين والوطن وخارجين على النظام والقانون .

التأكيد على أن مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان ، وأن الحفاظ على الوطن من أهم المقاصد العامة للتشريع ، وهو أحد الكليات الست التي يجب الحفاظ عليها .

احترام عقد المواطنة بين المواطن والدولة سواء أكان المسلم في دولة ذات أغلبية مسلمة أم في دولة ذات أغلبية غير مسلمة.

ضرورة تفنيد المرتكزات الخاطئة لخطاب القطيعة مع الدولة ودعاته وتعرية أفكارهم  ثقافيًا وإعلاميًا وإلكترونيًا .

ضرورة العناية بضبط المفاهيم ذات الاتصال بالدولة وتصحيح ما يطرأ عليها من انحرافات  بصفة مستمرة .

ضرورة التصدي للمفاهيم المغلوطة عن الدولة واختيار الحاكم وحق الوطن والمواطن لدى جماعات التطرف ، وإحلال المفاهيم البنّاءة والصحيحة عن الدولة في الفكر الإسلامي محلها .

الإسلام دين يدعم أسس دولة الدستور والقانون والنظام الاقتصادي والاجتماعي بها , وهو  غني بالضوابط والتطبيقات الداعمة لكل ذلك ، بما يقطع الطريق على الجماعات المتطرفة في محاولاتها إحداث تقابلية خاطئة بين الدين والقانون ، أو بين الدين والدنيا ، أو الدين والدولة ، فدورنا عمارة الدنيا بالدين وليس تخريبها باسم الدين .

لم يضع الإسلام قالبًا ثابتًا أو نظامًا معينًا للحكم ، وإنما يقبل من النظم ما يحقق صالح المواطنين بأي طريق يحقق إرادتهم تحت راية الشورى والديمقراطية .

آلية اختيار الحاكم من المتغيرات التي تخضع لظروف الزمان والمكان ، وليس أمرًا جامدًا أو نمطًا ثابتًا .

الوقوف خلف الحاكم العادل مطلب شرعي ووطني لا يستقر أمر الدول ولا تتحقق مصالح الشرع ومقاصده إلا به .

ضرورة العمل على ترسيخ المشتركات الثقافية والقيم الإنسانية بين أبناء الوطن الواحد ، والعمل على تعظيمها ، واحترام الخصوصية العقائدية للأديان جميعًا .

العمل على تحقيق المساواة والعدل بين أبناء الوطن جميعًا في الممارسة السياسية والاقتصادية والثقافية دون تمييز على أساس الجنس أو اللون أو المعتقد.

تعظيم شأن دولة المؤسسات وضرورة العمل القائم على الفكر المؤسسي القادر على البناء والاستقرار ومواجهة الجماعات والأفكار الشاذة في إطار الدستور والقانون .

ضرورة وضع استراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب ، وتوسيع دائرة المواجهة لتشمل العمل  على محاصرة المتطرفين وعدم تمكينهم من إنشاء بؤر جديدة أو اكتساب أرض جديدة لتطرفهم .

دعم الفعاليات التي تهدف إلى بناء الدولة وتعظيم قيم الانتماء والمواطنة ومواجهة الإرهاب والفساد .

الوطن لكل أبنائه ، وهو  بهم جميعًا ، وليس لطائفة منهم دون طائفة ، ولا يمكن أن ينهض ببعضهم دون بعض ، مما يتطلب أقصى درجات التعاون والتكاتف بين أبناء الوطن الواحد للرقي به والحفاظ على أمنه وسلامه ومقدراته ومكتسباته .

العمل على بناء شراكات دولية سياسية وعسكرية وأمنية وثقافية وإعلامية واسعة لمحاصرة التطرف والإرهاب .

ضرورة كشف العملاء والمأجورين ضد دولهم ، فمن لا خير له في وطنه فلا خير له في نفسه ، ولا خير للإنسانية فيه ، بل هو خطر حيث حل .

بذل أقصى الجهود الممكنة للقضاء على الفكر المتطرف مع التفنيد المستمر لأكاذيب الجماعات المتطرفة وما تتعمده من بث ممنهج للشائعات .

قيام سائر المؤسسات الدينية والثقافية والتعليمية والإعلامية بالعمل الجاد على بيان مفهوم الدولة ، وضرورة الحفاظ عليها ، والعمل على رقيها ، وتفنيد أباطيل الجماعات المتطرفة تجاهها ، وتعاون هذه المؤسسات في تنفيذ ذلك وفق استراتيجية شاملة ومشتركة .

إعطاء ملف الدعوة في أفريقيا ونشر الفكر الوسطي المستنير بها عناية خاصة في ظل العلاقة التاريخية بين مصر وعمقها الأفريقي ، ولا سيما في ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي .