اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 02:02 ص

أكرم القصاص

مصر وأفريقيا فى قمة السبع.. الحضور فى عالم تحكمه المصالح

أكرم القصاص الإثنين، 26 أغسطس 2019 07:34 ص

نظرة واحدة على خرائط العالم تكشف عن حجم المنافسة والصراع السياسى والاقتصادى، فى ظل تباطؤ ومخاوف من أزمات اقتصادية متعددة الأوجه، ربما تكون الحرب التجارية بين الولايات المتحدة من جهة والصين، وأوروبا من جهة أخرى ابرز وجوهها. 
 
هناك أيضا الحروب والصراعات الإقليمية المستمرة من سنوات فى سوريا وليبيا واليمن، أوروبا مشغولة بالخروج البريطانى من الاتحاد الأوروبى خلال أسابيع، وما يسببه من تداعيات تطال أوروبا وبريطانيا وتنعكس على الاقتصاد والهجرة والانتقال والتوظيف، أيضا هنالك حرائق الأمازون وما تعكسه من خطر عام على البيئة والمناخ فى العالم وليس فقط فى النطاق الجغرافى المحدد. 
 
الاقتصاد والتجارة قضايا تنعكس فى قمة السبع الكبار التى تنعقد فى فرنسا، وطبيعى أن تنشغل كل دولة بمصالحها، وتسعى الدول الكبرى لتنظيم المنافسة فيما بينها، وربما لاتنشغل بنفس القدر بمصائر ومصالح الدول الأخرى فى أفريقيا أو العالم النامى بشكل عام، وعلى دول أفريقيا أن تنشغل بنفسها ومصالحها وتطرح هذا بشكل واضح. 
 
من هنا تأتى الإجابة عن جدوى حضور مصر ودول أفريقية لقمة السبع الكبار، مصر تحضر بصفتها رئيس الاتحاد الأفريقى، ومعها دول أفريقية حيث يحضر رئيس رواندا «بول كاجامى»، ورئيس السنغال «ماكى سال»، ورئيس جنوب أفريقيا «سيريل رامافوزا»، ورئيس بوركينا فاسو «روك كابورى ورئيس المفوضية الأفريقية «موسى فقيه».
 
وهذا الحضور يشهد عمليات تنسيق للمواقف الأفريقية بما يتجاوز مجرد الحضور، أفريقيا ليست مجرد مواد خام أو محيط جغرافى، لكنها تمثل فرصا اقتصادية وتجارية لنفسها وأيضا لباقى دول العالم التى تستهدف الاستثمار، ولها حقوق ومطالب ومصالح يفترض أن تسعى للحفاظ عليها فى عالم لايعرف سوى المصالح.
وتحضر مصر بعد قمة السبع قمة تيكاد باليابان، حيث تعرض من خلاله مناخ الأعمال والاستثمار فى القارة، أمام رجال الأعمال المصريين والأفارقة واليابانيين، فضلا عن ملفات التجارة والأمن، حيث يحمل الرئيس السيسى استراتيجية الاتحاد الأفريقى وأجندة أفريقيا «2063» ومنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، اللذين يعدان بمثابة حجر الزاوية المهم للمساعى الأفريقية الرامية إلى تحقيق التكامل الإقليمى والاقتصادى.
 
قمة الدول السبع تنعفد فى مرحلة تشهد أعلى درجات الحرب التجارية حتى داخل المجموعة، هناك خلافات بين الدول وبين الولايات المتحدة بسبب الضرائب والرسوم التى تفرضها الولايات المتحدة، وبالرغم من أن القضايا الاقتصادية والتحديات المالية تشغل الجانب الأهم، فإن قضايا الأمن التعليم والصحة والمناخ تجد مكانا لها، وأيضا الشراكة مع أفريقيا والتى تم تخصيص جلسة ألقى فيها الرئيس السيسى كلمة الاتحاد الأفريقى.
 
مجموعة السبع هى منظمة تشكلت عام 1975 من أكبر سبع دول اقتصادية فى العالم، فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وكندا، لتبادل الأفكار والحلول المحتملة لأزمة الاقتصاد العالمى، وقد انضمت لها روسيا عام 1998، قبل أن يتم تجميد عضويتها على خلفية ضم القرم 2014.
 
ويطالب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بإعادة روسيا، وهناك تساؤلات عن عدم انضمام الصين وهى واحدة من أكبر الاقتصادات العالمية، كما تخلو من دول أفريقيا أو أمريكا اللاتينية وجنوب الكرة الأرضية فضلا عن أن الدول السبع تواجه تحدياً من الاقتصادات الناشئة سريعة النمو مثل الهند والبرازيل، رغم كونهما من الأعضاء فى مجموعة العشرين، والكيانات التى ارتفعت أكثر على خلفية ما بعد الحرب الباردة.
 
هناك خلافات داخلية بين أعضاء مجموعة السبع، أبرزها خلاف الرئيس ترامب مع باقى أعضاء المجموعة حول الضرائب على الواردات والموقف الأمريكى تجاه التغير المناخى. 
 
وطبيعى أن يلتقى الرئيس السيسى على هامش قمة السبع الكبار رؤساء الدول الأوربية مثل إيطاليا وفرنسا لمناقشة ما يتعلق بالوضع فى ليبيا والمنطقة، حيث تركز مصر على أهمية إنهاء الصراعات ومنح شعوب هذه الدول حق بناء مستقبلها بعيدا عن التدخلات الدولية والإقليمية، والدفع نحو حل سياسى ومواجهة فوضى الميليشيات والتنظيمات الإرهابية التى تعطل الحلول السياسية، وهى رؤية تصب فى صالح الاستقرار الاقتصادى والسياسى، إقليميا ودوليا.