اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 08:27 ص

صور.. "ساحة آل طايع" بالأقصر تنشر تاريخا من المحبة .. أكثر من 150 سنة فى خدمة الفقراء والمحتاجين... وباحث أقصرى: الساحة تحفة معمارية.. أحد أحفاد مؤسسها: طايع بك حصل على "البكوية" وشارك فى أول تجربة نيابية

الأقصر – أحمد مرعى السبت، 17 أغسطس 2019 07:00 م

"ساحة آل طايع" التاريخية بالأقصر هي مملكة وتاريخ كبير من المحبة ودعم الفقراء وتوفير الحياة الكريمة للجميع في فترة حكم أسرة محمد على لمصر، ومازالت مفتوحة أمام جميع الضيوف حتي الآن فالساحة مازالت متواجدة في منطقة القبلي قامولا بمدينة القرنة غربي محافظة الأقصر، ويقوم عليها أحفاد "طايع بك سلامة" الشخصية التاريخية التي ذاع صيتها في عهد الخديوي إسماعيل ووصل لأعلي المراتب والمناصب في تلك الفترة.

وفي هذا الصدد يرصد "اليوم السابع" تاريخ "ساحة آل طايع" ومؤسس الساحة الشهيرة بالبر الغربي والتي تخدم الفقراء والمحتاجين وأهالي الأقصر وقنا بكل محبة ومودة طوال العام منذ عام 1866 وقت بدء إنشائها وحتى الآن.

ويقول محمد عبد الواسع أحد أحفاد "طايع بك سلامة" مؤسس الساحة، أن الساحة تعمل في خدمة الجميع وتوفر الحياة الكريمة للفقراء والمحتاجين من مختلف قري شرق وغربي الأقصر بل ومحافظة قنا أيضاً من المعتادين علي التردد عليها منذ عشرات السنين، موضحاً أن الساحة بنيت منذ أكثر من 150 سنة ومازالت أبوابها مفتوحة حتي الآن ويشرف عليها أبناء وأحفاد "طايع بك سلامة".

وعن شخصية وتاريخ "طايع بك سلامة" إبن القبلي قامولا بغربي محافظة الأقصر، يقول حفيده أنه ولد في عام 1837م وذلك في أواخر عهد محمد علي باشا، وإلتحق بالأزهر الشريف ليكمل دراسته بها وحفظ القرآن كاملا في سن العاشرة، وكان معروف عنه بلاغته وفصاحته وتولي شئون عائلته ومسئوليتها منذ وقت الشباب، حتي أصبح "شيخ مشايخ العرب" بالأقصر وهو في عمر الـ30 سنة، وكان يقوم بأعمال خيرية خلال دراسته بالقاهرة.

 

وعقب عودته لقرية قامولا غربي الأقصر تم تعيينه عمدة للقرية في عام 1870 وذلك خلال الفترة التي بدأ في إنشاء ساحته داخلها منذ عام 1866 وإستمر البناء في الساحة والمسجد 10 سنوات وإنتهي منها تماماً في 1876، وحصل علي وقف في عهد الخديوي إسماعيل يصل لحوالي 67 فدان لخدمة الفقراء من خلاله، وبعد إنتهاء بناء الساحة والمسجد وذاع صيته وقتها في القرية ومحافظة الأقصر بأكملها حصل علي فرصة المشاركة في أول تجربة نيابية بمصر بعد الخديوي إسماعيل، وتم إختياره لأول مجلس شوري نواب بمصر عام 1876 وساهم في صياغة أول لائحة وطنية تكون نواة لمجلس النواب الذي تم تأسيسه في عهد الخديوي توفيق، وعقب ذلك أنتخب في مجلس النواب عام 1879، وحصل علي لقب البكوية في 1879 وأصبح ضمن الـ10 المكلفين بالرد علي الباب العالي في إسطنبول، وخلال تلك الفترة كان أمير علي بعثات الحج مرتين أولهما في عام 1876 والثانية في عام 1880م.

وأضاف محمد عبد الواسع حفيد "طايع بك سلامة" في تصريحاته لـ"اليوم السابع"، أن أحفاد مؤسس ساحتهم وزعيم عائلتهم ينتشرون في مختلف أنحاء مصر والعالم أيضاً، فمنهم من يتواجدون في قري قامولا والضبعية والبعيرات ومحافظات الأقصر والإسكندرية والفيوم والقاهرة، ويتواجدون بالخارج في ألمانيا وإيطاليا وغيرها، حيث أنه خلال فترة عمره الذي بلغ 63 عام حيث توفي في 1900م ودفن في مقبرته الخاصة في الساحة بجوار المسجد ودفن معه إبنه الحفني أفندي طايع وحفيده عبد الباسط مرتضي، وتزوج جده من 4 سيدات أنجب منهن 4 ذكور و5 فتيات.

وقال  الباحث عبد المنعم عبد العظيم إبن الأقصر، أن "ساحة آل طايع" بقامولا مازلت مفتوحة حتي يومنا فهي تحفة معمارية فريدة الطراز ومفتوحة للجميع بلا إستثناء، وتم ضمها لهيئة الأوقاف خلال الفترة الماضية وتعتبر من أقدم الساحات والجوامع في غرب الأقصر، موضحاً أن الساحة بنيت بالطوب اللبن علي الطراز الإسلامي، ويوجد داخلها بئر للوضوء قبل الصلاة وديوان خلفي لخدمة الفقراء طوال العام، وتوجد داخلها غرفة كبري لإستقبال الضيوف تضم "كنب" خشبي والجدران بها رسومات بالطراز الأندلسي رسمها فنان من مدينة فاس المغربية وقتها، كما توجد بداخلها إستراحة تضم 5 أسرة من النحاس بكل واحد منها ناموسية وداخلها تسريحة بالطراز البلجيكي وتسريحتين حصل عليهما هدية من أمير بلجيكي وصواني نحاسية تضم نقوش فرعونية، وكانت تلك الغرفة مخصصة لإستراحة الضيوف داخلها.

وأضاف الباحث الأقصري لـ"اليوم السابع"، أنه لضمان إستمرار فتح الساحة طوال العام أمام الفقراء والمحتاجين تم تخصيص وقف لها عبارة عن 67 فدان و400 نخلة مثمرة لكي تنفق علي الساحة لخدمة جميع ضيوفها، مؤكداً أن مؤسس الساحة حصل على رتبة شرفية عسكرية في عام 1879 وهي (أميرالاي) وذلك تكريمها لمشاركته في فض المنازعات بمصر والصعيد علي وجه الخصوص وكافة أعماله الخيرية لخدمة المجتمع وقتها، وأوصي قبل وفاته بإستمرار فتح الساحة أمام الفقراء والمساكين والأرامل والمطلقات ولكل محتاج من ورثته من أبناؤه وأحفاده لكي لا يلجأ أحد منهم لأي جهة أخرى تعينهم في توفير نفقاتهم الشخصية، وذلك حتى يرث الله الأرض ومن عليها.