اغلق القائمة

السبت 2024-04-27

القاهره 02:57 م

الشاعر الكبير محمد مهدى الجواهرى

الشاعر محمد مهدى الجواهرى.. أراده والده رجل دين فصار شاعرا

كتب أحمد إبراهيم الشريف الجمعة، 26 يوليو 2019 09:00 م

تمر اليوم ذكرى ميلاد شاعر العراق الكبير محمد مهدي الجواهرى الذى ولد في 26 يوليو 1899 في النجف- العراق، كان والده عالمًا دينيًا بين رجال الدين فى النجف وأراد أن يكون ابنه رجل دينٍ كذلك؛ لذلك جعله يرتدي عباءةً وعمامة رجل دين منذ أن كان  في سن العاشرة.
 
بدأ الجواهري قراءة القرآن في سنٍ مبكرة ولكنّه لم يحفظه، فأرسله والده إلى معلمين عظماء لتعليمه القراءة والكتابة والنحو والبلاغة والفقه، وأراد منه والده تعلم الخطابة من نهج البلاغة والشعر من قصائد الشاعر أبي الطيب المتنبي.
 
أظهر الجواهري ميلًا للأدب منذ صغره، وفي عام 1928، نشر الجواهري أول مجموعةٍ شعريةٍ كان قد أعدّها منذ عام 1924 وكانت تدعى “بين المشاعر والعواطف”، ولكنه وزّعها تحت مسمى “أخطار الشعر في الحب والأمة والقصيدة”.
 
احتل محمد مهدي الجواهري مكانته الشعرية فى العالم العربي وصار أحد الشعراء المعروفين على المستوى العام، وصدرت له العديد من الأعمال الشعرية.
 
توفى الجواهري في سوريا بتاريخ 27 يوليو 1997 وبقي جثمانه ثلاثة أيام على الحدود العراقية السورية؛ إذ لم يسمح النظام السابق بدفنه في العراق، دُفن في مقبرة الغرباء في السيدة زينب في دمشق وكتب على قبره "يرقد هنا بعيدًا عن دجلة الخير".
 
يقول فى قصيدته الشهيرة عن "أبى العلاء المعري":
قِفْ بالمعَرَّةِ وامسَحْ خَدَّها التَّرِبا 
 
واستَوحِ مَنْ طَوَّقَ الدُّنيا بما وَهَبا 
 
واستَوحِ مَنْ طبَّب الدُّنيا بحكْمَتَهِ 
 
ومَنْ على جُرحها مِن روُحه سَكَبا 
 
وسائلِ الحُفْرةَ المرموقَ جانِبُها 
 
هل تبتَغي مَطْمَعاً أو ترتجي طلَبا ؟ 
 
يا بُرجَ مفْخَرةِ الأجداث لا تهِني 
 
أنْ لم تكُوني لأبراج السَّما قُطُبا 
 
فكلُّ نجمٍ تمنَّى في قَرارته 
 
لو أنَّه بشُعاعٍ منكِ قد جُذبا 
 
والمُلْهَمَ الحائرَ الجبَّارَ، هل وصَلَتْ 
 
كَفُّ الرَّدى بحياةٍ بَعْدَه سَبَبا؟ 
 
وهل تَبدَّلْتَ رُوحاً غيرَ لاغبةٍ 
 
أم ما تزال كأمسٍ تشتكي اللَّغَبا 
 
وهل تخبَّرْتَ أنْ لم يألُ مُنْطَلِقٌ 
 
منُ حرّ رأيكَ يَطْوي بعْدكَ الحقَبا 
 
أم أنتَ لا حِقَبلً تدري ، ولا مِقَةً 
 
ولا اجتواءً ، ولا بُرءاً ، ولا وصَبا 
 
وهل تصَحَّحَ في عُقْباكَ مُقْتَرحٌ 
 
ممَّا تفَكرتَ أو حَدَّثْتَ أو كُتِبا ؟ 
 
نَوِّر لَنا ، إنَّنا في أيّ مُدَّلج ٍ 
 
ممَّا تَشكَّكْتَ ، إنْ صِدقاً وإنْ كذبا 
 
أبا العلاءِ ، وحتى اليومِ ما بَرِحتْ 
 
صَنَّاجهُ الشَعر تُهدي المترفَ الطَّربا