اغلق القائمة

الخميس 2024-05-02

القاهره 03:22 م

أردوغان

"أين الحرية يا خليفة؟".. رسائل المعتقلين بسجون أردوغان تكشف حجم المآسى التى تعانى منها أنقرة.. العدالة والتنمية يحارب العلم ويهدم المكتبات ودور النشر.. وخبير: الرئيس التركى فقد صوابه بعد تزايد أزماته الداخلية

كتب أمين صالح - أحمد عرفة الأربعاء، 17 يوليو 2019 04:00 ص

قصص كثيرة يحكى عنها المعتقلون فى السجون التركية، حجم التعذيب وغلق مجال الحريات بشكل كامل، وعدم وجود عدالة فى أنقرة، فى وقت أصبح فيه حزب العدالة والتنمية التركى يحارب فيه العالم ويهدم المكتبات من أجل شراء أسواق.

 

فى البداية نقلت صحيفة زمان التركية عن الشيخ ألب أرسلان كويتول، القابع فى محبسه داخل سجن "بولو" فى تركيا، رسالة إلى الحكومة التركية انتقد فيها سياسات أردوغان، وأوضح كويتول فى رسالته، أن الخدمات التى قدمتها الحكومة برئاسة أردوغان فى السنوات الماضية ستصبح طى النسيان، بينما سيتذكر الجميع الظلم الذى مارسه على شتى فصائل المجتمع التركى.

 

واعتقل كويتول فى أعقاب الانقلاب الفاشل فى يوليو 2016، بتهمة الانتماء إلى منظمة فتح الله كولن، وتأسيس تنظيم إجرامى وفق ما صرّح محامى الشيخ، وذلك فى إطار تحقيقات وقف فرقان للخدمات التعليمية بمدينة أضنة،والتقى كويتول، بزوجته سمراء كويتول للمرة الأخيرة فى 9 يوليو الماضى بعدها نشرت سمراء رسائل زوجها على الموقع الإلكترونى الخاص بكويتول، وقال فيها كويتول: "ستفقدون قوتكم، وستتخاصمون فيما بينكم، وستنكشف أفعالكم وخباياكم للجميع، ولن يتبقى لكم أى ناصر ومؤيد. سينسى الجميع خدماتكم التى قدمتموها فى البداية لكن سيتذكرون الظلم الذى تمارسونه".

 

وجاءت نص رسالة الشيخ كويتول كما يلى: يا أعدائى الجبناء! لقد ألقيتمونى فى السجن استنادًا إلى افتراءات كى أخنع واستسلم لكم، لكنكم لم تفلحوا فى هذا الأمر بفضل الله وعونه. ظلمكم زادنى قوة ويقينًا.وقمتم باقتياد المئات من رفقاء الدعوة، نساء ورجالاً، خرجوا رافعين لافتات كتب عليها "الحرية لألب أرسلان كويتول"، إلى مراكز الأمن للاستجواب والاعتقال. ثم رفعتم قضايا على غالبيتهم، لكن لم تتمكنوا من إسكاتهم. رفعتم 9 قضايا ضدى وضد زوجتى، لكن لم تفلحوا فى ردعنا. الآن ترفعون قضايا ضد بنتى البالغتين من العمر 15 و16 عاما، وذلك لمجرد سيرهما فى الطريق بوشاح مكتوب عليه "الحرية لألب أرسلان كويتول" للمطالبة بحريتى. هل تدنَّيْتم إلى هذه الدرجة؟


ألا تخجلون؟! مثول فتياتى البالغات من العمر 15 و16 عاما أمام المحكمة لهذا السبب بمثابة شرف لنا ومذلة لكم. تنشؤون جيلا فى الخامسة عشر من العمر معتادا على مراكز الشرطة ومديريات الأمن وغاز الفلفل والمقذوفات البلاستيكية والمحاكم. ألا تخجلون؟ من يتنصتون على محادثاتى الهاتفية الأسبوعية حظروا اتصالى بزوجتي. ألغوا الأمر فجأة وبدون قرار من المحكمة. كنت أرى أطفالى مرة فى الشهر، فاتخذتم قرارا بمنع ذلك. كنت أخرج من الزنزانة مرة فى الشهر لكنكم حظرتم هذا أيضًا. لم تمنحونى حق التحدث أسبوعيا مع السجناء الآخرين مع أنه حتى المحكوم عليهم بالمؤبد يتمتع بهذا الحق. أتساءل أى نوع من البشر تعتبرون أنفسكم؟ لم تتركوا حرية ولا عدالة فى البلاد.

 

أفعالكم تزيد كرهى للظلم وشوقى للعدالة والحضارة الإسلامية. نتعلم من ظلمكم ونصل إلى مستوى النضوج. فلا يوجد معلم أسرع وأفضل من الظلم. لا تنسوا أن نهاية الظالم تقترب كلما ازداد ظلمه. دعوة المظلوم لا حاجز ولا مانع بينها وبين الله. الكثير من المظلومين دعوا عليكم. لذا ينبغى عليكم أن ترتعدوا وترتعشوا من الخوف، فعذاب الله سيطولكم. ستفقدون قوتكم وستتخاصمون فيما بينكم وستنكشف أفعالكم ولن يتبقى لكم أنصار. ستُنسى خدماتكم التى قدمتموها لكن سيتذكر الجميع الظلم الذى مارستموه".

 

وفى إطار متصل، نقلت صحيفة "زمان"، التابعة للمعارضة التركية، أن رئيس بلدية أجرى، التابع لحزب العدالة والتنمية التركى الحكام، سافجى سايان، أعلن عبر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى سعيه لهدم المبنى الذى يُستخدم كمكتبة واستبداله بسوق شعبى.

 

وقال رئيس بلدية أجرى، إن الحمقى على موقع تويتر فسروا كلمة سوق على أنه سوق للخضروات. بالله عليكم فليشرح أحدكم لهؤلاء الحمقى ما أعنيه، حيث أظهر الفيديو سايان وهو يدخل المبنى القديم برفقة مجموعة من الأشخاص ويسأل مدير الشؤون الثقافية عن وضع المكتبة، وما إن كانت ملكيتها تعود للبلدية، وأنه سيطلب من الوزارة نقل ملكيتها إلى البلدية كى يهدموها ويقيموا سوقًا محلها.

 

وتابعة صحيفة "زمان"، التابعة للمعارضة التركية، أنه على خلفية الانتقادات التى أثارها الفيديو، نشر سايان تغريدة تساءل خلالها عن كيفية الاستفادة من مبنى مهجور كان يستخدم كمكتبة فى الماضى، ومن ثم تم إخلاؤها بسبب الظروف الطبيعية وبات ملاذا لمدمنى المخدرات، قائلا: بالتأكيد سنحوله إلى مكان مفيد للمدينة وهذا ما نفعله. فليهدِ الله الضالين. مبنى المكتبة خالٍ منذ سنوات، وأثناء إنشاء المكتبة الجديدة صدر قرار بهدم المبنى. الوالى اقترح إنشاء متحف، ونحن اقترحنا إنشاء سوق تاريخى أسفله. الحمقى على موقع تويتر فسروا كلمة سوق على أنه سوق للخضروات. بالله عليكم فليشرح أحدكم لهؤلاء الحمقى ما أعنيه.

 

بدوره أكد الدكتور طه على، الباحث السياسى، أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يعيش فى أزمة داخلية، تفقده صوابه، خاصة بعد أن انتفض ضده الشعب التركى خلال انتخابات المحليات التى جريت فى 31 مارس الماضى، والتى اعترض عليها أردوغان وحارب من أجل إعادة التصويت فى بلدية إسطنبول بعد الهزيمة التى تعرض لها أمام مرشح المعارضة أكرم إمام أغلو.
 

وأضاف الباحث السياسى، أن تدهور شعبية أردوغان، واستحكام الأزمة التى يواجهها خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد محاولة الانقلاب المزعومة فى 15 يوليو 2016 دفع أردوغان للإطاحة بكل معارضيه حتى أصبحت تركيا واحدة من أعتى الديكتاتوريات فى العالم منذ أن وصل أردوغان للحكم عام 2002؛ فبعد أن كان عدد السجناء والمعتقلين فى تركيا 50 ألفًا أصبح فى الوقت الراهن يتجاوز 260 ألف سجين وفقًا للأرقام الرسمية، وكان العام الماضى وحده شهد زيادة المسجونين بنحو 60 ألف سجين، كما تم تشريد 130 ألف موظف منذ محاولة الانقلاب المزعومة.