اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 04:45 م

ترامب ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماى

الإيكونوميست: مشهد التسريبات البريطانية مصمَم للإطاحة بالسفير المناصر لبريكست

أ ش أ الأربعاء، 10 يوليو 2019 12:17 ص

رأت مجلة الإيكونوميست البريطانية أن مشهد التسريبات الأخير يكشف الضعف الذى تعانيه السياسة الخارجية للمملكة المتحدة، قائلة إن ما يحدث يمكن اتخاذه دليلا للوصول إلى فقدان الأصدقاء. 

 

ونبهت المجلة إلى أن الصراع الذى يفرضه السباق على رئاسة الوزراء بين وزير الخارجية الراهن جيريمى هانت وسلفه بوريس جونسون، يزيد صعوبة الوقت الراهن فى دوائر وزارة الخارجية البريطانية.


وحتى تزداد الأمور سوءا، فإنه يتعين على الخارجية البريطانية الآن أن تبحث عن المسؤول عن التسريب المخجل لتصريحات سفير البلاد إلى واشنطن، السير كيم داروك، بشأن الإدارة الأمريكية تحت الرئيس دونالد ترامب.


وفى الوقت الذى كان مفترضا فيه التهيئة لـ "بريطانيا عالمية" فيما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبى (بريكست)، وجدت الخارجية البريطانية نفسها فى صراع على الجبهتين الداخلية والخارجية، لا سيما مع الدول التى تحتاج بشكل ماس إلى تعزيز العلاقات معها.


والحقّ إن تسريبات السير كيم حول تقييم ترامب وسياسياته لم تكشف أكثر مما دأبت الصحف على ترديده، لكن ما أضاف له نكهة مختلفا هذه المرة هو صدور التقييمات عن دبلوماسى بريطاني


ورأت الإيكونوميست أن مسألة بثّ التسريبات على يد الصحفية إيزابيل أوكيشوت، المعروفة بمناصرتها لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قد غذّت النظريات القائلة بأن كل ما يحدث هو جزء من معركة حول بريكست


وإذا كان السير كيم، صاحب التسريبات، معروف بمناصرته لمعسكر البقاء فى الاتحاد الأوروبي، فلا عجب إنْ تغذت الشكوك أنّ تلك التسريبات مصممة خصيصا لضمان الإتيان بشخصية مناصرة لبريكست فى ذلك المنصب الدبلوماسى الرفيع، لا سيما فى ظل تنامى حظوظ بوريس جونسون فى سباق رئاسة الوزراء.


ولو سارت الأمور كما يشتهى ترامب، لعينت بريطانيا منذ وقت طويل نايجل فراج، زعيم حزب بريكست، سفيرا لها فى واشنطن. ولما كانت القدرة تعوز ترامب فى اتخاذ قرار تعيين فراج سفيرا فى بلاده، وإذْ لم لم يجد ترامب غير التعبير عن وجهة نظره صراحة عن السير كيم، فإنه لم يتردد قائلا إن "السفير لم يخدم المملكة المتحدة على النحو الأمثل. أستطيع أن أقول لكم ذلك. لسنا معجبين بذلك الرجل".

 

وفيما تلى ذلك من مستجدات، أطلق ترامب من حصنه على الإنترنت (تويتر) سيلا من التغريدات المنتقدة للطريقة التى تعاملت بها حكومة تيريزا ماى مع بريكست.


وما كان من حكومة ماى إلا أن أعلنت مساندتها الكاملة لرجلها فى واشنطن، وجاء على لسان وليم هيج، وزير الخارجية المحافظ الأسبق أنْ "ليس فى الإمكان تغيير سفير بناءً على طلب من الدولة المضيفة".

 

ولفتت الإيكونوميست إلى أن تلك التوترات التى أصابت "خصوصية" العلاقة مع قوة عظمى (أمريكا) تتزامن مع أفول ما كان يُنظَر إليه باعتباره "عصرا ذهبيا" من العلاقات مع قوة عظمى أخرى هى الصين.


وتعدّ التوترات بين لندن وبكين حول ما تشهده هونج كونج من تظاهرات هى الأحدث فى سلسلة من التوترات التى تضمنت سياسات تتعلق بعملاق التقنية الصينى هواوي.


وقالت الإيكونوميست إن تنافس وزيرَى الخارجية البريطانية الراهن والسابق، على منصب رئاسة الوزراء، تركهما يطلقان تصريحات حول السياسات الخارجية للمملكة المتحدة قد لا تكون الأنسب لمصلحة البلاد، وقد تبدّى ذلك بجلاء فى تصريحاتهما حول موقف المملكة مما يحدث فى هونج كونج أو فى إيران.


ونبهت المجلة البريطانية إلى أن وزير التجارة ليام فوكس، المعنى بتمهيد الطريق لصفقة تجارية مستقبلية مع أمريكا، وجد نفسه فى واشنطن مضطرا إلى الاعتذار عن واقعة التسريبات المخجلة


واختتمت الإيكونوميست قائلة إن "بريطانيا العالمية فى حاجة ماسة إلى اقتناص الفرص وإبرام الصفقات والطريق أمامها طويلة فى هذا الصدد، ومن شأن تسريبات دبلوماسية ضارة أن تقف كعقبات فى تلك الطريق".