اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 07:17 ص

طارق سويدان

محمد الدسوقى رشدى يكتب: ذيل الأفعى الإخوانية لا يتوقف عن الحركة.. "دورات التنمية البشرية" سلاح الإخوان الجديد لاختراق العقل المصرى ..شباب الجماعة وحازمون ينتشرون فى القاعات تحت مسمى مدربى تنمية بشرية

الإثنين، 17 يونيو 2019 10:53 ص

 
ذيل الأفعى لا يتوقف عن الحركة، خسر الإخوان أدواتهم المعتادة فى اللعب بعقول ومشاعر المصريين، أشكالهم وأساليبهم المتغيرة لم تعد تجدى نفعا، لعبة الزيت والسكر والتبرع لفلسطين والجمعيات والمستوصفات الخيرية ظهرت فضائحها وتكشف للناس أنها كانت «سبوبة» كبرى للجماعة تمرر من خلالها أموال الإرهاب وتستغل بها حاجة الناس، ولعبة المنبر والمسجد واللحية وقال الله وقال الرسول وقرآننا دستورنا والإسلام هو الحل لم تعد صالحة للاستخدام بعدما أصبح المواطن المصرى على يقين من أن رفعة الدين ونشر الدعوة آخر هموم جماعة الإخوان المسلمين، بسبب مواقف كثيرة متناقضة بعد ثورة 25 يناير أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن جماعة حسن البنا تلعب بالشريعة والفقه والسنة من أجل خدمة مصالحها السياسية.
لعبة المظلومية والبكائية التى اعتاد أن يلعب بها الإخوان على الوتر العاطفى كشفها الناس ولم تعد تؤتى بثمارها، وأموال قطر وتركيا التى يتم ضخها فى الفضائيات والمواقع وتجميل وجه معتز مطر ومحمد ناصر وغيرهم تحولت إلى أوراق شجر جافة لا ظل من ورائها ولا ثمر بعد أن أدرك الصغير قبل الكبير فى مصر أن تلك ألسنة كاذبة تتلون ولا تملك غير التحريض والشائعات لنشرها بين الناس.
لم يعد لدى الجماعة أداة مستورة، أو باب غير مفضوح يعودون من خلاله إلى منطقة اللعب فى عقول الناس وقلوبهم، ولكن ذيل الأفعى لا يتوقف عن اللعب، وخدع أبناء حسن البنا لا تتوقف، هى جزء منهم وعلى أساسها أسست عقيدتهم، ولم يجد الإخوان أفضل من هوس الشعب والشباب تحديدا ببرامج وكورسات التنمية البشرية، ليضعوا على أساسه خطة تخلق لهم أداة جديدة للتأثير والتلاعب بعقول الناس، ومع بعض من أبناء التيار السلفى المتعاطف مع الإخوان تم استبدال اللحية والجلباب بملابس أكثر تمدنا، وتغيرت لهجة الخطاب من الأناشيد الدينية الجهادية إلى العبارات التنموية المحفزة، وتم استبدال المنابر بقاعات تنمية بشرية يتوغل من خلالها الإخوان والسلفيون مجددا إلى عقول الشباب. 
 
 
يقول السابقون إن الضربة القوية تأتيك دومًا من حيث لا تتوقع، وفى قولهم الكثير من الصدق، تتوقع أن صاحب الجلباب واللحية الكثيفة صاحب الدبلوم الصناعى كثير الصراخ والغضب العائد من أفغانستان هو الإرهابى القادم لتفجير الكنيسة، أو الكمين الأمنى أو تكفير المجتمع، وفى توقعك الكثير من الدقة، ولكنك تصدمك المفاجأة حينما تجد شابًا يحمل من شهادات الجامعة أعلاها، وينتمى إلى طبقة اجتماعية مستقرة وذات ثقافة، هو الذى ينزع فتيل حزامه الناسف ليفجر أبرياء تقربًا من الحور العين، وانتقامًا من المجتمع الكافر.
يولد الإرهابى حيث لا تدرى ولا تحتسب!.. يولد فى أقرب مكان تخطو حوله أو تعيشه بجواره وأنت لا تعرف!
الآن يشعر أهل التطرف بتضييق الحصار على مواقع الإنترنت والزوايا الصغيرة، والفضائيات الدينية، لذا قرروا أن يختاروا طريقًا آخر لغسل مخ الشباب وزرع بذرة التطرف الأولى فى عقولهم، هل تتخيل أن أولادنا وشبابنا يدفعون الآن أموالًا مقابل تعليمهم التطرف أو سحبهم إلى سلمة الإرهاب الأولى؟
تظن أن الأفكار المتطرفة فى دروس ياسر برهامى وحسان وفتاوى الحوينى والمقدم ومسعد أنور فقط، وكل ظنك خطأ، لأن الأفكار المتطرفة يتم توزيعها وتمريرها الآن داخل ما يسمى بدورات التنمية البشرية التى يتم تنظيمها داخل قاعات فخمة وكبيرة فى المحافظات بعضها ملك الدولة، وبعضها يتم استئجاره أمام أعين الدولة؟ تنتشر الإعلانات هنا وهناك عن دورة تدريبية تكلفتها 500 جنيه تعلمك كيفية مواجهة الملحد، وكورسات تقدمها فتيات إخوانيات حول الحفاظ على الحياة الزوجية والاحتفاظ بالأنوثة بما لا يخالف شرع الله، ودورات تدريبية أخرى تعلمك كيفية تنظيم الوقت يقدمها شباب يرتدون أزياء أنيقة بينما تاريخهم السابق يحمل فى طياته الكثير من العنف والدعم داخل جماعات متطرفة، مثل حازمون أو الإخوان أو الجبهة السلفية أو الدعوة السلفية.
يعود الإخوان لاستغلال منهج رجلهم طارق سويدان أول من طرح لعبة استغلال التنمية البشرية فى ترويج أفكار الإخوان والفكر المتطرف عموما، وتبعه من بعد عمرو خالد وكثير من شباب التيار السلفى والإخوان، يحدث أمر «جر رجل» الشباب إلى منطقة التطرف والإرهاب الآن، كما حدث من قبل على فترات متباعدة دون أن ينتبه أحد إلى أن ما تركته الدولة يغوص فى أعماق الشباب، ظنًا منها أنه بعيد عن السياسة والجماعات المسلحة، كان مجرد تمهيد أولوى يفتح الباب أمام الشباب لمراحل متقدمة من التطرف.
 ولكى نفهم ما يحدث الآن فى دورات التنمية البشرية، لابد من العودة قليلًا إلى الوراء، فى زمن دولة مبارك كانت الأبواب مفتوحة أمام السلفيين لتلقى تمويل ضخم من السعودية ودول الخليج والوهابيين لتأسيس ما تم تسميته وقتها بالجمعيات الخيرية الإسلامية، وكان رد الدولة وقتها على من أعلن قلقه من توغل تلك الجمعيات فى بطن المجتمع المصرى، لا تقلقوا هذه مجرد مستوصفات وأعمال خيرية لمساعدة الفقراء، ثم يمر الزمن لنكتشف معًا من أعرب عن قلقه ومن أعلن اطمئنانه أن هذه الأماكن والجمعيات لم تكن سوى مدارس لتربية المتطرفين، ونشر كتب التطرف واستمالة تعاطف البسطاء والعامة لفكرة التطرف الإسلامى.
فى مرحلة لاحقة تحول شيوخ التيار السلفى، مثل محمد حسان والحوينى ويعقوب وبرهامى ومسعد أنور إلى نجوم تسمح لهم الدولة بتأسيس فضائيات دينية، وإلقاء دروس أسبوعية فى المساجد الكبرى بالقاهرة والمحافظات حتى صارت المساجد تسمى بأسمائهم، وكان رد الدولة وقتها، لا تقلقوا «دول ناس بتوع ربنا ملهمش فى السياسة»، هم فى أمان ماداموا لم يحرضوا مباشرة على القتل، أو يحرضوا على التظاهر، أو يتكلموا فى جواز الخروج على الحاكم، ثم مرت السنوات لنكتشف معا نحن والدولة أن هذه الفضائيات والدروس لم تكن سوى خطوة أولى فى حشد جيوش من المؤيدين والمعجبين والمأمورين بتعليمات هؤلاء الشيوخ لا نظام الدولة، ثم جاءت اعترافات حبارة فى تحقيقات النيابة لتؤكد أنه تعلم التكفير والولاء والبراء واستحلال دم المجتمع من دروس محمد حسان، فى مسجد التوحيد بالمنصورة، ومن بعدها جاءت اعترافات عسلية، متطرف الإسكندرية الجاهل الذى ذبح بائع الخمور، لتؤكد أن دروس المقدم ووليد إسماعيل هى التى زرعت فى عقله ضرورة الانتصار للإسلام بقتل بائع الخمور.
وفى نفس المرحلة، تجاهلت الدولة تحول أرصفة المساجد الكبرى إلى ساحة لبيع السبح والسواك والملابس الإسلامية والوصفات الطبية الشعبية بجوار كتب غريبة المصدر، تحمل فتاوى دينية دون موافقة من الأزهر أو غيره، تحت مظلة أنه لا داعى للقلق من ملتحين يبيعون السبح والسواك، ثم يمر الزمن لنكتشف نحن والدولة أن أساس الأرصفة لم يكن السواك ولا كتب الأذكار، بل كان نشر كتب رخيصة لفتاوى ابن تيمية، وكتب لتكفير المجتمع والكلام عن الجهاد وتحريض المسلمين على المسيحيين.
ولأننا لا نتعلم من الدرس ظهرت فى مرحلة لاحقة ظاهرة الدعاة الجدد، شباب بلحى خفيفة أو دون لحية، يرتدون أشيك الملابس ويرتكزون فى خطابهم على الوعظ، وسكت الجميع وقتها بحجة أنه لا ضرر من تلك اللهجة المحبة، لتأتى الثورة وتكشف لنا أن أغلبية الشباب المتعصب الذى انضم لحازمون وغيرهم كانت بدايته فى دروس الدعاة الجدد، بل ونكتشف أن بعض هؤلاء الدعاة أظهر وجهه القبيح وهو يظن أن زمن التمكين لجماعات الإسلام السياسى قد حل، وبدأ يكشف عن أفكاره المتطرفة صراحة، بعد أن كان يدسها كالسم فى العسل داخل دروس الوعظ خاصته.
الآن نحن على موعد جديد مع نسخة أكثر تطورًا لتمرير الأفكار المتطرفة لعقول الشباب، نسخة مختلفة تمامًا تمثل عملية التمهيد الأولى لسحب الشباب إلى أرضية الخضوع لرجال الدين والأفكار السلفية المتطرفة، ولكن هذه المرة ترتدى «بدلة التنمية البشرية»، ويدفع الشباب مقابلا ماديا كى يحضر دروس تجنيده وسحبه إلى عالم التطرف.
 
 
الفترة الماضية شهدت ظهور نماذج لعدد من الشباب ذائع الصيت فى زمن الإخوان وحازم صلاح أبوإسماعيل، شباب كان يهتف بلحيته الكثيفة ضد الأقباط ويحرض ضدهم ويصرخ «عاوز أختى كاميليا»، شباب كان يعمل فى حملات حازم أبوإسماعيل رئيسا، شباب إخوانى وسلفى كان يعمل فى الفضائيات الدينية التى تكفر المجتمع، وقد اتخذ شكلًا جديدًا وتخلى عن لحيته وعاد ليقدم نفسه فى ثوب مدرب التنمية البشرية، يتكلم عن الاستيقاظ المبكر وتنظيم الوقت، ولكنه يمرر رسائله عن الالتزام والدين والتكفير بين نصائحه وكورساته المسماة نصبًا باسم التنمية البشرية.
لعبة بدأها الإخوان عقب ثورة يناير مباشرة، ولكن بوتيرة بطيئة حتى لا تتكشف، حينما شهد شهر إبريل 2011 أول دورة تنمية بشرية تنظمها جماعة الإخوان فى الصعيد وتحديدا فى مركز ديروط بمحافظة أسيوط تحت شعار براق هو تأهيل الشباب لسوق العمل، بينما كان الهدف الرئيسى هو استغلال اللعبة التى نجح بها طارق سويدان فى اختراق صفوف الشباب وجرهم إلى حيث مزارع تفريخ المتطرفين، ولم يكن خافيا على أحد أن محاولات الإخوان فى تنشيط عناصر التنمية البشرية بعد فشل إرهابهم ومظاهراتهم وحصار أدواتهم فى الشارع المصرى تتم على قدم وساق، ويمكنك أن تلحظ ذلك فى البكائية الإخوانية التى نشرت على مواقع الجماعة فى يوليو 2018 بعد سقوط أحد أفرادها وليد الرفشى الذى يعمل تحت ستار التنمية البشرية ويحمل لقب خبير تنمية بشرية. 
الاستغلال الإخوانى والسلفى للتنمية البشرية يتم تمريره دينيا بعد عدة خلافات بتبريرات يقدمها أهل الجماعة مستندة إلى نصوص وعبارات خاصة بمنبع التطرف الأكبر «ابن تيمية» بمبرر أن الخطاب الإسلامى فى أصله يهدف إلى تنمية المسلم فرديا واجتماعيا من خلال أدوات فن التنمية البشرية، على اعتبار أن الإسلام هدفه ترقية الفرد الإسلامى، وأساس دعوة حسن البنا كان تربية الفرد المسلم، ولا مانع من استخدام أداة التنمية البشرية طالما سيتم تخليصها من مكونها العلمانى لصالح استخدام نكهة إسلامية تبدو واضحة فى استخدام مصطلحات وكلمات وعبارات مشحونة بالقيم الإسلامية والألفاظ الشرعية لكى تحظى بقبول فى قلب المسلمين وانتشار بين الجماهير المسلمة، مع استخدام للنصوص الدينية والشخصيات والرموز الدينية التاريخية استخداما غائيا كعادة العقل الإخوانى والسلفى الذى يسعى لاستغلال كل شىء بأى طريقة لتحقيق مكسبه السياسى.
لم يتجه الإخوان نحو هذا الطريق بمفردهم.. نظرة واحدة للأعوام السابقة ستجد أن حزب النور والدعوة السلفية كانا أكثر الجهات الدينية والسياسية فى مصر اهتمامًا بمسمى التنمية البشرية لدرجة دفعتهم لتنظيم مئات الكورسات والمحاضرات والدورات فى التنمية البشرية داخل قاعات تتبع الدولة أحيانًا فى قرى ونجوع مصر، دورة تنمية بشرية يقدمها شيخ سلفى ممنوع من الخطابة فى المساجد، بسبب آرائه المتطرفة، ولكنه يلتقى بآلاف الشباب فى النجوع والقرى تحت لافتة كبيرة اسمها التنمية البشرية يمرر من خلفها نفس الآراء الدينية المتطرفة. يكفيك أن تعرف أن الدعوة السلفية، على سبيل المثال وليس الحصر، نظمت دورات تنمية بشرية فى قرية العصلوجى التابعة لمركز الزقازيق حاضر فيها شيوخها المشهورون بتطرفهم فى محافظة الشرقية، وأخرى فى قاعة البارون بالزقازيق، تحت عنوان «دورة التنمية البشرية بالقرآن والسنة»، لفضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم الشربينى، ونظموا بقرية نواج التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية أولى محاضرات التنمية البشرية، تحت عنوان «فن إدارة الوقت»، وألقى المحاضرة الشيخ الدكتور مجدى الجاكى، وفى دمنهور نظموا أيضًا دورة فى التنمية البشرية بمجمع الخدمات الطلابية بحضور عدد كبير من قيادات وكوادر الحزب، وحاضر فيها الدكتور وليد عبدالجواد أمين حزب النور بدمنهور، والشيخان محمود البلتاجى ومحمود غلاب عضوا مجلس إدارة الدعوة السلفية بدمنهور، والدكتور محمد أنسى محاضر التنمية البشرية.
وبعيدًا عن حزب النور، تحلل شاب سلفى كان الأشهر على قناة الحكمة، وكان معروفًا بأنه من أنصار حازم صلاح أبوإسماعيل، وكان دائم تخصيص حلقاته على قناة الحكمة السلفية لخدمة حملة أبوإسماعيل الانتخابية تحت شعار الشباب يريد حازم صلاح أبوإسماعيل رئيسًا للجمهورية، كان عمرو عادل ملتحيًا يهاجم حليقى اللحية والمدخنين والليبراليين، ويدعم مرسى والإخوان، ويصف من يعارض مرسى والإخوان بأنهم أعداء الإسلام، ويحرص على تغطية وجوه النساء إذا صادفه عرض فيديو به مذيعة أو سياسية ببرنامجه، قائلًا إن صورة المرأة وشكلها عورة، ثم اختفى فجأة مع نهاية زمن الإخوان وعاد الآن، ولكن بصورة مختلفة، عاد ببدلة شيك وبدون لحية وتحت مسمى المعالج النفسى، واستشارى الصحة النفسية، مدرب معتمد فى التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية ومهارات التفوق الدراسى، وعضو المعهد الأمريكى الدولى للتدريب والاعتماد، ليقدم دورات تنمية بشرية يمرر من خلالها أفكاره، وهو لا يختلف عن نموذج آخر اسمه كريم الشاذلى كان يرفع شعارات الإخوان، والآن يلقب نفسه بمدرب التنمية البشرية ليمرر فى دوراته للشباب كلامًا متطرفًا، تحت مسمى قال الله وقال الرسول، ونحن جنود لخدمة الدعوة الإسلامية، ويستدعى أفكارًا فى دوراته من كتب ابن تيمية والشيخ السلفى السورى عبدالكريم بكار.
هؤلاء وغيرهم يعيدون الآن الحدوتة إلى سيرتها الأولى، مدخل جديد وطريقة جديدة لاستمالة عقول الشباب المصرى بعد أن أغلق المجتمع فى وجوههم المنافذ المعتادة بسبب تطرفهم وتلونهم، هؤلاء الآن يكررون تجربة شيوخ السلف الطيبين الذين لا يهاجمون الدولة ثم نكتشف أنهم كانوا يربون للدولة وحوشًا إرهابية كى تكبر وتفترسها حينما تحين لحظة ضعفها، هؤلاء الآن يرتدون بدلة التنمية البشرية لتكرار تجربة الدعاة الجدد الذين يعملون فقط بالوعظ لمواجهة غلظة شيوخ التيار السلفى ثم اكتشفنا لاحقًا أن دروسهم الرقيقة كانت مجرد الطعم الأول لاصطياد شبابنا من بحر الفوضى ونقلهم إلى محيط الإرهاب، فهل نسقط مجددًا فى نفس الفخ؟!