اغلق القائمة

الأحد 2024-04-28

القاهره 10:02 ص

حمدى رزق

المريض الأهلاوى

بقلم: حمدى رزق الإثنين، 08 أبريل 2019 06:00 م

تحتاج إلى كثير من ضبط النفس والحرف وأنت تتجرع مرارة هزيمة الأهلى المهينة، أمام فريق «صن داونز»  الجنوب أفريقى، لأن ما حدث فى جنوب أفريقيا فضيحة كروية بكل اللغات واللهجات، عار على هذا الجيل الذى ارتدى فانلة الأهلى فى غفلة من الزمان ورسموا محترفين وهم هواة لم يبلغ حلم البطولة بعد.
تحكيم الروح الرياضية مطلوب، الكرة نعم فيها غالب ومغلوب، ولكن حجم الإذلال الذى لقيه جمهور الأهلى فى الساعات الماضية يحرك الرجال لإحداث التغيير لاسترداد الكرامة الكروية المهدرة على العشب الأخضر، لم يتبق سوى أيام على مباراة العودة.. والعودة ممكنة أقلها حفاظًا على ماء الوجه.
 
ابيض الشعر منى ولم أرَ فريقًا يرتدى الفانلة الحمراء بهذه البلادة واللامبالاة والانكسار، لم أرَ هكذا أشباحًا ضائعة، تائهة، هذا فريق فقد ظله، هؤلاء لا يرتقون لتمثيل الأهلى، وغرتهم بالأمانى الغرور، فانكشفوا انكشافًا مذلاً، مفروض يبطلوا نجومية ومنظرة ويتحولوا إلى مقاتلين أشداء.
 
ما جرى فى جنوب أفريقيا لا يصلح معه حكى بغيض عن الظروف وتلاحق المباريات والإصابات، وكل ما يخطر على بال المعلقين من مقولات عبثية تقال فى مثل هذه المناسبات الحزينة، إنها فضيحة بكل المقاييس الكروية، عار سيلاحقهم طوال تاريخهم الكروى، تاريخ أسود سيكتب فى شهاداتهم لن يمحى أبدًا.
 الأهلى أكبر من هؤلاء جميعًا، أكبر من مجلس إدارة ترك الحبل على الغارب لمجموعة من المعتزلين يسيرون فريق الكرة حسب أهوائهم، ولم يذهب إلى الإدارة المحترفة، التى تعى معنى الاحتراف وتطبقه على الكبير قبل الصغير، ولا ترضخ لسطوة لاعب أو سعر لاعب أو عقد لاعب، الكبير الذى يرى فى نفسه كبيرًا، عندما يرتدى فانلة الأحمر يمتثل لقانون الأحمر الذى لا يرحم.
 
 إدارة تلتزم الصمت والفريق ينهار أمامها، وهى تجلس مربعة اليدين فى المقصورة الرئيسية ولا تحرك ساكنًا ولا تنتفض لإنقاذ ما تبقى من الصرح الكبير، وتعيش فى خيلاء «نادى القرن» وهم يفرطون كل لحظة فى سمعة الأحمر، والوقائع منشورة ويعير بها جمهور الأحمر على المقاهى.
 
الهزيمة المذلة ليست نهاية المطاف، والقضية فى الأهلى أكبر من مباراة، هى انهيار المنظومة الكروية، الأهلى لم يمر عليه موسم هكذا، الأهلى لم يعد مخيفًا ولا معتبرًا.. لم يعد مهابًا ولا مرهوبًا، صارت الأقزام تتقافز على كتفيه كأسد عجوز فقد عرينه فى الغابة الأفريقية.
 
ليس هذا هو الأهلى الذى يخسر من طوب الأرض، ويتمسح بفانلته الأرض، ليس هؤلاء من يمثلون الأهلى وهم يفتقدون أى صلة بروح الفانلة الحمراء.. ليس هذا هو المدير الفنى المؤتمن على اسم النادى الأهلى، هل عقم الأهلى من مدير فنى من أبناء جلدته يمسك زمام الفريق، ويشحن طاقات لاعبيه، ويستبطن معنى الأهلى الكبير؟
 
أبناء الأهلى ملء السمع والبصر، ولكن الإدارة كالقرع تمد لبره، وتدفع الملايين لأنصاف المدربين والمعتزلين لإثبات ما لن يثبت أبدًا، إدارة تفضل الجاهز، وتشترى تفصيلًا، وليس لديها خطط لتولية أبناء الأهلى أو إتاحة الفرصة لأشبال الأهلى، إدارة فرطت فى نجوم المستقبل جريا وراء سراب ووهم، يلاحقون المنافسين على أنصاف الموهوبين ويتخلون عن أبناء النادى فى فترة حالكة السواد، حد يفرط فى «عمار»   ويجرى وراء «الشحات»، حد يشترى «صلاح محسن» ويرمى «عبد الله السعيد».. حد فاهم حاجة؟! 
 
الأهلى حالته لا تسر عدوًا ولا حبيبًا، الأهلى يفوز محليًا، ليس لأنه الأفضل لكن لأنه أحسن الوحشين، الأهلى مريض ويعانى منذ اعتزال الكبار وسقوط الثمرة فى حجر الصغار.. الأهلى فقد فى هذا العام الكثير، وإذا ظلت هذه الإدارة فى سياسة المسكنات والترقيع فلن نعود بعد أسبوع أو بعد أعوام.
 
أعلم أن القائمة الأفريقية تحكم بقاء هؤلاء أو معظمهم، فإذا خرجنا وهذا متوقع، إزاحة هؤلاء المفرطين مطلبًا، والاعتماد على أبناء النادى ضرورة، وتولية مدير فنى أهلاوى واقعًا، الأهلى لا تنقصه المواهب الكروية ينقصه الروح القتالية، وهى متوفرة فى نفوس من تربى على حب الأهلى، ولم يلعب للأهلى بحثًا عن مجد أو مال، للأسف الحال مال، والفرع لو مال.