اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 05:53 ص

فيلم أولاد الذوات

"أولاد الذوات".. حكاية أول فيلم عربى ناطق وسر أزمته مع الجاليات الأجنبية

كتب محمد عبد الرحمن الخميس، 14 مارس 2019 03:00 م

بداية تاريخ السينما المصرية، والذى تشير إليه المصادر التاريخية والفنية  يعود إلى العقد الثانى من القرن العشرين، شهدت العديد من التجارب الفنية، التى كانت لها السبق والتمهيد لتنطلق السينما المصرية، وتشهد بعد ذلك تطورات كبيرة، جعلته فى أحد الأوقات أحد صناعات السينما العالمية.
 
بالطبع ونحن نتحدث عن بدايات السينما، علينا تذكر فيلم "أولاد الذوات" أول فيلم مصرى ناطق، والذى تمر اليوم ذكرى عرضه الـ 87، إذ عرض للمرة الأولى بالسينما المصرية فى 14 مارس 1932، ليفتح الطريق أمام الأفلام السينمائية الناطقة، لكن خلافا كبيرا حول كون الفيلم سالف الذكر هو أولى الأفلام العربية الناطقة، وبين فيلم "أنشودة الفؤاد"، وإذا ما كان الأخير سبق الأول فى العرض.
 
وفيلم أولاد الذوات من بطولة يوسف وهبى، دولت أبيض، سراج منير، أمينة رزق، أنور وجدي، والفيلم من إخراج المخرج محمد كريم.
 

فيلم أولاد الذوات
 
وبحسب كتاب "يوسف وهبي: سنوات المجد والدموع" للكاتبة والإعلامية رواية راشد، أن الفنان الكبير الراحل يوسف وهبى، كان يسابق الزمن، هو وصديقه محمد كريم، ليكون له السبق الأول فى إنتاج وتمثيل أول فيلم مصرى ناطق، بعد أن علم أن جورج أبيض تعاقد مع "إدموند وجبريل نحاس" على تمثيل فيلم بعنوان "أنشودة الفؤاد" مع المطرية "نادرة".
 
ولم يبخل يوسف وهبى على الفيلم بشئ حتى يظهر بالصورة اللائقة، وكان يعرف أنه بذلك سيكتب أول صفحة فى السينما المصرية والعربية على حد سواء، كما كان لمحمد كريم الفضل فى نجاح صناعة السينما فى مصر، وقد أدى نجاح الأفلام السينمائية الأولى إلى تشجيع كثير من الفنانين على الإنتاج والتمثيل فى السينما، فبعد عدة أسابيع من عرض فيلم "أولاد الذوات" عرض فيلم "أنشودة الفؤاد" – وهو ما يؤكد بأن فيلم "أولاد الذوات" هو أول الأفلام العربية الناطقة-، وكان فيلم "أنشودة الفؤاد، بمثابة أول فيلم غنائى فى تاريخ السينما المصرية.
 
الطريف ربما هو أن فيلم "أولاد الذوات" بمجرد عرضه تسبب فى أزمة كبيرة مع وسط الجاليات الأجنبية التى وجدت قصة الفيلم إهانة واضحة، وعداء غير مبرر لكل ما هو أجنبى، خاصة المرأة الأجنبية، فقد جاء على لسان أبطال الفيلم عبارات تدين زواج المصرى من الأجنبيات، فهذا الزواج لا يجلب إلا الفساد والدمار للأسرة المصرية وينتهى بعواقب وخيمة تقضى على مستقبل الشاب المصرى، وبدأت الصحف الأجنبية فى شن حملات غاضبة على صناع الفيلم لدرجة أنها طالبت بوقف عرضه، وتدخلت وزارة انتدبت المحلق الثقافى الفرنسى مسيو "جرايفو" مع لجنة النقاد والصحفيين لمشاهدة الفيلم وتقديم تقرير عن الاتهامات الموجهة إليه، وتم إيقاف عرض الحفلة الصباحية فى سينما "كوزمو"، ومع اندفاع الجماهير التى كانت تنوى حضور العرض، تراجعت وزارة الداخلية عن قرار وقف العرض.