اغلق القائمة

الجمعة 2024-05-03

القاهره 04:48 ص

حازم صلاح الدين

..ويسألونك: لماذا تراجعت نسبة مشاهدة الدراما المصرية؟!

بقلم حازم صلاح الدين الثلاثاء، 05 فبراير 2019 10:00 ص

يومًا بعد يوم تزداد مساحة عرض المسلسلات المدبجلة، وتحديدًا الهندية والتركية داخل عالمنا العربى، والأخطر هنا أنها أصبحت تسحب البساط من تحت أقدام الدراما العربية، حتى وصل الحال بنا فى مصر مثلًا إلى أن نسب مشاهدة تلك المسلسلات تفوق مسلسلاتنا بمراحل، وأعتقد أن السبب يتلخص فى فكرة الاستسهال فى صناعة معظم الأعمال التى نراها فى الآونة الأخيرة، والكثير من أهل الفن بات يغُمض عينيه عن الحقيقة الصعبة بأن الدراما المصرية تمر بأزمة، فقد أصبح أغلب الممثلين يسعون وراء الظهور على الشاشة بغض النظر عن رداءة العمل، بجانب الاهتمام بالربح المادى.
 
كل العوامل السابقة قادتنا إلى أن أعمالنا الدرامية سقطت فى فخ «السبوبة» دون مراعاة تأثرها بالأخطاء الموجودة داخل العمل من عدمه، أو حتى جودته ليعيش طويلًا فى أذهان المشاهدين، وبالطبع هذه الأخطاء تؤثر فى مدى مصداقية المسلسل لدى المشاهد، فصناع الدراما كانوا ولا يزالون يعتمدون على أن المشاهد لا يعى شيئًا وأنه لا يهتم سوى بمضمون المسلسل، لكن ما يحدث الآن هو العكس وأصبح المشاهد يلاحظ التفاصيل أكثر مما يهتم بالمسلسل، وقد يرجع سبب ذلك إلى الملل الذى يتسرب إلى المشاهد أثناء مشاهدة العمل مما يجعله يبتعد عن القصة ويبحث عن التفاصيل، مما جعل المشاهد ينسحب تدريجيًا ويتجه صوب الأعمال المدبلجة.
 
المشكلة الأكبر هنا أنه عندما تطرح هذه القضية للمناقشة تجد معظم الآراء سواء من الجهات الإنتاجية والنقاد الفنيين والممثلين أنفسهم تصب فى مصلحة أنه يجب إنتاج أكبر عدد من الأعمال للوقوف ضد هجمة الأعمال المدبجلة من الخارج، فلم نرَ من يضع يده على كثرة الأخطاء الدرامية التى أصابت كل مسلسلاتنا، بالإضافة إلى أنه أصبح لدينا فقر شديد فى الأفكار التى تنتج أعمالًا جيدة مثلما كان يحدث فى زمن نجوم الفن الكبار بدءًا من الكاتب مرورًا بالممثل والمخرج والمساعدين وصولًا إلى محطة المونتاج، فقديمًا رغم قلة الإمكانيات المادية والبشرية والإلكترونية كانت تظهر أعمال إلى النور مختومة بصك الإبداع.. الخلاصة تقول: إذا أردنا استعادة عرش الدراما، يجب أن نصدق أنفسنا أولًا بأننا نقدم فنًا وليس وجبة «تيك أواى»، فالفن هو مرآة المجمتع، كما يقال، وتأثيره على شبابنا وأبنائنا الصغار أخطر من الأسلحة النووية، لذا نحتاج فنًا يعلم الأجيال الجديدة كيفية صناعة الفارق لوطنها.