قصة روسى عاش 30 عاما بمنطقة متجمدة بعد انهيار الاتحاد السوفيتى × 20 صورة

كتب محمد رضا الثلاثاء، 05 فبراير 2019 07:00 م

العام 1991، هو تاريخ هام جدًا فى حياة الدولة الروسية، حيث شهدت هذه السنة انهيار الاتحاد السوفيتى، وبداية الدولة الحديثة المعروفة حاليًا بـ"روسيا الاتحادية"، ولكن تزامنًا مع هذا الحدث الكبير العام، كان هنالك حدث آخر تمثل فى اختفاء تيموفى مينشيكوف، عن المدينة وانعزاله فى الغابة.

بعد ما يقرب من 30 عامًا على اختفائه، عثر على الناسك - الشخص الذي يعيش في عزلة عن المجتمع- الروسى تيموفى، منعزلًا داخل كوخ فى الغابة وحيدًا فى منطقة ياكوتيا، التى تقع على بعد 850 كيلومترا شمال غرب العاصمة الاقليمية ياكوتسك، وتعد أبرد منطقة فى العالم، ورغم البرودة الشديدة التى تتسم بها تلك المنطقة، ولكن تيموفى، يعيش فى كوخ من صنعه محفور فى باطن الجبل، ومحاط بالأخشاب، بينما يعتمد فى التدفئة على موقد نارى.

عاش تيموفى، لأكثر من ربع قرن بمفرده، وسط درجات حرارة تتراوح ما بين 60 درجة مئوية تحت الصفر فى الشتاء، و40 درجة مئوية تحت الصفر فى الصيف، واعتمد الروسى البالغ من العمر 58 عامًا، على صيد الأسماك، حيث يمتلك قارب يستخدمه فى الصيف لصيد السمك فى نهر لينا القريب، وهو الأطول فى العالم، بينما لم يتبق له أصدقاء سوى قطته وكلبه، كما يملك سرير صغير فى كوخه المنعزل، وذلك حسب ما نشرته صحيفة "times Siberian" الروسية.

وفى حياته المنعزلة، يعيش تيموفى مينشيكوف، وحيدًا بدون هاتف، كما أنه لا يدفع أى ضرائب أو غرامات، وعن حياته السابقة، فإن الروسى، توفى والداه عندما كان فى الثامنة من عمره، وتم إرساله إلى دار للأيتام مع شقيقته، فى حين أن أخيه الأصغر قد تم تربيته من قبل أحد أقارب الأسرة، وفى عام 1979 تم تجنيد تيموفى فى القوات الجوية السوفيتية، وبعد الخدمة العسكرية عاد إلى مستوطنة سانجار الأصلية، على أمل العثور على أخواته وأخيه - لكنه فشل فى تحديد مكانهم.

 

فشل تيموفى، فى الوصول إلى أخواته وأخيه الأصغر، جعله مكسورًا فاقد الأمل، رغم أنه تزوج ولديه ابنة، تزوجت هى الأخرى ولديها 4 أطفال، ما جعله جد، إلا أنه فضل ترك كل شىء وأن يعيش فى عزله، قائلًا: "ماذا أفعل هناك؟، هل أشرب الفودكا وأظل سكران؟"، مؤكدًا أن يعتمد على مساعدات بعض الصيادين الذين يمرون عليه من حين إلى آخر، وبسؤاله عما يمكن أن يفعله فى حال مرض، قال "هذا يعنى أننى قد حصلت على ما يكفى، لقد حان وقتى، هذا هو مصيرى".

وأشارت الصحيفة الروسية، إلى أن شاب يدعى "أوليس" هو من عثر على تيموفى فى كوخه المنعزل، وبعدما نشر قصته، تعرف عليه أخيه أناتولى، والذى تواصل مع "أوليس"، حتى يوصله إلى أخيه المفقود منذ سنوات.

 

ووجه أناتولى، رسالة إلى أخيه، قال فيها "لقد كنت أبحث عنك، وكانت أختنا تبكى، وتذهب إلى الكنيسة للصلاة من أجل الوصول إليك"، مضيفًا "شقيقتنا الكبيرة ناتاليا تعيش فى منطقة موسكو، ولديها ثلاثة أطفال، فيما ذهب ناديجدا للعيش فى تومسك، ولديه عائلة كبيرة، وأنا متزوج ولدى ثلاثة أبناء، ولكن سآتى بالتأكيد لرؤيتك، يمكنك الاختباء منى فى مدينة، ولكن بالتأكيد ليس فى التايجا، الرجاء تحديد ما إذا كنت بحاجة إلى شىء ما"، وتابع "ناتاليا لم تكن تكاد تصدق أنه تم العثور عليك، والآن كلهم ​​يأملون فى لم الشمل بعد عمر طويل".