اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 03:15 ص

جرائم الأنترنت- أرشيفية

الشبكة العنكبوتية وكر لخفافيش الظلام.. عناصر تستخدمها فى القتل والنصب وابتزاز الفتيات.. مساعد وزير الداخلية للتوثيق والمعلومات الأسبق: الإنترنت ساحة جرائم لقدرتها على إخفاء مرتكبيها ودرجة الأمان تقترب من الصفر

كتب بهجت أبو ضيف السبت، 16 فبراير 2019 12:00 ص

احتفلت دول العالم منذ أيام معدودة باليوم العالمى للإنترنت الاَمن الذى يتم الاحتفال به فى فبراير من كل عام، بهدف توفير مناخ وبيئة أكثر أمانا لمستخدمى شبكة الإنترنت، وزيادة الوعى بالمخاطر المنتشرة عبر الشبكة، والقوانين المنظمة لها، والعقوبات الخاصة بمرتكبى تلك الجرائم.

وبالرغم من كون شبكة الإنترنت أصبحت تمثل مصدرا ثابتا للمعلومات والاعتماد عليها كأحد أهم وسائل التواصل الحالية، وأكثرها انتشارا، إلا أنها لا تخلوا من المخاطر التى تحيط بمستخدميها، حيث يلجأ إليها العديد من العناصر الإجرامية لارتكاب جرائمهم المتنوعة، بين النصب والاحتيال، وابتزاز واستغلال الضحايا، وتصل فى بعض الأحيان إلى القتل.

استدراج وقتل طالب الهندسة عبر موقع للتسويق الإلكترونى

جريمة مقتل طالب الهندسة الذى كتم استدراجه عبر شبكة الانترنت لشراء جهاز لاب توب أثارت الرأى العام فى شهر مارس العام الماضى، حيث أعلن طالبين عن بيع جهاز لاب توب عبر موقع للتسويق الإلكترونى، لاستدراج أحد الضحايا لسرقته بالإكراه، وكان طالب الهندسة "محمد"، هو الضحية، حيث وقع فى شباك المتهمين، وتم استدراجه لمنطقة النزهة، لبيع   لاب توب له، ومحاولة سرقته بالإكراه، وخلال محاولته مقاومتهما، قررا التخلص منه وقتله بتسديد عدة طعنات له، ليتم ضبطهما عقب هروبهما.

تزوير الشهادات والمستندات الرسمية عبر فيسبوك

فى شهر يناير الماضى نجح قطاع نظم الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية، فى القبض على شاب حاصل على بكالوريوس تجارة، لاتهامه بالإعلان عبر شبكة الإنترنت، عن تزوير المحررات الرسمية والشهادات الجامعية، وبيعها مقابل مبلغ مالى، من خلال صفحته على مواقع التواصل الإجتماعى، وضبط بحوزته هاتف محمول يحتوى على دلائل اتهامه، بالإضافة إلى شهادات ومستندات مزيفة.

وبمواجهة المتهم اعترف بارتكابه الواقعة بالإشتراك مع "كريم م.ع"، والذى يقتصر دوره على تزوير المحررات الرسمية والشهادات الجامعية، وقيام المتهم بإدارة الصفحة المشار إليها والاتفاق مع الراغبين فى استخراج الشهادات المزوره واستلام المبالغ المالية المتفق عليها منهم واقتسامها مع شريكه.

شاب يبتز فتاة مستغلا صورها الخاصة للحصول على مبالغ مالية

و تورط شاب حاصل على بكالوريوس تجارة فى ابتزاز فتاة مستخدما صورا خاصة بها، وتهديدها بنشرها ورغبته فى الحصول على مبلغ مالى، حيث أبلغ والدها إدارة تكنولوجيا المعلومات بشمال الصعيد عن قيام أحد المواطنين مستخدما رقم هاتف محمول مُحدد، بإرسال رسائل للهاتف الخاص بابنته "آية" عبر تطبيق "واتس اب" تتضمن عبارات تهديد بنشر صور خاصة بنجلته، وإبتزازه بطلب مبلغ مالى وقدره 12000 جنيه مقابل عدم نشر الصور.

وكشف الفحص الفنى أن وراء إرتكاب الواقعة "أحمد. ع.ز" حاصل على بكالوريوس تجارة، وبإعداد كمين له تم ضبطه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة لسابقة وجود صداقة بينه وبين الفتاة، ورغبته فى الاستفادة من تلك العلاقه مادياً.

مدير شركة يستدرج الباحثين عن وظائف عبر الإنترنت وينصب عليهم

وفى محافظة الجيزة تم القبض على مدير شركة، لاتهامه بالنصب على الباحثين عن وظائف، حيث يستدرج ضحاياه عبر شبكة الإنترنت، ويستولى منهم على مبالغ مالية بحجة توفير وظائف حكومية كبرى لهم، واعترف المتهم "يسر.س" أنه يستدرج ضحاياه من خلال شبكة الإنترنت، ويستولى من كل ضحية على مبلغ 350 جنيها، مقابل استمارة شغل الوظيفة.

من جانبه قال اللواء محمود الرشيدى مساعد وزير الداخلية ومدير إدارة التوثيق والمعلومات الأسبق، أنه لا يمكن أن ننكر وجود اعتماد زائد على شبكة الانترنت فى كافة جوانب الحياة، حيث أنها أصبت تمثل ركيزة هامة لا يمكن الاستغناء عنها بالنسبة للمواطنين، بالإضافة إلى أن الدولة أصبحت تعتمد عليها أيضا بشكل كامل، حيث أنها دخلت فى مرحلة التحول الرقمى، والذى من شأنه الاعتماد الكامل على الاستخدامات التكنولوجية.

وأضاف الرشيدى أن العديد من الجماعات الإرهابية والتشكيلات العصابية، والعناصر الإجرامية تجد فى شبكة الانترنت ساحة لارتكاب جرائمها، حيث تلقى بشباكها على الضحايا الذين لا يراعون اعتبارات الأمان اللازمة، لتحقيق استفادة مادية ومعنوية، ويعود انتشار تلك الجرائم لكون تلك الشبكة تحقق لهم قدر من الأمان النسبى لهم، يمكنهم من التخفى وتعذر الوصول لهم.

التوعية المجتمعية هي خط الدفاع الأول

وقال الرشيدى أن خط الدفاع الأول فى مواجهة العناصر الإجرامية عبر شبكة الإنترنت، هو التوعية المجتمعية لمستخدمى الشبكة، حيث يجب أن يتم تعريفهم بضوابط الاستخدام الآمن للانترنت، حتى لا يقعوا فى فخاخ "خفافيش" الانترنت، وضرورة الوعى أن درجة الأمان تكاد تقترب إلى الصفر، مناشدا بضرورة عدم وضع أى بيانات خاصة بمستخدمى الانترنت عبر حساباتهم الشخصية، حتى لا يتم استغلالها ضدهم وتعرضهم للابتزاز.

وتابع مساعد وزير الداخلية الأسبق حديثه قائلا أن القانون رقم 175 لسنة 2018 الخاص بمكافحة جرائم الانترنت تضمن عقوبات مغلظة لكل من تسول له نفسه استخدام التكنولوجيا فى تعكير صفو المجتمع، وطالب أى شخص يتعرض لأى نوع من الجرائم عبر شبكة الانترنت بسرعة إخطار إدارة مكافحة جرائم الحاسبات وشبكات المعلومات بمقر وزارة الداخلية الكائن بالقاهرة الجديدة، أو الاتصال على الخط الساخن برقم "108"، مع عدم العبث بالهاتف أو جهاز الكمبيوتر الخاص به، حت يتمكن ضباط مباحث الانترنت من فحصه، واستخراج الأدلة لتتبع الجناة.

وأكد مساعد وزير الداخلية الأسبق أن تخوف بعض الضحايا من إبلاغ مباحث الإنترنت عقب تعرضهم للابتزاز أو النصب، يدفع المتهمين للتمادى فى ارتكاب جرائمهم، والإيقاع بضحايا آخرين، مشيرا إلى أن ضباط مباحث الإنترنت ينجحون فى التوصل إلى كافة مرتكبى الجرائم التكنولوجية داخل مصر، حيث يتم التنسيق مع وزارتى العدل والإتصالات والقبض على المتهمين، إلا أن الأمر يختلف إذا كان مرتكب الجريمة خارج البلاد، لكون الأمر يتعلق بنظام الدولة الموجود بها المتهم، حيث يصعب فى بعض الجرائم تحديد مرتكبيها، ويتم الرجوع للاتفاقات الدولية الخاصة بتسليم المتهمين.

الإنترنت مسرح للجرائم مثل ما يقع فعليا على الأرض 

ومن جانبه قال الدكتور إيهاب يوسف خبير المخاطر الأمنية، أن الإنترنت أصبح مسرحا للجرائم مثل الجرائم التى تقع على الأرض بين المواطنين، ولابد من التفريق بين الجرائم الإلكترونية التى تطول الأشخاص الطبيعيين، وبين الجرائم التى تستهدف مؤسسات وبنوك وشركات وجهات حكومية.

وأضاف خبير المخاطر الأمنية، أنه يجب على الشخص العادى أن يرفع حسه الأمنى، بعدم مشاركة أرقام بياناته، وعدم نشر الصور الشخصية عبر الحسابات الخاصة، خاصة الفتيات بالإضافة إلى عدم الثقة بالأشخاص الغرباء، وعدم الاندفاع وراء الإغراءات المنتشرة بالشبكة، مثل بعض الأشخاص الذين يعرضون تحويل مليون دولار عبر حسابه الخاص مقابل الحصول على نسبة 50 فى المائة من المبلغ، والحصول على البيانات الخاصة به، لاستغلاله وابتزازه عقب ذلك، وغيرها من الإغراءات التى تهدف إلى الحصول على البيانات الخاصة بالضحايا.

وبالنسبة للمؤسسات فلابد أن تؤمن نفسها تجاه الاختراقات التى تتم ضدها من جانب محترفين، مثل مخترقى الحسابات بالبنوك، والجهات الحكومية، للإستيلاء على ملايين الجنيهات وتحويلها عبر الإنترنت.

وقال أن الأمر أصبح يمثل خطرا ملحوظا مع التطور اليومى فى عالم التكنولجيا، ولابد من مواجهته واستحداث الأنظمة التكنولوجية بشكل دورى لمواجهة تلك الجرائم التى باتت منتشرة بشكل كبير.


الدكتور إيهاب يوسف خبير المخاطر الأمنية

 


اللواء محمود الرشيدى